أخبارحول الخليجعاجل

عبد الملك الحوثي يصعّد لهجته.. تهديدات مباشرة للسعودية وتحميل أمريكا المسؤولية

 

تقرير: علي الجابري

في ظل تصاعد التوترات الإقليمية والخلافات السياسية، ألقى زعيم جماعة “أنصار الله” عبد الملك الحوثي خطابًا ناريًا يعكس تفاقم الصراع بين الحوثيين والحكومة السعودية، في خطابه بمناسبة السنة الهجرية الجديدة، أمس الأحد.
لم يكتفِ الحوثي بانتقاد السياسات السعودية والأمريكية تجاه اليمن، بل صعد لهجته مهددًا باستهداف مطار العاصمة الرياض و البنوك السعودية، مما يعكس مدى تعمق الأزمة وتزايد التوترات.
يتناول هذا التحليل جوانب الخطاب المختلفة وتأثيراته المحتملة على الصراع الدائر في اليمن والمنطقة بأسرها، مسلطًا الضوء على الاتهامات الموجهة للسعودية والولايات المتحدة، والردود المحتملة لجماعة الحوثي.
ويمكن الإشارة إلى أبرز النقاط التي شملها خطاب زعيم الحوثيين في الاتي:
● ألقى الحوثي باللوم على السعودية والولايات المتحدة في تعميق معاناة الشعب اليمني من خلال الحصار الاقتصادي ونقل البنوك من صنعاء، معتبرًا ذلك خطوة غير مبررة وغير عقلانية.
● أكد الحوثي أن الأمريكيين يركزون على المجال الاقتصادي لأنه يؤثر على الجميع، مشددًا على أن نقل البنوك من صنعاء سيضر بالاقتصاد اليمني بشكل كبير، وسيؤدي إلى تدهور معيشة الشعب اليمني وعملته.
● اعتبر أن هذه الخطوات تأتي في إطار خدمة المصالح الإسرائيلية والأمريكية، واتهم السعودية بتنفيذ هذه السياسات طاعة لهما.
● وجه الحوثي تهديدًا مباشرًا باستهداف مطار العاصمة الرياض إذا لم يتم رفع الحصار عن مطار صنعاء، مؤكدا على حق جماعته في الرد بالمثل على أي خطوات عدائية تتخذها السعودية.
● أكد أن جماعته لن تقف مكتوفة الأيدي أمام الخطوات التي وصفها بالجنونية، وأنهم مستعدون لمواجهة أي تصعيد عسكري من الجانب السعودي.
● أشار إلى أن جماعته مستعدة لاتخاذ إجراءات مضادة تشمل نقل البنوك السعودية وإغلاق مطار الرياض.
● جدد الحوثي التأكيد على تضامن جماعته الكامل مع القضية الفلسطينية، مدينًا تصنيف السعودية للحركات الفلسطينية “إرهابية”.
● طالب بالإفراج عن أسرى حركة “حماس”، مشددًا على أن تصنيف السعودية للحركات الفلسطينية المقاومة كإرهابية يخدم المصالح الإسرائيلية.
● اعتبر أن السياسات السعودية تجاه الحركات الفلسطينية تأتي في إطار خدمة الأجندات الأمريكية والإسرائيلية.

التحليل:

يمكن تقسيم خطاب الحوثي إلى فقرات رئيسية، كل منها يركز على جانب محدد من الصراع:

1. الاتهامات الموجهة للسعودية والولايات المتحدة:

● يُوجه الحوثي اتهامات قوية للسعودية والولايات المتحدة، مُعتبرهما المسؤولين الرئيسيين عن معاناة الشعب اليمني.
● يُشير إلى فشل الولايات المتحدة في استغلال الدول العربية في حربها على اليمن، واتخاذها خطوات لتوريط السعودية في مزيد من العدوان.
● يُركز على التأثير السلبي للحصار على الاقتصاد اليمني، واتهام السعودية بخدمة المصالح الإسرائيلية والأمريكية.

2. الرد على الحصار:

● يُهدد الحوثي باستهداف مطار الرياض إذا لم يتم رفع الحصار عن مطار صنعاء.
● يُؤكد على حق جماعته في الرد على “الخطوات الجنونية” للسعودية.
● يُشير إلى جاهزية الجماعة لمواجهة أي تصعيد عسكري.

3. دعم القضية الفلسطينية:

● يُؤكد الحوثي على تضامن جماعته مع القضية الفلسطينية.
● يُدين تصنيف السعودية للحركات الفلسطينية “إرهابية”.
● يُطالب بالإفراج عن أسرى حركة “حماس”.

يُمثّل خطاب الحوثي تصعيدًا خطيرًا في الصراع بين جماعته والسعودية، ويرفع من مخاطر اندلاع مواجهة عسكرية واسعة النطاق.
يأتي الخطاب بعد فشل مفاوضات السلام بين الأطراف اليمنية والسعودية في مسقط، ممّا يُؤكّد على تعقّد الأزمة وغياب أيّ حلول سياسية قريبة.
تُلقي تهديدات الحوثي المباشرة للسعودية وتحميله الولايات المتحدة المسؤولية عن الأزمة بتداعيات إقليمية خطيرة، ممّا قد يُجرّ المنطقة إلى المزيد من عدم الاستقرار.
يُشكل استمرار الصراع وازدياد حدّته خطرًا كبيرًا على المدنيين في اليمن، ممّا يتطلّب جهودًا حثيثة لحماية الأرواح ومنع المزيد من المعاناة.
في النهاية، يُمثل خطاب الحوثي تصعيدًا خطيرًا في الصراع بين جماعة “أنصار الله” والسعودية. يُشير الخطاب إلى احتمالية حدوث المزيد من العنف في المنطقة، مما يُشكل خطرًا كبيرًا على المدنيين.
ويأتي خطاب عبد الملك الحوثي في أعقاب أنباء عن فشل مفاوضات السلام بين الأطراف اليمنية والسعودية في مسقط، مما يزيد من حدة التوترات ويعقد المشهد السياسي والعسكري في المنطقة.

تهديدات الحوثي المباشرة للسعودية وتحميله الولايات المتحدة المسؤولية عن معاناة الشعب اليمني تسلط الضوء على مدى تعقيد الأزمة وتداخل المصالح الإقليمية والدولية.

 

 

لمزيد من الأخبار زوروا موقعنا: الوسط العربي وللتواصل الاجتماعي تابعنا على فيسبوك الوسط العربي

زر الذهاب إلى الأعلى