النفوذ الحوثي في البحر الأحمر يُهدد رؤية 2030 السعودية
تقرير: علي الجابري
في ظل التصاعد المستمر للتوترات الإقليمية، شهدت الأسابيع الأخيرة تزايداً ملحوظاً في النفوذ الحوثي في منطقة البحر الأحمر، وهو التصعيد الذي لا ينفك عن استراتيجية الجماعة لاستعراض قوتها العسكرية وتأمين نفوذ دائم في هذه المنطقة الحيوية.
وتتزامن هذه التحركات مع جهود السعودية لتحقيق رؤية 2030 الطموحة، والتي تعتمد بشكل كبير على استقرار وأمان المناطق الساحلية والمائية، بما في ذلك البحر الأحمر.
ولكن، مع تزايد التهديدات الحوثية، تواجه المملكة تحديات جديدة قد تؤثر على مسار تحقيق هذه الرؤية، مما يستدعي تحركات استراتيجية لتأمين مصالحها الحيوية في وجه التهديدات المتزايدة.
حملات إعلامية حوثية
شهد شهر يونيو تصاعداً ملحوظاً في الحملة الإعلامية التي تقودها جماعة الحوثي ضد المملكة العربية السعودية، وهي الحملة التي تميزت هذه الحملة بخطابات تصعيدية تحمل رسائل تهديد وتحذير شديدة اللهجة، وتهدف إلى انتزاع استحقاقات مزعومة من السعودية.
وقد زادت حدة هذه اللهجة المعادية نتيجة للقرارات الاقتصادية التي اتخذتها الحكومة الشرعية في اليمن، والتي اعتبرتها الجماعة الحوثية تصعيداً خطيراً بتحريك سعودي.
أطراف المواجهة
ضمت قائمة أطراف المواجهة شخصيات بارزة في الجماعة الحوثية، حيث لعب كل من عبد الملك الحوثي، زعيم الجماعة، ومهدي المشاط، رئيس المجلس السياسي الأعلى، دوراً رئيسياً في الهجوم الإعلامي. كما شارك في الهجوم محمد البخيتي ومحمد علي الحوثي، القياديان البارزان في الجماعة، بالإضافة إلى أنيس منصور، الصحفي الموالي للحوثيين، وهمام شعلان، الناشط الحوثي. كما كانت شبكة أنصار الحق الإعلامية، ونصر الدين عامر، رئيس مجلس إدارة وكالة سبأ الحوثية ونائب رئيس الهيئة الإعلامية للحوثيين، من أبرز الأطراف المشاركة.
محاور المواجهة
تركزت الحملة الحوثية على ثلاثة محاور رئيسية:
1. انتقادات لإشراف المملكة على موسم الحج: شن عبد الملك الحوثي هجوماً حاداً على المملكة على خلفية تنظيمها لموسم الحج، مدعياً أن المملكة تستغل هذه الشعيرة لتحقيق مكاسب سياسية واقتصادية.
2. تجميد المفاوضات مع صنعاء: اعتبرت الجماعة تجميد المملكة لملف المفاوضات تصعيداً خطيراً.
3. التصعيد الاقتصادي من جانب الحكومة الشرعية: رأت الجماعة في القرارات الاقتصادية تهديداً خطيراً دفعها لتكثيف هجماتها الإعلامية.
مضامين الرسائل الحوثية
ركز خطاب عبد الملك الحوثي على انتقاد تنظيم المملكة لموسم الحج، مدعياً أن المملكة تضع عراقيل مادية وإجرائية لصد المسلمين عن أداء فريضة الحج. على وسائل التواصل الاجتماعي، أطلقت القيادات الحوثية تهديدات صريحة بالرد على التصعيد الاقتصادي ضدها من خلال قصف المملكة.
جاءت هذه التهديدات في سياق حملة إعلامية محمومة تضمنت تحذيرات وتهديدات وهجمات على المملكة وقياداتها. إلى جانب التهديدات، طالبت الجماعة المملكة بالمضي قدماً في مفاوضات السلام وخفض التصعيد. وعلى مستوى القواعد الشعبية، انتقدت الجماعة تنظيم المملكة لموسم الحج وربطت بينه وبين الفعاليات الثقافية والترفيهية في المملكة.
استراتيجيات الهجوم الإعلامي الحوثي
خصص عبد الملك الحوثي جزءاً كبيراً من خطبه الدينية والسياسية لمهاجمة المملكة، خاصة خلال دروس “حكم الإمام علي” في مطلع ذي الحجة. على وسائل التواصل، خصصت الجماعة عدداً من الحسابات للهجوم المستمر على المملكة، أبرزها حسابات محمد البخيتي ومحمد علي الحوثي وحسين العزي. كما كثفت الجماعة الهجمات ضد السفن في البحر الأحمر كوسيلة للتهديد والردع ضد المملكة.
مضامين التهديدات الحوثية
أطلقت الجماعة تهديدات بقصف المنشآت النفطية والبنية التحتية في المملكة، ونشرت صوراً ومقاطع لهزائم مزعومة للجيش السعودي في اليمن، كما أبرزت التحشيدات العسكرية والأسلحة الجديدة المطورة محلياً، واستعرضت قوتها عبر إظهار الانتصارات الحوثية ضد الترسانات العسكرية الدولية في البحر الأحمر، هددت الجماعة بالانسحاب من التفاهمات التي تمت خلال مفاوضات الرياض وصنعاء، مدعية نفاد صبرها على تجميد المملكة للمفاوضات استجابة للرغبة الأمريكية.
استنتاجات
منحت حرب البحر الأحمر فرصة للجماعة الحوثية لاستعراض قوتها والحصول على نفوذ دائم، مما يهدد البنية التحتية للمملكة وجهودها لتحقيق رؤية 2030.
يحاول عبد الملك الحوثي إظهار عدائه للمملكة كعداء أخلاقي وديني، من خلال انتقادات تتعلق بملفات بعيدة عن الملفات الخاصة بالجماعة.
شهد يونيو استمرار التهديدات الحوثية بقصف المملكة، مع تخصيص جانب كبير من الخطاب الإعلامي لتهديد بالانسحاب من التسوية.
كثفت الجماعة استغلال موسم الحج لتصعيد الهجوم على المملكة، تلبية لدعوات خامنئي بجعل هذا الموسم “موسم البراءة”، مما أدى إلى إثارة الجدل ومحاولات عرقلة الحجاج واستخدامهم لتصفية الحسابات مع الحكومة الشرعية.
لمزيد من الأخبار زوروا موقعنا: الوسط العربي وللتواصل الاجتماعي تابعنا على فيسبوك الوسط العربي