البطل “عمرو طلبة”.. مات شهيدًا بالزي الإسرائيلي ودُفن ملفوفًا بعلم مصر
كتبت: نجوى إبراهيم
الشهيد “عمرو طلبة” الذى تم دفنه بالزي الإسرائيلي ملفوفا بالعلم المصرى كان بطلا من أبطال حرب أكتوبر المجيدة ..قدم لنا مثالا للتضحية والفداء من أجل وطنه …حكاية “عمرو طلبة ” ذلك البطل المصرى ما هى إلا واحدة من آلاف الحكايات لشهداء حرب أكتوبر التى يشير المؤرخون إن عددهم تخطى ال 8 آلاف شهيد مصرى ..لكل منهم حكاية وتاريخ ..دمائهم روت أرض سيناء الحبيبة حتى تم استردادها وعودتها تحت السيادة المصرية.
قصة البطل “عمرو طلبة”وثقتها المخابرات المصرية ولا يزال ملفه موجودا بها تحت كود “العميل1001”.
ويعتبر استشهاد البطل “عمرو طلبة “وتقديم حياته فداء لتراب الوطن ..هو أحد المواقف الخالدة التى لا يمكن أن يطويها الزمن أو تتوارى فى طيان النسيان ..حيث قدم لنا مثالا رائعا ليس فى التضحية فحسب ولكن فى فنون الجاسوسية …ووظهر جليا الدور الخالد لجهاز المخابرات المصرية وبراعتهم فى زرع الجاسوس المصرى وغيره الكثير فى المجتمع الاسرائيلى ببراعة فائقة.
لم يتم الكشف عن هويته
إسرائيل لم تستطع كشف هوية “العميل “1001 “أو “موشى رافى”بل كان طوال فترة وجوده فى اسرائيل منذ عام 1969 وحتى 1973 على صله وطيدة برؤساءه الاسرائيليين ..ولم يتم الكشف عن العملية إلا من خلال كتاب “المفاجأة “الذى كتبه ضابط المخابرات ” ماهر عبد الحميد “حيث حمل الكتاب قصة بعنوان “شهيد اسمه موشى “..كما تم عمل مسلسل إذاعي يحمل نفس الاسم (شهيد اسمه موشى)من تأليف نفس الكاتب (ماهر عبد الحميد) ,وتم عمل مسلسل عنه، حمل عنوانه نفس الرقم الكودي ل”عمروطلبة ” في العملية وهو العميل 1001″ وإن إختلفت أحداث المسلسل بعض الشيء عن الواقع.
العثور على جثمان الشهيد عمرو طلبة
بعد انقطاع الاتصال بين “العميل 1001 والقيادة المصرية ..واستشهاده بعد أن رأى زملاءه من الجنود المصريين وهم يستردون أرض سيناء ويطاردون العدو فى كل مكان.. تلقى ضابط مخابرات القنطرة غرب أمرا مباشرا من مدير المخابرات المصرية بالإنطلاق على الفور للبحث عن “جندي إسرائيلي” بالتحديد وسط كتيبة إسرائيلية كانت تتحرك من (أم مرجم) إلي القنطرة شرق..وتم الاتصال بقائد الجيش الثانى وتوجيه أمر بعدم اطلاق النار على جنود تللك الكتيبة.
انطلق ضباط المخابرات ينفذون الأمر ويبحثون عن اللواء “سعد مأمون قائد الجيش الثانى الميدانى للحصول على اذنه ودخول جبهة القتال للبحث عن الجندي الإسرائيلي “موشيه رافى”..ولكن عندما فشل الأمر خاصة فى ظل الحرب المشتعلة والجسور المقامة والدبابات، بالتالى فالوصول إلى المنطقة المحددة يكاد يكون أمرا مستحيلا.
بعد عبور القوات المصرية وتأمين المنطقة التى تعرضت للقصف وتحريرها تماما من العدو الاسرائيلي، تأكد جهاز المخابرات بأن عميلها “عمرو طلبة” قد مات شهيدا..ولأن الوطن لا ينسى أبنائه صدرت الأوامر باستعادة جثمان البطل الشهيد ليدفن فى مصر.
وبالفعل عندما حل الظلام تم إرسال طائرة هيلكوبتر اقتحمت خطوط القتال على متنها مجموعة من القيادات العسكرية ومعهم رجال من المخابرات ونجحت في الهبوط عند أخر نقطة تحدث منها “عمرو طلبة”..ووقفز الرجال وقاموا بالتفيتش فى وجوه قتلى العدو حتى عثروا على جثمان العريف الإسرائيلى “موشى زكى رافى “وتعرفوا على مكانه عندما وجدوا بجواره جهاز الارسال الذى كان يرسل منه البرقيات للقيادة المصرية ، وقام القادة فى مشهد مهيب بحمل الجثمان ولفوه بالعلم المصرى ,وأدوا له التحية العسكرية ووضعوه فى صندوق خشبى وقراءوا له الفاتحة .. ورفعوا أيديهم بالدعاء بالرحمة لصاحب الجثمان….ثم أخذوا الجثمان وانطلقوا إلي القاهرة ,وهو يرتدي لباس الجيش الإسرائيلي، وملفوف بعلم مصر، وقال وقتها ضابط المخابرات المصري، ماهر عبد الحميد، الذي شارك في نقل جثمانه: «حملناه عائدين دون أن نزرف عليه دمعة واحدة، فقد نال شرفًا لم نحظً به بعد.
لقد توفي الشهيد عمرو طلبة في منطقة القنطرة شرق سيناء بعد أن أدى مهمته على أكمل وجه، فتحية واجبة لروح البطل الفدائي الشهيد “عمرو طلبة”.
لمزيد من الأخبار زوروا موقعنا: الوسط العربي وللتواصل الاجتماعي تابعنا على فيسبوك الوسط العربي