أعظم خدمة.. مطالبات بتنحي “بايدن” عن السباق الرئاسي بعد أدائه الباهت
تقرير: محمد علاء
قالت هيئة تحرير نيويورك تايمز، إن أعظم خدمة يمكن أن يقدمها الرئيس جو بايدن الآن للوطن الذي خدمه بنبل لفترة طويلة، هي الإعلان عن أنه لن يستمر في الترشح لإعادة انتخابه.
وفي افتتاحية الصحيفة، يوم السبت، ذكرت أن “بايدن” خلال مناظرة الخميس، بدى للناخبين أنه ليس الرجل الذي كان عليه قبل 4 سنوات، وظهر كظل موظف حكومي عظيم. لقد كافح لشرح ما سيحققه في فترة ولاية ثانية، وواجه صعوبة في الرد على استفزازات “ترامب”.
وناضل الرئيس بايدن، ومحاسبة “ترامب” على أكاذيبه وإخفاقاته وخططه المخيفة. بجانب نضاله أكثر من مرة لبلوغ نهاية الجملة.
سؤال تطرحه نيويورك تايمز
وصف الرئيس بايدن مرارًا وتكرارًا، وعن حق، المخاطر في الانتخابات الرئاسية المقرر إجراؤها في نوفمبر المقبل، بأنها ليست أقل من مستقبل الديمقراطية الأمريكية، بحسب مجلس تحرير الصحيفة.
وصرح “بايدن”، بأنه المرشح الذي يتمتع بأفضل فرصة لمواجهة تهديد الاستبداد وهزيمته، وتعتمد حجته على حقيقة أنه هزم “ترامب” في انتخابات عام 2020، ولكن لم يعد هذا مبررًا كافيا، لماذا يجب أن يكون “بايدن” المرشح الديمقراطي هذا العام؟
مقامرة متهورة
أفادت الصحيفة الأمريكية واسعة الانتشار، إن الرئيس بايدن في ظل الوضع الحالي، منخرط في مقامرة متهورة، وهناك قادة ديمقراطيون جاهزين لتقديم بدائل واضحة ومقنعة، بدلًا من رئاسة “ترامب” الثانية.
ولقد أثبت “ترامب”، بحسب الصحيفة، أنه يشكل خطرًا كبيرًا على الديمقراطية – فهو شخصية غريبة الأطوار، ومهتمة بمصالحها الذاتية، ولا تستحق ثقة الجمهور، وحاول بشكل منهجي تقويض نزاهة الانتخابات.
وذكرت الصحيفة، أنه حال عودة “ترامب” إلى البيت، فقد تعهد بأن يكون رئيسًا مختلف، غير مقيد بالضوابط المفروضة على السلطة في صلب النظام السياسي للبلاد.
عيوب ترامب وقصور بايدن
أكدت نيويورك تايمز، أنه لا يوجد سبب يدعو الحزب الديمقراطي إلى المخاطرة باستقرار وأمن البلاد، عبر إجبار الناخبين على الاختيار بين عيوب ترامب وأوجه قصور بايدن، وهذا رهان كبير ونأمل ببساطة أن يتجاهل الأمريكيون أو يقللوا من عمر بايدن وحالته الصحية التي يرونها بأعينهم.
أكدت الصحيفة أن الولايات المتحدة تحتاج إلى خصم أقوى للمرشح الجمهوري، وإن الدعوة لمرشح ديمقراطي جديد في هذا الوقت المتأخر من الحملة الانتخابية، يعكس حجم وخطورة تحدي ترامب لقيم ومؤسسات هذا البلد، وعدم كفاءة بايدن في مواجهته.
دفاع أنصار بايدن
يقول أنصار الرئيس بايدن، أن مناظرة الخميس، نقطة بيانات واحدة مقارنة بثلاث سنوات من الإنجازات، ولكن أداء الرئيس لا يمكن شطبه باعتباره ليلة سيئة أو إلقاء اللوم على نزلة برد مفترضة؛ لأنه أكد المخاوف التي ظلت تتصاعد منذ شهور أو حتى سنوات، وفقًا لنيويورك تايمز.
وخلال استطلاعات الرأي والمقابلات، يقول الناخبون إنهم يبحثون عن أصوات جديدة لمواجهة ترامب، بينما يشير “بايدن” وأنصاره، إلى أنه لا يزال هناك وقت للحشد خلف مرشح مختلف.
اتهام ترامب بالكذب
قالت الصحيفة، إن أداء “ترامب” خلال المناظرة اتسم بالكذب بوقاحة، وبشكل متكرر بشأن أفعاله وسجله كرئيس ومنافسه، وتتطرق إلى خطط التي قد تضر بالاقتصاد الأمريكي، وتقوض الحريات المدنية، وتضر بعلاقات أمريكا مع الدول الأخرى.
كما أن “ترامب”، رفض التعهد بقبول الهزيمة، وعاد إلى ذلك النوع من الخطاب الذي حرض على هجوم 6 يناير الماضي على الكونجرس.
رسالة للحزب الديمقراطي
ووجهت الصحيفة رسالة مهمة، مفاداها أنه الآن يقع العبء على الحزب الديمقراطي، في وضع مصالح الأمة فوق طموحات رجل واحد.
وذكرت: “على الديمقراطيين والمساعدين الذي شجعوا “بايدن” على الترشح مرة أخرى، والذين حموه من الظهور العشوائي في الأماكن العامة، أن يدركوا الضرر الذي لحق بمكانته، وعدم احتمال قدرته على إصلاحه”.
وقالت هيئة التحرير، إن أوضح طريق أمام الديمقراطيين لهزيمة “ترامب”، هو التعامل بصدق مع الجمهور الأمريكي: الاعتراف بأن “بايدن” لا يستطيع مواصلة السباق، وخلق عملية لاختيار شخص أكثر قدرة على الوقوف في مكانه لهزيمة “ترامب” في الانتخابات الرئاسة.
ما هو الطريق لإبعاد “بايدن” عن السباق؟
إن أداء “بايدن”، خلال المناظرة أثار أيضًا تساؤلات من الديمقراطيين القلقين حول ما إذا كان سيترك السباق الرئاسي؟
ولكن هذه عملية لن تكون سهلة؛ لأن “بايدن”، هو بالفعل المرشح المفترض للحزب، والاختيار الساحق للناخبين الأساسيين، حيث إنه واجه معارضة قليلة خلال موسم الانتخابات التمهيدية.
وأشارت شبكة CNN، إلى أنه فاز بجميع مندوبي الحزب تقريبًا، ويعني هذا أنه من غير المرجح أن يُجبر على الخروج من السباق ضد إرادته.
ماذا يحدث حال الانسحاب؟
ذكرت الشبكة، أنه حال انسحاب المرشح الرئيسي من الحملة بعد معظم الانتخابات التمهيدية أو حتى أثناء المؤتمر، فسيحتاج المندوبون الأفراد إلى اختيار مرشح الحزب في قاعة مؤتمر الحزب الديمقراطي المقرر عقده في أغسطس المقبل، أو ربما خلال التصويت الافتراضي.
وحدد الحزب الديمقراطي في وقت سابق، موعدًا نهائيًا في 22 يونيو الجاري، للولايات لاختيار أكثر من 3900 مندوب، وجميعًا تقريبًا من أنصار “بايدن”، وهؤلاء المندوبون لم يتعهدوا فقط بالتصويت لصالحه، بل لقد تمت الموافقة عليهم أيضًا عبر حملته.
لذا؛ في حين إمكان غالبية مندوبي المؤتمر اتخاذ قرار باختيار مرشح جديد، ولكن ذلك سيتطلب انشقاقات واسعة من أنصار الرئيس نفسه، وهذا يعني أيضًا، أنه حال انسحاب “بايدن” بإرادته من السباق، فسيكون مؤيدوه إلى حد كبير هم المسؤولين عن اختيار البديل.
من يستطيع أن يحل مكان “بايدن”؟
يمكن الافتراض أن نائبة الرئيس كامالا هاريس، ستكون من أبرز المنافسين على بطاقة الاقتراع في حالة هذا السيناريو، ولكن سيكون هناك مرشحون محتملون آخرون قالوا سابقًا إن بإمكانهم إدارة حملة أكثر فعالية ضد “ترامب”.
ومن هؤلاء، حاكم ولاية كاليفورنيا جافين نيوسوم، الذي قدم دعمًا غير مشروط لـ”بايدن” عقب مناظرة الخميس، وقد يكون الاستقرار على بديل أمرًا مثيرًا للخلاف.
وعلى الجانب الديمقراطي، هناك أيضًا مجموعة أخرى يجب وضعها في الاعتبار، حيث يتواجد نحو 700 من قادة الحزب، الذين يصبحون مندوبين تلقائيًا خلال المؤتمر بناءً على مناصبهم.
وبموجب قواعد الحزب، لا يمكن لهؤلاء التصويت في الاقتراع الأول إذا كان بإمكانهم تغيير الترشيح، لكن لديهم الحرية في التصويت في الاقتراعات اللاحقة.
حملة “بايدن” تعلق
أكد المتحدث باسم حملة بايدن، سيث شوستر، بأن الرئيس لن ينسحب من سباق 2024، بحسب ذا هيل الأمريكية.
أشارت حملة بايدن، إلى أنها حققت يومًا قياسيًا لجمع التبرعات، مستشهدة بعشرات أكاذيب “ترامب”، ورفضه الالتزام بقبول نتائج الانتخابات، كمؤشرات على أن المناظرة لم تسر بشكل بالنسبة للحزب الجمهوري أيضًا.
وأظهر استطلاع رأي أجرته، شبكة CNN، التي عرضت من خلالها المناظرة، أن 67% ممن شملهم الاستطلاع من مراقبيها، قالوا إن “ترامب” فاز بالمناظرة.
ومن المقرر أن تستضيف شبكة ABC NEWS، المناظرة الثانية، بين “بايدن” و”ترامب”، يوم 10 سبتمبر المقبل.
لمزيد من الأخبار زوروا موقعنا: الوسط العربي وللتواصل الاجتماعي تابعنا على فيسبوك الوسط العربي