أخبارحول الخليجعاجل

مسارات الإصلاح.. هل ستشهد إيران تغييرات جذرية تحت حكم بزشكيان؟

 

تقرير: علي الجابري

بعد مرور ثلاثة أيام على انتهاء الانتخابات الرئاسية الرابعة عشرة في إيران، تشهد الحركة الأصولية الإيرانية، المعروفة باسم “الجبهة الثورية”، تصاعدًا في الخلافات الداخلية عقب فوز مسعود بزشكيان كرئيس للبلاد، ما أدى إلى تبادل الاتهامات بين قادة هذه الحركة، محمد باقر قاليباف وسعيد جليلي.

التباينات الداخلية في الحركة الأصولية

تركزت الخلافات حول “أصوات القوميات” التي كانت لصالح بزشكيان، حيث ألقى مقر قاليباف اللوم على جليلي بسبب عدم انسحابه قبل الجولة الأولى، مما ساهم في تفرق الأصوات الأصولية ونهاية فترة “عصر رئيسي”. وأشار مقر قاليباف إلى لقاء ثلاثي مع جليلي وشخصية بارزة من جبهة المقاومة، حيث لم يتم التوصل إلى اتفاق على مرشح واحد، الأمر الذي أثار انتقادات بسبب تدخل العسكريين في السياسة.
من جانبه، أكد مستشار جليلي، أمير حسين ثابتي، أن مرشحهم كان أكثر قبولًا في بعض المحافظات، ورفض التحليل العرقي لنتائج الانتخابات، معبرًا عن قلقه من تفاقم النزعات القومية.
بعد الفوز الضيق لبزشكيان بفارق أقل من ثلاثة ملايين صوت، يتساءل الكثيرون عن مستقبل الحركة الأصولية في إيران وعن تأثير هذه الخلافات على الساحة السياسية الداخلية.

تشكيل الحكومة المقبلة والتحديات السياسية

مسعود بزشكيان، الفائز في الانتخابات الرئاسية الإيرانية، يستعد لتولي رئاسة البلاد بعد أن يؤدى اليمين الدستورية أمام مجلس الشورى في بداية أغسطس المقبل، ليصبح بذلك الرئيس التاسع لإيران. الجولة الثانية من الانتخابات شهدت ارتفاعًا بنسبة المشاركة بحوالي 10%، حيث بلغت نسبة المشاركة الإجمالية نحو 50%، مما أتاح للإصلاحيين استعادة السلطة التنفيذية بفوز بزشكيان.

مسعود بزشكيان
مسعود بزشكيان

مع فوزه، بدأت التكهنات حول تشكيل حكومته المقبلة وتعيين الوزراء، على أمل الحصول على ثقة البرلمان الأصولي. من المتوقع أن يواجه بزشكيان تحديات حقيقية من السلطة التشريعية التي قد لا توافق على بعض الشخصيات الإصلاحية المقترحة للوزارات.
بزشكيان، الذي يتمتع بشخصية تصالحية، يسعى لبناء حكومة متنوعة تجمع بين الأصوليين والإصلاحيين، ولكن تبين أن المبالغة في هذا التوجه قد تؤدي إلى تعقيدات سياسية قد تهدد استقرار حكومته في وجه التحديات المتعددة التي تواجهها إيران في الوقت الراهن.
بعد فوز بزشكيان، بدأت التكهنات حول تشكيل حكومته التي سيقدمها للبرلمان للحصول على الثقة. من المتوقع أن يواجه بزشكيان تحديات حقيقية من السلطة التشريعية، التي قد تعترض على تعيين بعض الشخصيات الإصلاحية.

السياسة الخارجية والآفاق المستقبلية

يُتوقع أن يضطر الرئيس المنتخب للتعاون مع الأصوليين، مما قد يؤدي إلى تشكيل حكومة تجمع بين الأصوليين والإصلاحيين والمعتدلين، على غرار حكومة حسن روحاني، لتمرير برنامجه الحكومي.
تتنبأ بعض الأوساط السياسية بأن حكومة بزشكيان قد تواجه تحديات كبيرة وقد لا تستمر طويلاً، خاصة مع التوترات الداخلية والخارجية التي تواجهها إيران حالياً.
من الناحية الخارجية، من المتوقع أن تكون سياسة بزشكيان مرتبطة بشكل كبير بالدور الذي لعبه وزير الخارجية السابق محمد جواد ظريف، الذي شارك كمستشار خلال حملته الانتخابية.

موقف أهل السنة

لقد قام خطيب جمعة أهل السنة في زاهدان، مولوي عبد الحميد، بإرسال رسالة تهنئة إلى الرئيس الإيراني المنتخب مسعود بزشكيان، معبرًا عن تأكيده على أن عدم مشاركة أكثر من 60% من المؤهلين في الجولة الأولى من الانتخابات كان احتجاجًا واضحًا على الوضع الراهن.

أشار إلى أن الشعب الإيراني سيواصل نضاله حتى تحقيق مطالبه المشروعة، معتبرًا أن الغياب الواسع عن الاقتراع كان رسالة واضحة للاشمئزاز من السياسات الحالية.

مولوي عبد الحميد
مولوي عبد الحميد

أوضح خطيب أهل السنة أن الشعب الإيراني يعبر عن احتجاجه بشكل صامت من خلال البقاء في المنازل، مشيرًا إلى أن هذه الرسالة وصلت بشكل واضح لرأس النظام والمسؤولين. وأكد أن الشعب الإيراني، خاصة الطبقات المضطهدة، يتحمل العبء الكبير لمشاكل المعيشة، مع التأكيد على استمرار الجهود المدنية لتحقيق المطالب الشرعية.

الاعتراف بالدعم والانتصار الضيق

من جانبه، أعرب مسعود بزشكيان في أول خطاب له بعد فوزه عن اعتقاده بأنه لولا دعم المرشد، لما كان اسمه في الاستفتاء بسهولة كبيرة. وقد فاز بزشكيان بالانتخابات بعد منافسة قوية مع سعيد جليلي، مرشح الأصوليين الراديكاليين، مما يعزز موقفه كرئيس لإيران للسنوات الأربع المقبلة.
تتميز الانتخابات في إيران بالقيود والتحديات، حيث يجب على المرشحين أن يحظوا بموافقة صارمة من مجلس صيانة الدستور قبل أن يمكن للناخبين التصويت لهم، وهو ما يجعلها تختلف عن المعايير العالمية في الانتخابات.

الوضع في إيران بعد فوز مسعود بزشكيان

أخبار إيران تتناول بشكل شامل وعميق تفاصيل مختلفة حول الوضع السياسي والاقتصادي في إيران بعد فوز مسعود بزشكيان بالانتخابات الرئاسية. إليك أبرز النقاط التي تم طرحها في الصحف الإيرانية:
1. التحديات الاقتصادية والسياسية: الصحف تسلط الضوء على التحديات المتراكمة التي يواجهها الرئيس الجديد مسعود بزشكيان، مثل العقوبات الاقتصادية، التضخم، انخفاض قيمة العملة، وتفاقم الأزمات الاجتماعية. يتعين على الحكومة الجديدة اتخاذ إجراءات فورية لمواجهة هذه الأزمات وتحسين الأوضاع المعيشية للمواطنين.
2. التغييرات المتوقعة في السياسة الخارجية: هناك توقعات بتخفيف الخطاب الإيراني تجاه الغرب، خاصة فيما يتعلق بالأزمة النووية الإيرانية وسبل التوصل إلى اتفاق مع القوى العالمية. من المهم ملاحظة أن سياسات إيران الخارجية لا تتحكم بها فقط الرئيس، بل تتم توجيهاتها بشكل أساسي من قبل المرشد الأعلى والحرس الثوري.
3. التحديات الداخلية والمعارضة السياسية: هناك تحديات كبيرة تنتظر الحكومة الجديدة في إدارة العلاقات داخل إيران، بما في ذلك التصالح مع الجبهات المختلفة داخل النظام، وكذلك التعامل مع المعارضة والجماعات غير الرسمية التي تسعى لتغييرات جذرية في السياسات الإيرانية.
4. تأثير الانتخابات على الداخل والخارج: يُعتبر فوز بزشكيان بمثابة رسالة إلى الداخل والخارج، حيث يعبر عن رغبة جزء من الناخبين في إحداث تغييرات داخلية وتوجيهات أكثر اعتدالاً في السياسة الخارجية.
5. التحديات الأمنية والإقليمية: إيران تواجه تحديات أمنية معقدة في المنطقة، مثل الوضع في العراق، أفغانستان، واليمن، إلى جانب التوترات المستمرة مع الولايات المتحدة وبعض الدول الغربية.
بشكل عام، يتضح أن الانتخابات الرئاسية في إيران لها تأثيرات عميقة على الأوضاع الداخلية والخارجية، ومسعود بزشكيان يواجه تحديات كبيرة في إدارة هذه الأوضاع المعقدة خلال فترة رئاسته المقبلة.

توجيهات المرجعية الإيرانية للرئيس المنتخب

تمنح المرجعيّة الإيرانيّة، عبر المرشد الأعلى علي خامنئي، الضوء الأخضر للرئيس المنتخب مسعود بزشكيان للتواصل مع الولايات المتحدة بهدف حل الخلافات الدولية، بما في ذلك البرنامج النووي والأزمات الإقليمية المتعلقة بمثلث النار.

علي خامنئي
علي خامنئي

يأتي هذا التوجيه في سياق تحذير خامنئي من استقرار السياسة الأميركية الداخلية وتأثيرها على المفاوضات الخارجية، مما يعزز من دور إيران في إدارة الأزمات الإقليمية وتعزيز علاقاتها الدولية، بما في ذلك العلاقات مع دول الشرق والجوار.
علاوة على ذلك، أمر خامنئي بتسليم بزشكيان ملفات سرية تتعلق بالمفاوضات الدولية، مع التأكيد على ضرورة التركيز على تعزيز العلاقات الإقليمية وعدم الاعتماد الكلي على المفاوضات مع القوى الغربية. هذا التوجيه يأتي في إطار استعداد القوى العربية لدعم حل النزاعات بين الجانبين وتعزيز دورها الدولي في هذا السياق.

 

 

 

لمزيد من الأخبار زوروا موقعنا: الوسط العربي وللتواصل الاجتماعي تابعنا على فيسبوك الوسط العربي

زر الذهاب إلى الأعلى