أخبارالعرب وافريقياعاجل

إثيوبيا تدخل على المشهد السوداني وتحركات من «أبي أحمد» لإثبات وجود

 

تقرير: ألفت مدكور

قام رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد للمرة الأولي بزيارة إلى دولة السودان أمس الثلاثاء، حيث أجرى مباحثات مع رئيس مجلس السيادة السوداني، عبد الفتاح البرهان بمدينة بورتسودان، التي يتخذها قادة الجيش عاصمة لإدارة شؤون البلاد.
يخشي الطرف الإثيوبي من عملية التقدم الميداني الذي أحرزته قوات الدعم السريع بالسيطرة على مدن رئيسية بولاية سنار، واقترابها من الحدود الإثيوبية، قد يؤدي إلي تدفق اللاجئين السودانيين إلى أراضي الإثيوبية، حال هاجمت قوات الدعم السريع ولاية القضارف الحدودية مع بلاده، كما يخشى من حدوث توترات أمنية على الحدود.
وقد أدت المعارك بين الجيش وقوات الدعم السريع بالسودان إلى هروب نحو 21 ألف سوداني إلى دولة الجوار إثيوبيا، تم استقبالهم بمعسكر “ترانزيت” بإشراف المفوضية السامية لشؤون اللاجئين.
ووفقًا لتنسيقية اللجئين السودانيين فإن أكثر من 6 آلاف لاجئ سوداني، بينهم أكثر من ألفي طفل، يواجهون ” أوضاع صعبة” في غابات “أولالا” الإثيوبية، خلال مغادرة معسكر “ترانزيت” أثناء محاولاتهم للوصول إلى بعض المدن الإثيوبية، إذ اعترضتهم السلطات هناك ، مما اضطرهم للمكوث في الغابات.
واتخذت السلطات الإثيوبية باتخاذ احترازية لمنع تدفق اللاجئين السودانيين، و دعا آبي أحمد في شهريوليو/ تموز من العام الماضي الي فرض منطقة حظر طيران ونزع المدفعية الثقيلة”، مما اعتبره الجيش السوداني موقفا داعما لقوات الدعم السريع خصة بعد زيارة قائد الدعم السريع محمد حمدان دقلو إلي إثيوبيا ، ما أدي إلى تصاعد التوتر بين الحكومة السودانية وبين الحكومة الإثيوبية، في ديسمبر/ كانون أول الماضي.

لقاء أبي أحمد مع البرهان بمدينة بورتسودان
لقاء أبي أحمد مع البرهان بمدينة بورتسودان

محاولة لإثبات وجود على الساحة 

تأتي زيارة رئيس الوزراء الإثيوبي للسودان عقب استضافة مصر الخصم اللدود لإثيوبيا يوم السبت الماضي لمؤتمر يجمع الحركات، السودانية لتقريب وجهة النظر ومحاولة إيجاد حل سياسي للخروج من الأزمة وإنهاء معاناة الشعب السوداني.
كما تأتي الزيارة بعد يوم واحد من زيارة نائب وزير الخارجية السعودي، وليد الخريجي إلى بورتسودان، الاثنين الماضي.
وفق ما نقل عن وكالة الأنباء السودانية فإن البرهان اوضح لابي أحمد الوضع في السودان “على خلفية التمرد الذي قادته مليشيا الدعم السريع ضد الدولة ومؤسساته، مبينا ان المليشيا قامت بارتكاب جرائم ضد الشعب السوداني فضلا عن تدمير البنية التحتية للدولة.

مؤتمر القاهرة لحل أزمة السودان
مؤتمر القاهرة لحل أزمة السودان

من جانبه صرح رئيس الوزراء الإثيوبي وبحسب وكالة الأنباء السودانية، أن “زيارته للسودان تأتي للتضامن مع الشعب السوداني”، قائلا إن “الأصدقاء الحقيقيين يظهرون وقت الشدة”.

مؤتمر القاهرة لحل أزمة السودان
الحركات السودانية بمؤتمر القاهرة لحل أزمة السودان

أهداف الزيارة

تهدف زيارة آبي أحمد فى إطار فرد وجود على الساحة فى الأزمة السودانية ومناقشة أجندة أمنية بامتياز إذا أن القضايا الأمنية في حدود البلدين كانت حاضرة في المباحثات وتعتبر التوترات الأمنية في إقليم أمهرا الإثيوبي، والاشتباكات التي تحدث بين ميليشيا فانو المنتسبة للإقليم والجيش الفيدرالي الإثيوبي من الشواغل الرئيسية لدى رئيس الوزراء.
تنشط ميليشا فانو الإثيوبية بالقرب من الحدود السودانية، ويمكن أن تتسرب إلى داخل تلك الحدود، ويبدو أن رئيس الوزراء يرغب فى عمل تنسيقا أمنيًا مع الجيش السوداني للسيطرة على تلك الميليشيا.
ومن المرجح ان تكون زيارة أبي لتأكيد معلومات ترددت عن مشاركة قوات إثيوبية بالقتال إلى جانب قوات الدعم السريع، اذ ثبت أن ميليشيا فانو تقاتل إلى جانب قوات الدعم السريع، فإن ذلك من شأنه أن يؤثر سلبا على علاقة آبي أحمد الراسخة مع “حميدتي”، وربما يتجه لتحالف أكبر من الجيش السوداني.

مخرج سياسي

يريد آبي أحمد يريد التنسيق مع الجيش السوداني في ما يخص القمة التي يخطط الاتحاد الأفريقي لعقدها في 15 يوليو / تموز القادم، بمشاركة القوى السياسية السودانية، بخصوص الأوضاع في السودان، كما تأتي طار التنافس بين إثيوبيا ومصر، التي تمكنت من حشد قوى سياسية مؤثرة، في مؤتمر بالقاهرة مطلع الأسبوع الحالي، خاصة أن أديس أبابا هي المركز الرئيسي لنشاط القوى السياسية السودانية حيث يسعي إلى ضمان دعم الجيش لتحركات الاتحاد الأفريقي، الساعية لجمع القوى السياسية السودانية.

 

 

لمزيد من الأخبار زوروا موقعنا: الوسط العربي وللتواصل الاجتماعي تابعنا على فيسبوك الوسط العربي

زر الذهاب إلى الأعلى