“عمرو طلبة”.. حكاية شهيد اسمه موشى.. بطل من أبطال حرب أكتوبر المجيدة
كتبت: نجوى إبراهيم
الشهيد “عمرو طلبة ” أو العميل 1001 .. بطل من أبطال حرب أكتوبر ..ورجل من رجال المخابرات المصرية الذين ساهموا في انتصار لن يُمحى أثره من ذاكرة المصريين مهما مرت السنوات..سطر لنا أسطورة في الفداء والتضحية من أجل تراب الوطن.. ضحى بنفسه من أجل أن تحيا مصر .. زرعته المخابرات العامة المصرية في إسرائيل عام 1969 بعد أحداث النكسة وحتى اندلاع حرب أكتوبر المجيدة، بصفته يهودي مصري يحمل اسم “موشي زكي رافي”…وكان الهدف من العملية الحصول على معلومات عن الجيش والمجتمع الإسرائيلي.
كانت المرة الأولى التى يتم الكشف فيها عن قصة الشهيد المصرى “عمرو طلبة” أو العريف الاسرائيلى “موشى” من خلال كتاب المفاجأة في أعقاب إنتصار مصر في حرب 1973، الذى أعده “ماهر عبد الحميد” أحد ضباط جهاز المخابرات,وكان الكتاب موجه إلي رئيس المحكمة العسكرية الإسرائيلية بصفته المسؤول عن محاكمة كبار القادة العسكريين الإسرائليين بعد هزيمة أكتوبر .
كان من بين قصص الكتاب قصه بعنوان (شهيد اسمه موشي) تحكي قصة الشهيد “عمرو طلبة”وكيف تم زرعه فى المجتمع الاسرائيلى وكيف تم استشهاده في حرب السادس من أكتوبر عام 1973 حيث قتل نتيجة للقصف المصري الكثيف علي حصون خط بارليف، فكان ضمن إحدي فرق الجيش الإسرائيلي كضابط إتصال علي الجبهة.
ولأن الوطن لا ينسى أبنائه الذين يضحون من أجله لذلك بعد فشل محاولة وقف القصف المصري على هذه ا الفرقة تم إرسال طائرة هليكوبتر لإحضار جثمان البطل الشهيد عمرو طلبة وفي جنح الظلام تسللت الطائرة المصرية في مخاطرة كبيرة ولم تهتم بقوات العدو ومواقعه وعندما وصلت الطائرة إلى مكان استرشد الأبطال بحقيبة جهاز اللاسلكي التي كان يحملها البطل وأرسل منها أخر البرقيات قبل استشهاده حيث قاموا بالبحث عن جثمان عريف إسرائيلي قاموا بوضعه في علم مصر وأدوا له التحية العسكرية وقاموا بقراءة الفاتحة ورفعوا أيديهم بالدعاء له بالرحمة ثم أخذوا الجثمان وانطلقوا إلي القاهرة..
وروى الضابط “ماهر عبد الحميد “ولقد حملناه عائدين دون أن نزرف عليه دمعة واحدة، فقد نال شرفا لم نحظى به بعد.
ميلاد عمرو طلبة وتعليمه
ولد عمرو طلبة عام 1946 وتخرج من الكلية الحربية..وكان واحد من أكثر المتدربين في القسم (3 ج ا) هو أحد أقسام مدرسة المخابرات كفاءة ..وأكثرهم حماسا للعمل والمغامرة وكان إبنا لأحد كبار ضباط الجيش.
زرعه في المجتمع الإسرائيلي
عقب نكسة 1967 بدأت حرب الاستنزاف بهدف انهاك قوى العدو ..وقتها كلفت القيادة العسكرية جهاز المخابرات بزرع عناصر فى المجتمع الإسرائيلى لجمع معلومات حول الجيش وكان من ضمن من وقع عليه الاختيار هو “عمرو طلبة “وتم تكليفه بالمهمة بعد امتحانه و تدريبه على إجادة اللغة العبرية وتأكد الجميع أنه الشخص المناسب تماما للعملية.
راجع رجال المخابرات أكثر من 3 آلاف ملف يهودى عاش فى مصر من أجل اختيار الشخصية المناسبة التى سوف ينتحلها ويقتحم بها المجتمع الاسرائيلى إلى أن توصلوا ل “موشى زكى رافي “شاب يهودى مات فى مستشفى المبرة بطنطا ولم يستدل على أهله لاخبارهم بخبر وفاته . لقد كان (موشى) هذا شابا فى مقتبل العمر، شديد الوسامة، جميل الملامح ،ولد فى حارة اليهود بالقاهرة ترك بيته وهو فى سن صغير لانه لم يحتمل أن يعيش فيه نظرا لتجارة والده فى الاشياء القديمة التى كان يجمعها من القمامة وكان والده (زكي رافي) كليل البصروتوفى بعد رحيله بثلاث أشهر كما إن والدته كانت قد توفيت وهو صغير.
اتخذ رجال المخابرات المصرية كل الاجراءات الممكنة لإخفاء كل ما يشير إلى وفاة موشى.
بدأ تدريب “عمرو “على تقمص شخصية موشى رافى بمنتهى الدقة ..وبعد انتهاء فترة التدريب بدأ في تنفيذ العملية فى أبريل 1969 حيث اتجه إلى حارة اليهود واتجه مباشرة الى المنزل رقم (19) ، الذى كان يقيم فيه (زكي رافي ) ، وراح يسأل عن والده فى اهتمام شديد جذب اليه انتباه الجميع وصدقه الجميع.
وفى 13 مايو عام 1969 قام “عمرو ” بترك أهله وخطيبته وأخبرهم إنه سوف يسافر إلى بعثة عسكرية فى موسكو ولكنه اتجه إلى اليونان من أجل بدء العملية بالاتفاق مع جهاز المخابرات بعد أن حصل على وثيقة سفر رسمية ، بناء على ما جمعه من أوراق ، بإسم (موشى زكي رافي)، وهناك ،بدأ يبحث عن عمل ولكنه لم ينجح فى هذا ، وقضى مايقرب من شهرين عاطلا عن عمل ..وأثناء رحلة بحثه عن عمل تعرف على بحار اسرائيلى يدعى ” تصادوق” الذى عرض عليه تقديم طلب هجرة إلى إسرائيل, فى حين تظاهر “عمرو” بعدم اهتمامه بالفكرة فى بادئ الأمر وأخيرا وافق مؤكدا إنه سيسافر على أساس التجربة.
لمزيد من الأخبار زوروا موقعنا: الوسط العربي وللتواصل الاجتماعي تابعنا على فيسبوك الوسط العربي