مقامرة “ماكرون” تفشل.. حزب التجمع الوطني اليميني المتطرف يتصدر الجولة الأولى من الانتخابات الفرنسية
تقرير: محمد علاء
تصدر حزب التجمع الوطني اليميني المتطرف، الجولة الأولى من الانتخابات التشريعية الفرنسية، التي أقيمت يوم الأحد، لتثبت فشل مقامرة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.
ودعا “ماكرون”، إلى انتخابات تشريعية مبكرة بعدما حل مجلس النواب، عقب نتائج انتخابات البرلمان الأوروبي المخيبة للآمال هذا الشهر.
نتائج الانتخابات
حصلت كتلة حزب التجمع الوطني على 33.15% من الأصوات، ثم ائتلاف الجبهة الشعبية الجديدة اليساري بنسبة 27.99%، ثم تحالف “ماكرون” الوسطي بنسبة 20.76%، وفقًا للنتائج النهائية النتائج التي نشرتها وزارة الداخلية، اليوم الإثنين.
وبحسب CNN، يبدو أن كتلة التجمع الوطني، في طريقها للفوز بأكبر عدد من المقاعد في الجمعية الوطنية، ولكنها قد لا تتمكن من الحصول على 289 مقعدًا المطلوبة للحصول على الأغلبية المطلقة، مما قد يدفع فرنسا ربما نحو برلمان معلق، والمزيد من عدم اليقين السياسي.
توقعات الجولة المقبلة
تشير التوقعات إلى أنه بعد الجولة الثانية التي تجرى يوم 7 يوليو، سيفوز حزب الجبهة الوطنية بما يتراوح بين 230 إلى 280 مقعدًا في مجلس النواب الذي يضم 577 مقعدًا، مرتفعًا من 88 مقعدًا في البرلمان الذي تم حله.
والانتخابات المبكرة التي دعا إليها “ماكرون”، يمكن أن تتركه ليكمل السنوات الثلاث المتبقية من ولايته الرئاسية في شراكة غريبة مع رئيس وزراء من حزب معارض؛ ليثبت فشل مقامرته السياسية، حيث إن ائتلافه الوسطي كان يقود حكومة ائتلافية، جاء ثالثًا، بعد ثلاثة أسابيع من الحملات الانتخابية المتسرعة والمربكة.
محو الكتلة الماكرونية
انطلق حزب التجمع الوطني، في بلدة هينين بومونت الشمالية، احتفالًا مع إعلان النتائج، وأكدت زعيمة الحزب مارين لوبان، أن انتخابات الأحد المقبل ستكون حاسمة.
وقالت “لوبان”، أمام الحشد المبتهج: “لقد تحدثت الديمقراطية، ووضع الشعب الفرنسي الحزب وحلفائه في المرتبة الأولى، ومحى عمليًا الكتلة الماكرونية، ولم يتم الفوز بشيء، وستجرى الجولة الثانية الحاسمة.
ماذا تعني النتائج للمعسكر الرئاسي؟
في بيان مكتوب، لم يعترف “ماكرون” بهزيمة حزبه، ودعا إلى تجمع حاشد ديمقراطي واسع النطاق خلال الجولة الثانية.
كما دعا الرئيس الفرنسي، حلفاؤه إلى منع اليمين المتطرف من تولي السلطة في الجولة المقبلة من الانتخابات، بحسب يورو نيوز.
من جهته، حث غابرييل أتال، رئيس الوزراء المنتهية ولايته، الناخبين على منع حزب التجمع الوطني من الفوز، مضيفًا: “حزب جان لوك ميلينشون، فرنسا التي لا تنحني، ليس خيارًا ذا مصداقية، على حد قوله.
ما هي الخطوة التالية لتحالف ماكرون؟
قال الخبير السياسي والأستاذ بجامعة جزر الأنتيل، فرانسوا كزافييه ميليت، إن التصويت يوم الأحد بمثابة احتجاج على تعامل الرئيس ماكرون مع القضايا الداخلية الرئيسية.
وذكر “ميليت”، ليورو نيوز، أنه لا أمل للحزب الرئاسي على المدى القصير، لكنه على المدى الطويل لا يزال بإمكان “ماكرون”، إنقاذ ما تبقى من حزبه، من خلال تقديم نفسه كضامن للدستور، محاولًا حماية الفرنسيين من بعض قرارات اليمين المتطرف.
تهديد لـ”تحالف ماكرون”
ذكر الخبير السياسي واستطلاعات الرأي إيمانويل ريفيير، أن مستقبل التحالف الوسطي مهدد؛ لأن المشهد السياسي سيتغير بعد تلك الانتخابات المبكرة.
وأوضح “ريفيير” ليورونيوز، أن خلفاء ماكرون المحتملين سيحاولون بناء شيء جديد، في إشارة إلى رئيس الوزراء السابق إدوارد فيليب، الذي يرأس حزب “آفاق” الذي ينتمي إلى يمين الوسط.
قتل الأغلبية الرئاسية
في الأسبوع الماضي، اتهم “فيليب” الرئيس الفرنسي، بقتل الأغلبية الرئاسية، كما أعرب العديد من السياسيين من معسكر “ماكرون”، عن إحباطهم وخيبة أملهم إزاء قراره بحل الجمعية الوطنية، خلال هذا الشهر.
ورفض العديد من المرشحين الذين يتنافسون في إطار تحالف الوسط، وضع وجه إيمانويل ماكرون على ملصقاتهم الانتخابية، خوفًا من أن تضر بفرصهم في الفوز بالانتخابات.
المساومات السياسة
من المتوقع أن تشهد الأيام المقبلة، مساومات سياسية قبل جولة الإعادة، لا سيما أن التوقعات تظهر احتمالية التوجه نحو تشكيل حكومة ائتلافية.
وستقرر الأحزاب من يجب أن يتنحى؛ بهدف الحصول على أفضل الفرص لهزيمة مرشحي اليمين المتطرف في دوائرهم الانتخابية.
ويجب تقديم الطلبات للجولة الثانية، قبل يوم الثلاثاء المقبلة، الساعة 6 مساءً من قبل المرشحين الذين حصلوا على ما لا يقل عن 12.5٪ من أصوات الناخبين المسجلين.
“بارديلا” يهاجم خصومه
صرح رئيس حزب التجمع الوطني اليميني المتطرف جوردان بارديلا، بأنه سيكون رئيس وزراء لكل شعب فرنسا، يحترم المعارضة، ومنفتحًا على الحوار، ومهتمًا بوحدة الشعب.
ولكن خطابه مساء الأحد بعد ذلك، قد لا يكون معبرًا عن تلك الجملة، حيث قال “بارديلا”، إن المعسكر الرئاسي، الذي لا يزال مرفوضا إلى حد كبير اليوم، لم يعد في وضع يسمح له بالفوز، وائتلاف “ماكرون” الوسطي على وشك خسارة ما يصل إلى 180 مقعدًا والاحتفاظ بـ 70 مقعدًا فقط.
كما وصف “بارديلا”، الائتلاف اليساري، بأنه “تحالف الأسوأ” الذي ستؤدي قبضته على السلطة إلى الفوضى والتمرد وتدمير الاقتصاد الفرنسي.
وزعم السياسي الشاب، أن زعيم حزب فرنسا غير المنحنية اليساري المتشدد، جان لوك ميلينشون وأصدقائه، يعرضون الأمة الفرنسية لخطر وجودي.
وذكر أن اليسار المتطرف قدم مرشحين مدرجين على قائمة مراقبة الإرهاب، ويعتزم نزع سلاح الشرطة، وإلغاء قانون مكافحة النزعة الانفصالية الإسلامية، وفتح بوابات الهجرة.
تمجيد في تحالفه
وعلى النقيض، قدم “بارديلا”، تحالفه على أنه مدفوع بالمصلحة الوطنية، وأقسم للفرنسيين أنه إذا تم تنصيبه كرئيس للوزراء فإنه سيكون الضامن لحقوقهم وحرياتهم.
وحدد “بارديلا”، أولوياته على أنها تتمثل في تعزيز القوة الشرائية واستعادة النظام والأمن والسيطرة على الهجرة.
ماذا يحدث الآن؟
سيشهد الأسبوع المقبل قدرا كبيرا من المساومات كما ذكرنا سابقًا، حيث من المحتمل أن يتنحى مرشحون، أو تعقد اتفاقات سياسية، مما يعني أن النتيجة النهائية يمكن أن تبدو مختلفة تمامًا.
وفي عام 2022، فاز “ماكرون” بنحو 25% من الأصوات في الجولة الأولى، لكن الانتخابات انتهت بحصوله على 42% من المقاعد؛ ليحتل المركز الأول على الرغم من خسارته الأغلبية المطلقة.
وسيكون هذا الأسبوع مهم للغاية للسياسية الفرنسية، حيث إن البلاد مهددة بحدوث شلل سياسي، حال عدم النجاح في التوافق حول حكومة ائتلافية.
وفي وقت سابق، قال رئيس حزب التجمع الوطني اليميني المتطرف، في وقت سابق، إنه سيرفض تولي منصب رئيس الوزراء إذا لم يمنح الناخبون حزبه الأغلبية المطلقة.
وأكد “بارديلا” البالغ 28 عامًا، أنه بحاجة إلى أغلبية مطلقة لكي يتحرك، حيث إن رئيس الوزراء الذي يتمتع بأغلبية نسبية لا يمكنه تغيير الأمور، على حد قوله.
وحال فوز اليمين المتطرف، في الانتخابات دون أغلبية مطلقة، وهو المرجح حاليًا، وعدم رغبة “بارديلا” في إدارة الحكومة بالفعل، فقد يعرض الرئيس الفرنسي، على ثاني أكبر حزب أو محاولة تشكيل ائتلاف من الأحزاب الرئيسية.
ولكن هناك خطر يظهر في الآفق، حيث إنه حال الفشل في تشكيل الحكومة فقد تتعرض البلاد لشلل سياسي، حيث ينص الدستور على أنه لا يمكن إجراء انتخابات برلمانية جديدة إلا بعد عام آخر، أي أن خيار إعادة الانتخابات ليس متاحًا.
لمزيد من الأخبار زوروا موقعنا: الوسط العربي وللتواصل الاجتماعي تابعنا على فيسبوك الوسط العربي