التعاون الدفاعي السعودي.. استراتيجية تنويع مصادر الأسلحة في وجه التحديات الغربية
تقرير: علي الجابري
في الوقت الحالي، تواجه السعودية تحديات كبيرة في تأمين مصادرها للأسلحة الدفاعية، خاصة في ظل التضييق الأمريكي والغربي على إمدادها بالأسلحة التقليدية. هذه التحديات دفعت المملكة إلى البحث عن مصادر بديلة لتلبية احتياجاتها الأمنية، وتنويع مصادر تزويدها العسكري.
وبرز مؤخرًا التعاون المتزايد مع تركيا والصين كمصادر بديلة للحصول على الأسلحة والتكنولوجيا الدفاعية. التعاون السعودي التركي، على سبيل المثال، شهد تطورًا ملحوظًا خلال السنوات الأخيرة، مع توقيع عدة اتفاقيات تشمل التعاون في مجالات الدفاع والأمن، وتبادل التكنولوجيا العسكرية، وتنفيذ مشاريع مشتركة لتعزيز القدرات الدفاعية.
ومن جهة أخرى، يتعزز التعاون السعودي الصيني في مجالات الأمن والدفاع، حيث شهدت العلاقات بين البلدين تطورًا ملحوظًا بما في ذلك توقيع اتفاقيات للتعاون العسكري وإجراء مناورات مشتركة، مما يعزز من القدرات الدفاعية للسعودية ويسهم في تعزيز استقلاليتها الاستراتيجية.
وتعكس هذه الخطوات استراتيجية السعودية في التكيف مع التحولات الجيوسياسية العالمية وتحدياتها الأمنية، وتؤكد على التزامها بتوسيع شراكاتها الدولية في مجال الدفاع، وتنويع مصادر تزويدها العسكري، بهدف تحقيق الاستقلال الدفاعي وضمان الأمن والاستقرار في المنطقة وخارجها.
تعاون سعودي تركي
بمبادرة تعزز من التعاون الاستراتيجي بين المملكة العربية السعودية وجمهورية تركيا في مجال الدفاع، وقع وزير الدفاع السعودي، الأمير خالد بن سلمان، مع رئيس هيئة الصناعات الدفاعية التركية، خلوق غورغون، سلسلة من الاتفاقيات الهامة خلال زيارته إلى إسطنبول. هذه الخطوات تأتي في إطار جهود البلدين لتعزيز الجاهزية العسكرية وتطوير الصناعات الدفاعية، مع التركيز على تعزيز التعاون الفني والتقني بين البلدين في المستقبل القريب.
زيارة الأمير خالد بن سلمان لاستعراض قدرات الشركات التركية الرائدة في الدفاع، وجلب تقنيات متقدمة ومشاريع ابتكارية، تعكس رغبة البلدين في تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة، وتوسيع نطاق التعاون المشترك لمواجهة التحديات الإقليمية المشتركة بشكل فعال ومستدام.
سلسلة من الاتفاقيات العسكرية
وقع وزير الدفاع السعودي، الأمير خالد بن سلمان، ورئيس هيئة الصناعات الدفاعية التركية، خلوق غورغون، سلسلة من الاتفاقيات الهامة في المجال الدفاعي، خلال زيارته إلى تركيا. تأتي هذه الخطوات في إطار جهود البلدين لتعزيز التعاون الاستراتيجي والعسكري، ورفع مستوى الجاهزية العسكرية والصناعات الدفاعية لكلا الدول.
زيارة استراتيجية
خلال زيارته إلى إسطنبول، قام الأمير خالد بن سلمان بجولة استكشافية لاستعراض قدرات الشركات التركية الرائدة في مجال الفضاء والصناعات الدفاعية. وقد أظهرت هذه الشركات تقنيات متقدمة ومشاريع ابتكارية تعزز من إمكانيات التعاون المستقبلي بين البلدين.
مباحثات عالية المستوى
جرت مباحثات عالية المستوى خلال الزيارة بين وزير الدفاع السعودي ورئيس هيئة الصناعات الدفاعية التركية، حيث تم التأكيد على أهمية تعزيز وتطوير العلاقات الثنائية في مجالات الدفاع والأمن، وخاصة في ظل التحديات الإقليمية المتزايدة.
رفع الجاهزية العسكرية
في ختام الزيارة، تم توقيع عدد من مذكرات التفاهم بين الشركات السعودية والتركية، بهدف تعزيز الاستقلالية الاستراتيجية للمملكة ورفع الجاهزية العسكرية. من المتوقع أن تسهم هذه الاتفاقيات في تعزيز التعاون الفني والتقني بين البلدين في السنوات المقبلة.
الزيارة السابقة
تأتي هذه الزيارة بعد سلسلة من اللقاءات الاستراتيجية السابقة بين السعودية وتركيا، وتفتح الأبواب أمام مزيد من التعاون في المستقبل، خاصة في ظل التحديات الأمنية المتنوعة والتطورات الإقليمية.
مباحثات استراتيجية في أنقرة
أجرى وزير الدفاع التركي، يشار غولر، مباحثات مهمة مع نائب نظيره السعودي، خالد بن حسين بياري، في أنقرة. تركزت المباحثات على تعزيز التعاون العسكري بين البلدين وتطوير العلاقات الثنائية في مجال الدفاع، وتنفيذ الاتفاقيات التي تم التوقيع عليها سابقاً لرفع الجاهزية العسكرية للمملكة.
زيارة الرئيس التركي والزيارة السابقة للصين
زار الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الرياض في يوليو الماضي، حيث وقعت البلدين على سلسلة من الاتفاقيات العسكرية في مجالات القدرات العسكرية والصناعات الدفاعية والأبحاث والتطوير، مما يعزز التعاون العسكري بين البلدين.
تعزيز الشراكات الدولية في مجال الدفاع
تأتي زيارة وزير الدفاع السعودي لأنقرة بعد زيارة مماثلة إلى الصين، حيث جرت مباحثات ثنائية تعزز الشراكات الدولية للمملكة في مجال الدفاع والأمن، مما يبرز الأهمية الاستراتيجية لهذه الشراكات في تعزيز القدرات الدفاعية والتحصين ضد التهديدات الأمنية.
تعزيز التعاون العسكري والدفاعي
تأتي هذه الزيارة الرسمية لتؤكد على التزام السعودية وتركيا بتعزيز التعاون الاستراتيجي والعسكري، وتعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة من خلال تطوير القدرات الدفاعية والتصنيعية للبلدين.
بهذا، تعكس زيارة وزير الدفاع السعودي إلى تركيا والمباحثات الاستراتيجية المجراة، التزام البلدين بتعزيز التعاون العسكري والدفاعي، وإرساء أسس قوية لشراكات استراتيجية تعزز الأمن والاستقرار في المنطقة وتدعم التنمية والابتكار في الصناعات الدفاعية.
تعزيز التعاون العسكري بين السعودية والصين
يذكر أن وزير الدفاع السعودي، كان قد أجرى زيارة إلى بكين في يوم الثلاثاء، 25 يونيو 2024، هدفت إلى تعزيز التعاون العسكري بين المملكة العربية السعودية وجمهورية الصين الشعبية، التي تعود إلى عقود من الزمن، مع تطور ملحوظ في السنوات الأخيرة بعد توقيع اتفاقية الشراكة الشاملة في ديسمبر 2022، خلال زيارة الرئيس الصيني للسعودية.
اللقاءات الرسمية والمباحثات
وفي أثناء الزيارة، التقى الأمير خالد بن سلمان بعدد من المسؤولين الصينيين بما في ذلك نظيره الصيني الفريق الأول دونغ جون، ونائبَ رئيس اللجنة العسكرية المركزية الصينية الفريق الأول جانغ يوشيا، حيث تم بحث سبل تعزيز التعاون الدفاعي والقضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.
العلاقات شهدت عدة مراحل من التطور، بما في ذلك توريد الصين لبعض أنواع الأسلحة والتقنيات الدفاعية، واتفاقيات الشراكة في مجال الأمن والدفاع، ومناورات عسكرية مشتركة مثل مناورات “السيف الأزرق” البحرية، وتأتي في سياق توسيع شراكات السعودية الدولية في مجال الدفاع، وتنويع مصادر تزويداتها العسكرية، وتعزيز الاستقلالية الاستراتيجية في ظل التحولات الجيوسياسية العالمية وسياسات بعض الدول الغربية.
التوقعات المستقبلية
من المتوقع أن تسهم هذه الزيارات والاتفاقات في دفع علاقات السعودية والصين من ناحية، والسعودية وتركيا من ناحية أخرى إلى مستويات جديدة من التعاون الاستراتيجي، وتفعيل اتفاقيات الشراكة الشاملة الموقعة بين هذه الأطراف، وبهذه الزيارات، تستمر السعودية في تعزيز دورها الإقليمي والدولي، من خلال توسيع شبكاتها الدبلوماسية والعسكرية، وتعزيز علاقاتها الاستراتيجية في إطار سياساتها الخارجية المستقلة والمتوازنة، خاصة في ظل التحديات التي تواجهها المنطقة منذ طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر الماضي.
لمزيد من الأخبار زوروا موقعنا: الوسط العربي وللتواصل الاجتماعي تابعنا على فيسبوك الوسط العربي