أخبارعاجلنحن والغرب

إرث الحرب العالمية الثانية يلقي بظلاله على محادثات ألمانيا وبولندا الأولى منذ 6 سنوات

 

تقرير: محمد علاء

زار المستشار الألماني أولاف شولتس، العاصمة البولندية وارسو، ضمن وفد ضم 12 وزيرًا فيدراليًا وعدد من وزراء الولايات، وأجرى أول مشاورات بين البلدين، منذ 6 سنوات، مع ريس الوزراء البولندي دونالد توسك.
وحكم حزب القانون والعدالة القومي بولندا، خلال المدة من 2016 إلى 2023، وهي فترة تميزت بالتوترات مع بروكسل، والخطاب المناهض لألمانيا.
وتولى الائتلاف المدني بزعامة “توسك”، زمام الأمور في أواخر العام الماضي، وتعهد بالعمل نحو اتحاد أوروبي أقوى.

إرث الحرب العالمية

خيم إرث الحرب العالمية على المباحثات، وطلبت بولندا من ألمانيا، في وقت سابق، بتعويضات عن الاحتلال النازي من عام 1939 إلى عام 1945، خلال الحرب العالمية الثانية.
وطالبت الحكومات البولندية بقيادة أحزاب اليمين والوسط، منذ فترة طويلة برلين، بمنح بولندا تعويضات عن فترة الاحتلال النازي، ولكن ردت ألمانيا، بأن الأمر قد تم حله في عام 1953، عندما تخلت بولندا عن مطالباتها ضد ألمانيا الشرقية، بحسب دويتشه فيله.
وفي بداية العام، جدد وزير الخارجية البولندي رادوسلاف سيكورسكي، دعوات بلاده حول التعويضات، ثم كرر “تاسك” الطلب خلال زيارته الرسمية الأولى إلى برلين.

ماذا قال الزعيمان في وارسو؟

قال المستشار الألماني، إن بلاده مستعدة لتعويض الضحايا البولنديين الأحياء للاحتلال النازي، ولكن ليس دفع تعويضات للدولة البولندية.

شولتس
شولتس

أكد رئيس الوزراء البولندي، أنه لا يوجد أي مبلغ من التعويض المالي يمكن أن يعوض احتلال ألمانيا النازية لبلاده خلال الحرب العالمية الثانية.
وذكر “توسك”، أن استعداد ألمانيا لتعويض أولئك الذين كانوا ضحايا مباشرين للحرب خطوة في الاتجاه الصحيح، مؤكدًا أن بولندا ستواصل البحث عن حلول لا تتسم بروح المواجهة السياسية.

تعزيز الجناح الشرقي للناتو

تعتزم برلين، تعزيز الجناح الشرقي لحلف شمال الأطلسي وسط الحرب الروسية في أوكرانيا، حيث تحد بولندا منطقة كالينينجراد الروسية، وكذا بيلاروسيا.
وتهدف خطة عمل برلين ووراسو، اطلعت عليها رويترز، إلى تعزيز التحالف على طول الجانب الشرقي، بالإضافة إلى تقديم مساعدة إضافية لأوكرانيا، بما فيها إصلاح وصيانة دبابات ليوبارد 2.
كما تسعى الخطة، الوحدة السياسية عبر الأطلسي، والتواجد العسكري الأمثل لحلفاء أمريكا الشمالية في أوروبا، بما في ذلك الجناح الشرقي.

درع السماء الأوروبية

قال رئيس الوزراء البولندي، إن البلدين ستتعاونان دون شك في المبادرات الثنائية ومبادرة درع السماء الأوروبية، على الرغم من الخلافات بشأن كيفية تمويل المشروعات الدفاعية.
ويهدف نظام الدفاع الجوي الذي طورته ألمانيا، إلى تعزيز القدرة الوقائية لحلف شمال الأطلسي العسكري في أوروبا.

تنسيق الإنفاق الدفاعي

أفاد “توسك”، بأن بلاده تريد أن يتم تنسيق إنفاقها الدفاعي مع إنفاق الدول الأعضاء الأخرى في الاتحاد الأوروبي.
وأشار إلى أن وارسو تنفق أموالًا ضخمة على التسلح، وتريد أن تكون الجهود منسقة مع الدول الأخرى، مضيفًا أنه لا يستطيع أن يتخيل أن برلين لن تكون قائدة للأمن المشترك لأوروبا، بما في ذلك أمن بولندا.
ويشار إلى أن ألمانيا، هي ثاني أكبر مورد للأسلحة إلى أوكرانيا، بعد الولايات المتحدة.

مثلث فايمار

بدوره، قال المستشار الألماني، إنه بلاده ستحافظ على التعاون مع نظيرتيها في مثلث فايمار فرنسا وبولندا، موضحًا أنه من الضروري بنسبة لبلاده، مثل الدول الثلاث، أن نفكر معًا في مستقبل أوروبا.
وأنشأ تحالف مثلث فايمار عبر الدول الثلاث، في عام 1991، وتزايدت أهميته منذ الحرب الروسية الأوكرانية.
وصرح “شولتس”، خلال المؤتمر الصحفي المشترك، بأنه بغض النظر عن نتيجة الجولة الثانية من الانتخابات التشريعية الفرنسية، فإن التعاون بين الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ورئيس الوزراء البولندي، سيظل جيدًا للغاية.

توسيع طرق النقل

أكد المستشار الألماني، ضرورة توسيع طرق النقل بين البلدين؛ ليس فقط بالنسبة للتنمية الاقتصادية وتنقل المواطنين والمقيمين من كلا البلدين، ولكن أيضًا عندما يتعلق الأمر بالتنقل العسكري، وهو أحد المتطلبات الأساسية لضمان الأمن المشترك.

التوقعات أعلى من النتائج

ذكر موقع دويتشه فيله، في تحليل له للزيارة، أن التوقعات كانت أعلى من النتائج، ومن الواضح ما فعلته السنوات الماضية دون حوار مكثف بين البلدين.
ونظرًا للوضع الأمني المتغير في أوروبا، تعتقد الحكومة البولندية، أن التحرك السريع أصبح ضروريًا أكثر من أي وقت مضى.
وعلى تلك الخلفية، فإن دفع التعويضات المحتملة يعد بمثابة لفتات مهمة؛ ومع ذلك، فإن الدعم في الدفاع عن حدود بولندا في الشرق، والحماية ضد هجوم روسي محتمل يعتبر ضرورة للمستقبل من قبل وارسو.
تحث وارسو، ألمانيا على اتخاذ إجراءات أكثر وأسرع من أجل الأمن، عبر الاستثمار في البنية التحتية، بحيث يمكن نقل الدبابات والأسلحة بسهولة وكفاءة أكبر، وقبل كل شيء الدفاع الجوي.

 

 

لمزيد من الأخبار زوروا موقعنا: الوسط العربي وللتواصل الاجتماعي تابعنا على فيسبوك الوسط العربي

زر الذهاب إلى الأعلى