الأديبة الفلسطينية “عائشة عودة” .. عشقت الحرية كحق إنساني واختارت الكفاح المسلح سبيلا للتعبير عن كيانها
كتبت: نجوى إبراهيم
ارتبطت الأديبة والكاتبة الفلسطينية “عائشة عودة “بالحرية وكانت تحلم بها دوما ..وهذا الارتباط لم يكن هدفه التحرر من الاحتلال الصهيونى فحسب وإنما يتخطاه للحرية بمعناها الأعمق والأشمل ..وهذا ما نلاحظه فى أسئلتها المشروعة والمتكررة تحديداً في كتابها الأول “أحلام بالحرية” خاصة وهي تقول :”ماذا لو كنت ولداً أو بلا أهل؟ هل سأصبح حينها حرة مثل أخي؟ أسافر وحدي؟ أقرر وحدي؟ أتحمل المسؤولية وحدي؟..
فالحرية لدى “عائشة عودة لا تعنى شيئا بدون المساواة ..ولذلك نجد أن عشقها للحرية كحق انسانى دفعها لاختيار النضال المسلح سبيلا للتعبير عن كيانها سواء كفرد فى اسرتها الصغيرة أو أو كفرد فى المجتمع الذى تنتمى إليه ولذا نجدها تقول :”الحرية ليست شرطاً زائداً وتكميلياً..وتقول أيضا: ” أليست الحرية قرارا؟ قرار الالتصاق بالوطن والدخول في صميمه؟ قرار مواجهة العدو حد الالتحام وخوض المجهول رغم الصعاب؟ وإلا، كيف للفأس أن تؤثر في النبت دون اقتحام الأرض ونبشها؟ وكيف للبذرة أن تنمو دون وجودها في التربة، تفتت الحصى وتشقق الأرض؟” وفي مقطع آخر: “إن لم أحترق أنا، وتحترق أنت، فمن أين يأتي النور؟..
ذاقت “عائشة عودة ويلات الأسر والتعذيب فى سجون المحتل الاسرائيلى ..وقضت نحو 10 سنوات من عمرها خلف القضبان كأسيرة تم اعتقالها كما اعتقل العديد من أبناء وبنات جيلها، فتقول : “لن أكون الفتاة الأولى ولا الأخيرة التي تسجن ما دام الاحتلال قائماً”.
نشاطها فى الأردن
لم تكف “عائشة عودة “عن ممارسة نشاطها السياسى حتى بعد تحريرها من الأسر ونفيها بعيدا عن الوطن ..فبعد الإفراج عنها وإبعادها عن الوطن أمضت فترة الإبعاد في الأردن .. وخلال وجودها فى الأردن أصبحت عائشة عضوا فى المجلس الوطنى الفلسطينى عام 1981.
نشطت فى الاتحاد النسائى منذ عام 1982 وحتى عام 1994 ,وايضا انضمت إلى اللجنة الوطنية لدعم الانتفاضة ..وظلت تمارس نشاطها فى منظمة التحرير الفلسطينية , وكانت عضوا فاعلا في لجنة متابعة الأرض المحتلة التابعة للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين.
وتولت رئاسة رابطة نساء أسر من أجل الحرية (مسيرة)، لتوحيد جهود الأسيرات المحررات وتوثيق تجاربهن، وكانت عضو مؤسس لمنتدى (جذوة عسقلان الثقافية)،
كما إنها عملت كمعلمة علوم في مدرسة الزبيدية الاعدادية بعمان منذ عام 1979 وحتى 1982 ,ثم انتقلت للعمل في مؤسسة أسر الشهداء والجرحى والأسرى، التابعة لمنظمة التحرير الفلسطينية/ عمان فى مارس 1982 وحتى عام 1944 ..إلى أن عادت إلى أرض الوطن مع كوادر منظمة التحرير الفلسطينية بعد اتفاقيات أوسلو عام 1994 .
وبعد العودة إلى فلسطين تولت مسئولية وحدة المرأة في وزارة الشئون الاجتماعية بالسلطة الفلسطينية من ديسمبر 1994 حتى مارس 1998, ثم مدير وحدة النوع الاجتماعي في وزارة العمل من مارس 1998 حتى تم إحالتها على التقاعد فى عام 2005..ولكنها كانت قد اعتزلت العمل الحزبى فى عام 1997 وتفرغت إلى العمل الأدبى والاجتماعى وفى عام 2002 أسست جمعية سيدات دير جرير للتنمية في قريتها أثناء الحصار.
أبرز المناصب الثقافية والاجتماعية
- عضو اتحاد الكتاب الفلسطينيين منذ 2005.
- مؤسِسة ورئيسة جمعية سيدات دير جرير 2002
- مؤسسة ورئيسة رابطة نساء أسرن من أجل الحرية 2010.
- عضو مشارك في تأسيس منتدى عسقلان الثقافي. 2011.
- نائب رئيس منتدى الفنانين الصغار 2006- 2010.
- عضو مشارك في المنتدى الأدبي 2012.
إنتاجها الأدبي والإبداعي
أحلام بالحرية صدر عام 2001 وهى سيرة ذاتية تناولت فترة وجودها فى سجون الاحتلال
يوم مختلف صدر عام 2007 وهو عبارة عن مجموعة قصصية .
“ثمنا للشمس”صدر عام 2012 ..و هو جزء مكمل لاحلام بالحرية حيث وثقت فيه تجربة الاعتقال من خلال شهادات وتجارب من شاركوها المعتقل ومنهم “رسمية عودة “,و”لطيفة الحوارى “,و”عائدة سعد “,و”راندة النابلسى”,و” عفيفة بنورة”,و” دلال أبو قمر”, والمغربية “نادية بريدلي”,و” مريم الشخشير”,”تيريز هلسة”.
لمزيد من الأخبار زوروا موقعنا: الوسط العربي وللتواصل الاجتماعي تابعنا على فيسبوك الوسط العربي