شخصيات عربيةعاجل

الشهيد “عمرو طلبة”.. سافر إسرائيل بصفته يهودي مصري.. كان سببا في تدمير خط بارليف

 

كتبت: نجوى إبراهيم

كان الشهيد “عمرو طلبة” معروفا فى جهاز المخابرات المصرية برقمه الكودى “العميل 1001 “..سافر اسرائيل بصفته يهودى مصرى مهاجر .. كان سببا فى تدمير خط بارليف إبان حرب السادس من أكتوبر ذلك الخط الدفاعى الذى أقامته إسرائيل على امتداد الضفة الشرقية لقناة السويس ..عقب انتصارات أكتوبر المجيدة تحطمت أسطورة الجيش الذى لا يقهر التى تغنت بها إسرائيل سنوات طويلة ..وأشاد العالم أجمع ببراعة الجيش المصرى وقوة وبسالة قواته والتكتيك المتميز الذى اتبعوه فى تدمير خط بارليف ذلك الحصن المنيع ..ولكن المفاجأة التى تم كشفها هى إن بدايات مخطط التدمير يعود الفضل فيها إلى الشهيد “عمرو طلبة” الجاسوس المصرى الذى زرعته المخابرات المصرية فى إسرائيل عام 1969 وحتى اندلاع حرب أكتوبر، بصفته يهوديًا مصريًا يحمل اسم “موشي زكي رافي”…فالمعلومات التى أرسلها عمرو طلبة عن خط بارليف كانت الاساس لوضع خطة تدميره.

الجاسوس النائم

كان “عمرو طلبة”جاسوس نائم ..فرغم إنه تم زراعته داخل المجتمع الاسرائيلى وتدرج فيه دون أن يثير الشبهات إلا أنه لم يستطع إرسال أية معلومات مهما كانت خطورتها للمخابرات المصرية فكان دائما يتذكر الأوامر والتعليمات التى وجهها له رؤساؤه فى جهاز المخابرات قبل أن يبدأ المهمة فلا ينبغى أن يتحرك إلا إذا تلقى تعليمات مباشرة ..مهما كانت أهمية المعلومات التى حصل عليها أثناء تواجده فى إسرائيل ..ولذلك إكتفى “عمرو “بعلاقته ب”سوناتا” عضو الكنيست الاسرائيلى التى لم تخف علاقتها به وأعلنت للعالم أجمع كونها عشيقته واصطحبته إلى كل حفل تدعى له ..فاختلط الشاب بنجوم المجتمع الاسرائيلى ..ورغم ما وصله من معلومات إلا إنه ظل صامتا ولم يبدى أدنى اهتمام بما يسمع.

الشهيد عمرو طلبة
الشهيد عمرو طلبة

التجنيد الإجباري في الجيش الاسرائيلي

عندما تم القبض عليه بتهمة التهرب من الخدمة العسكرية وتلقى خطاب التجنيد الإجباري كأي مهاجر جديد طبقا لقانون الهجرة الإسرائيلي…. لم يعارض “عمرو طلبة ” الأمر..ولكن توسطت له “سوناتا ” حتى يلتحق بوحدة عسكرية قريبة وألا يتم إرساله إلي خطوط المواجهة خاصة إنها لم تحتمل غيابه عنها يوما واحدا … وبالفعل استطاعت أن تبقى الشاب فى تل أبيب وتم إلحاقه بإدارة البريد العسكرية كمراجع للخطابات التى يرسلها المجندون داخل الجيش الاسرائيلى باعتباره يهودي عربي يجيد القراه باللغة العربية..
وفى وظيفته الجديدة حاول كسب رضا رؤساءه الاسرائيليين ,وكسب احترامهم وثقتهم ..وبعد انتهاء فترة التجنيد الاجبارى ,عرضوا عليه البقاء فى وظيفته فى إدارة البريد والانضمام إلى قوات الجيش وبالفعل وافق خاصة إنه لم يكن لديه وظيفة محددة ..وطوال هذه الفترة كانت علاقته ب”سوناتا “وطيدة…و ظل “عمرو طلبه”ينشط فى تل أبيب كمواطن اسرائيلى دون أن يثير حوله أيه شبهات.

كلمة السر لبداية المهمة

كان “عمر طلبة”يقضى وقته فى وظيفته ومع عشيقته “سوناتا ” يسهر ويلهو ..ولكن بداخله سيل من التساؤلات فكان يفكر كثيرا ويتساءل : متى ستبدأ مهمته التى ترك من أجلها وطنه وعائلته وخطيبته ..وتخلى من أجلها عن اسمه وجنسيته ودينه ..إلى متى سيظل هكذا ؟! وأخيرا وبعد طول انتظار تلقى العميل 1001 رسالة من أثينا ..رسالة عادية جدا مكتوبة بالحبر العادى أرسلها شاب يونانى ارتبط به موشى بصداقة وثيقة فى أثينا قبل وصوله كماهجر إلى إسرائيل ..لم يلفت مضمون الرسالة نظره إلى شئ فهى رسالة عادية من صديق له ولكن المفاجأة التى اهتز له كيانه هى انتهائها بعبارة تقول.. صديقك إلى الأبد (يورجو)..وكانت هذه هى كلمة السر المتفق عليها بينه وبين المخابرات وكانت بمثابة الفتيل الذى أشعل ثباته فتحول من الجاسوس النائم إلى الجاسوس النشط وتحول نومه إلى اليقظة ..فرح الشاب فرحة عارمة فكم مر عليه من الوقت وهو ينتظر مثل هذه الرسالة فاندفع فى عمله يلتقط كل معلومة تصل إليه ويدونها فى ذهنه انتظارا لارسالها إلى القاهرة.

بدء إرسال المعلومات إلى القاهرة

كان دائما ما يشغله كيف سيقوم بارسال هذه المعلومات إلى القاهرة وكيف سيصل له جهاز الارسال الذى تدرب عليه كثيرا عندما كان فى القاهرة قبل بدء المهمة ..إلى أن جاءه الرد فى أواخر عام 1972 أى بعد ذهابه إلى اسرائيل ب ثلاثة سنوات عندما تلقى هدية من صديقه اليونانى “يورجو”بمناسبة مولده عبارة عن علبة تحتوى على أدوات حلاقة ..بداخلها بعض الشفرات وماكينة حلاقة بحروف اسمه “موشى رافي”..وبالفعل استطاع “عمر “فك أجزاء ماكينة الحلاقة واعادة تجميعها حتى أصبح لديه جهاز استقبال وإرسال دقيق ..وكان يقوم بهذه العمليه فى غياب “سوناتا “..واستطاع نقل الشفرة المحفورة على حافة الأمواس ..وكان “عمرو “قد تلقى تدريبات مكثفة على هذه العملية فى جهاز المخابرات قبل سفره.
وبدأ يرسل سيل من المعلومات للمخابرات المصرية خاصة أن وظيفته فى البريد العسكرى ساعدته كثيرا فى الحصول على معلومات سرية حول ادارات ووحدات الجيش الاسرائيلي.

 

 

 

 

لمزيد من الأخبار زوروا موقعنا: الوسط العربي وللتواصل الاجتماعي تابعنا على فيسبوك الوسط العربي

زر الذهاب إلى الأعلى