أخبارعاجلنحن والغرب

بعد الفوز الساحق.. ملك بريطانيا يكلف زعيم حزب العمال بتشكيل حكومة جديدة

 

تقرير: محمد علاء

كلف العاهل البريطاني تشارلز الثالث، زعيم حزب العمال كير ستارمر بتشكيل حكومة جديدة، بعد الفوز الساحق الذي حققه الحزب في الانتخابات العامة، بحسب بيان صادر عن قصر برمنجهام.
وفاز حزب العمال، في الانتخابات التي أجريت يوم الخميس الماضي، بفارق كبير من حيث عدد المقاعد، حيث حصد 412 مقعدًا من إجمالي 650 مقعدًا في برلمان المملكة المتحدة، ولكنه حصل على 33.7% من الأصوات فقط، بينما فاز حزب المحافظون بنسبة 23.7%، وحصلوا على 120 مقعدًا فقط.
وفي الانتخابات البريطانية، يفوز المرشح الذي يحصل على أكبر عدد من الأصوات، وليس بالضرورة أكثر من 50%، بحسب دويتشه فيله.

تعهد لـ”ستارمر”

تعهد رئيس الوزراء البريطاني الجديد، يوم الجمعة، باستخدام أغلبيته الانتخابية الهائلة لإعادة بناء البلاد، مشيرًا إلى أنه يريد إبعاد السياسة عن السياسة بعد سنوات من الاضطرابات والصراع.
واستقبل “ستارمر”، بهتافات ضخمة، واستغرق بعض الوقت قبل أن يلقي خطابه لمصافحة مساعديه والمهنئين الذين اصطفوا في 10 داونينج ستريت، وهي مشاهد تذكر أنصاره، بوصول زعيم حزب العمال الأسبق توني بلير إلى الحكومة في عام 1997.

ملك بريطانيا يستقبل ستارمر
ملك بريطانيا يستقبل ستارمر

إنهاء 14 عامًا من حكومة المحافظين المضطربة

اعترف “ستارمر”، وهو واقف خارج مقر إقامته الجديد، بحجم التحدي بعد الفوز الساحق في الانتخابات البرلمانية، الذي أنهى 14 عامًا من حكومة المحافظين المضطربة في كثير من الأحيان، على حد قوله.

ستارمر
ستارمر

أكد زعيم حزب العمال، أن أي تحسينات ستستغرق وقتًا، حيث إنه سيحتاج أولًا إلى إعادة بناء الثقة في السياسة، وهذا ليس ممكنًا إلا عبر الأفعال وليس الكلمات، بحسب رويترز.

رسالة لمن لم ينتخب الحزب

قال رئيس الوزراء الجديد: “سواء صوتت لحزب العمال أم لا، وخاصة إذا لم تفعل ذلك، أقول لك مباشرة: حكومتي ستخدمك، ويمكن للسياسة أن تكون قوة من أجل الخير، وسوف نظهر ذلك”.
وأعرب “ستارمر”، عن تفهمه لشعور العديد من البريطانيين بخيبة أمل في السياسة بعد سنوات من الفضائح والفوضى في عهد المحافظين، الذين تعرضوا للرفض الشديد في انتخابات الخميس، وتكبدوا خسارة تاريخية.

نضال لإعادة الثقة

أكد رئيس الوزراء البريطاني، أنه سيناضل كل يوم لإعادة بناء الثقة، مشددًا على أن البلاد سيكون لديها حكومة غير مثقلة بالعقيدة، وسيتم وضع البلاد أولًا، والحزب ثانيًا.

هزيمة ثقيلة للمحافظين

تعرض حزب المحافظين بزعامة ريشي سوناك، رئيس الوزراء السابق، لأسوأ أداء تاريخيًا، حيث عاقبه الناخبون بسبب فشل الخدمات العامة، وأزمة تكلفة المعيشة، وسلسلة من الفضائح.
وخارج داونينج ستريت، قال “سوناك”: “أود أن أقول للبلاد أولًا وقبل كل شيء إنني آسف، وسأبقى كزعيم لحزب المحافظين حتى يصبح الحزب مستعدًا لتعيين بديل لي”.

طريق صعب

على الرغم من فوز حزب العمال المقنع، إلا أن استطلاعات الرأي، أشارت إلى أن هناك القليل من الحماس لـ”ستارمر” أو حزبه.
وبفضل نظام “الفوز بالأغلبية” في بريطانيا، وانخفاض نسبة المشاركة، تحقق انتصار حزب العمال بأصوات أقل مما حصل عليه في عامي 2017 و2019، والأخيرة هي أسوأ نتيجة له من حيث عدد المقاعد التي فاز بها منذ 84 عامًا.
وارتفعت الأسهم البريطانية والسندات الحكومية والجنيه الإسترليني، يوم الجمعة، بشكل طفيف.
وفي بريطانيا من المتوقع أن يصل العبء الضريبي إلى أعلى مستوياته منذ الحرب العالمية الثانية مباشرة، ويعادل صافي الدين تقريبًا الناتج الاقتصادي السنوي، كما انخفضت مستويات المعيشة، وتشهد الخدمات العامة تدهورًا، لا سيما خدمة الصحة الوطنية التي تعاني من الإضرابات.
وتم بالفعل تقليص بعض خطط حزب العمال، مثل تعهداته الرئيسية بالإنفاق الأخضر، كما وعد “ستارمر” بعدم زيادة الضرائب على العاملين.
وقال زعيم حزب العمال، خلال تجمع حاشد للنصر: “لا أعدكم بأن الأمر سيكون سهلًا، فإن تغيير بلد ما ليس مثل الضغط على مفتاح كهربائي، ولكنه عمل شاق ويحتاج إلى صبر وتصميم. وعلينا أن نتحرك على الفور”.

تعيين الحكومة

لم تتضمن تعيينات “ستارمر”، لوزراء حكومته أي مفاجآت، حيث عينت راشيل ريفز كأول وزيرة للمالية في بريطانيا، وأنجيلا راينر نائبة لرئيس الوزراء، وديفيد لامي وزيرًا للخارجية.
ووعد رئيس الوزراء الجديد، بتحسين العلاقات مع الاتحاد الأوروبي بعد خروجها من الكتلة في وقت سابق، لكن الحزب أكد أن العودة له مجددًا ليست مطروحة على الطاولة.
كما تعهد “ستارمر”، بمواصلة دعم لندن المطلق لأوكرانيا في حربها ضد روسيا، حيث إنه في العديد من القضايا الخارجية تشبه سياساته سياسات “سوناك”، بخلاف القضايا الداخلية.
ويمثل الفوز في الانتخابات تحولًا لا يصدق لحزب العمال، الذي قال النقاد والمؤيدون له، أنهم يواجه أزمة وجودية قبل ثلاث سنوات فقط، عندما بدا أنهم ضلوا طريقهم بعد هزيمتهم في انتخابات عام 2019.

 

 

لمزيد من الأخبار زوروا موقعنا: الوسط العربي وللتواصل الاجتماعي تابعنا على فيسبوك الوسط العربي

 

زر الذهاب إلى الأعلى