أخبارحول الخليجعاجل

السياحة والاستثمار.. ركائز أساسية لتعميق العلاقات الثنائية بين السعودية والصين

 

تقرير: علي الجابري

في سلسلة من الخطوات الاستراتيجية تهدف إلى تعميق العلاقات الثنائية، شرعت المملكة العربية السعودية والصين في مسار من التعاون المحسّن يمتد إلى السياحة، الاستثمار، الدفاع، والقطاع المالي، تلك التطورات تعد بمثابة تحول هام في ديناميكية العلاقة بينهما، مستهدفة تحقيق فوائد متبادلة شاملة وتوجيه استراتيجي متزن.

السياحة والتنويع الاقتصادي

أعلن أحمد الخطيب، رئيس مجلس إدارة الهيئة السعودية للسياحة، عن اعتماد الصين للمملكة العربية السعودية كوجهة سياحية رسمية للمسافرين الصينيين. تهدف هذه المبادرة إلى جذب أكثر من 5 ملايين سائح صيني بحلول عام 2030، مما يبرز خطط السعودية الطموحة لتنويع اقتصادها بعيدًا عن الاعتماد الكلي على إيرادات النفط.

أحمد الخطيب
أحمد الخطيب

ارتفاع الاستثمارات الصينية

شهدت الاستثمارات الصينية في السعودية ارتفاعًا ملحوظًا، حيث أصبحت الصين واحدة من أكثر المستثمرين الأجانب نشاطًا في المملكة، وخاصة في القطاعات الاقتصادية غير النفطية مثل الشرائح الإلكترونية، وصناعة السيارات، والمعادن. وفقًا لتقرير نشرته “العربية Business” على موقع “edgemiddleeast”، بلغت الاستثمارات الصينية 16.8 مليار دولار في عام 2023، مقابل 1.5 مليار دولار في 2022، استنادًا إلى بيانات بنك الإمارات دبي الوطني.
تهدف السعودية إلى جذب أكثر من 100 مليار دولار من الاستثمارات الأجنبية المباشرة بحلول عام 2030، بهدف تعزيز جهود التنويع الاقتصادي بعيدًا عن الاعتماد على إيرادات النفط. إلى جانب الصين، شهدت الاستثمارات الأمريكية زيادات كبيرة، تركزت بشكل رئيسي في قطاعات التكنولوجيا والبرمجيات، بنسبة زيادة بلغت 238%. كما احتلت دولة الإمارات العربية المتحدة المرتبة الثالثة بزيادة بلغت 225%، مع التركيز الأساسي على الطاقة المتجددة والاتصالات.

التعاون العسكري والدفاعي

في يونيو من العام الماضي، زار وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان بن عبد العزيز بكين في زيارة رسمية بتوجيه من القيادة السعودية. خلال هذه الزيارة، التقى الأمير خالد بن سلمان بنظيره الصيني الفريق الأول دونغ جون، بحضور وفدي الوزارتين.

وزير الدفاع الصيني خلال استقباله نظيره السعودي
وزير الدفاع الصيني خلال استقباله نظيره السعودي

وفقًا للوكالة السعودية للأنباء (واس)، تم خلال اللقاء استعراض العلاقات الثنائية بين السعودية والصين والبحث في سبل تعزيزها ضمن إطار شراكة استراتيجية دفاعية، بهدف خدمة المصالح المشتركة وتحقيق تطلعات قيادتي البلدين الصديقين. وتم أيضًا مناقشة الجهود المشتركة للحفاظ على الأمن والسلم الدوليين، مما يعكس التزام الثنائي بتعزيز التعاون العسكري والدفاعي بين البلدين.
في نهاية سبتمبر، أكد المتحدث باسم وزارة الدفاع الصينية، وو تشيان، على أن الصين والسعودية تعملان على تعميق التعاون العملي والودي بين جيشيهما، وتحسين مستوى التدريب العملي للقوات.

المتحدث باسم وزارة الدفاع الصينية وو تشيان
المتحدث باسم وزارة الدفاع الصينية وو تشيان

التعاون المالي واتفاقية مبادلة العملات

في خطوة هامة لتعزيز الروابط المالية الثنائية، أعلن بنكا الصين المركزي والسعودي عن اتفاقية مبادلة العملات بقيمة 50 مليار يوان (نحو 7 مليارات دولار) أو 26 مليار ريال سعودي. تهدف هذه الاتفاقية، التي تمتد لثلاث سنوات قابلة للتجديد، إلى تعزيز التعاون المالي بين السعودية والصين وتوسيع استخدام العملات المحلية في التجارة والاستثمارات بين البلدين.
من المتوقع أن تسهم هذه الاتفاقية في ضمان السيولة واستقرار سعر الصرف، مما يقلل من مخاطر تقلبات أسعار العملات للمستوردين والمصدرين والمتعاملين في الأسواق المالية. كما تعكس استراتيجية الصين لزيادة استخدام اليوان في العمليات التجارية الدولية، مما يقلل من اعتمادها على الدولار الأمريكي.

الآفاق الاستراتيجية

تؤكد هذه المبادرات المتعددة الأوجه التعاون الاستراتيجي بين السعودية والصين في تعزيز التعاون الاقتصادي، المالي، والعسكري، مما يشير إلى التزام متبادل بتعزيز المصالح الاقتصادية والجيوسياسية في المنطقة.
في الختام، يعد اعتماد الصين للمملكة العربية السعودية كوجهة سياحية رسمية، إلى جانب الاستثمارات المتزايدة، والتعاون العسكري القوي، واتفاقية مبادلة العملات المهمة، خطوات هامة تعكس القفزة النوعية في العلاقات الثنائية. تلك الخطوات ليست فقط تمهيدًا لتكامل اقتصادي أعمق، بل تعزز أيضًا التوجهات الجيوسياسية في المنطقة.

 

 

لمزيد من الأخبار زوروا موقعنا: الوسط العربي وللتواصل الاجتماعي تابعنا على فيسبوك الوسط العربي

زر الذهاب إلى الأعلى