الأوضاع بغزة وأوكرانيا على الطاولة.. توقيع 15 مذكرة تعاون بين روسيا والهند خلال زيارة “مودي” لموسكو

تقرير: محمد الحكيم

اختتم رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، يوم الثلاثاء، زيارة رسمية إلى روسيا، استمرت لمدة يومين، في إطار القمة الروسية الهندية السنوية، وعقد خلالها مباحثات مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وتعد الزيارة، هي أول رحلة خارجية لـ”مودي” بعد إعادة انتخابه، والتقى يوم الإثنين بالرئيس الروسي، في نوفو أوجاريوفو في لقاء غير رسمي، ثم أجرى وفدا البلدين مفاوضات رسمية، الثلاثاء.
وكانت المرة الأخيرة التي زار فيها رئيس الوزراء الهندي، موسكو عام 2015، وزار روسيا عام 2019 عندما توجه إلى فلاديفوستوك.

منح “مودي” أعلى وسام بروسيا

بعد الاجتماع في الكرملين، منح الرئيس الروسي، “مودي”، أول وأعلى وسام دولة في روسيا، وهو وسام القديس أندرو الأول.
وبموجب المرسوم، تم تكريم “مودي” بهذه الجائزة لجدارته البارزة في تطوير الشراكة الاستراتيجية المميزة بشكل خاص بين الاتحاد الروسي والهند، بجانب العلاقات الودية بين شعبي البلدين.
ووقع المرسوم في أبريل 2019، حيث إنه خلال لقاء الزعيمان في فلاديفوستوك في سبتمبر من ذات العام، قال “بوتين”، إنه يريد منح الجائزة له خلال حفل خاص في الكرملين، عندما يزور موسكو.

توقيع 15 وثيقة تعاون

أعلن الكرملين، أن موسكو ونيودلهي وقعتا 15 وثيقة خلال الزيارة؛ لتطوير المجالات الإستراتيجية للتعاون الاقتصادي الثنائي حتى عام 2030، وتوسيع الشراكة بين البلدين في كافة المجالات.

ومن بين مذكرات التفاهم، مذكرة بين وزارة التنمية الاقتصادية الروسية ووزارة البيئة والغابات الهندية، وبين صندوق الاستثمار المباشر الروسي والوكالة الوطنية لتشجيع وتيسير الاستثمار في الهند، وبين الخدمة الفيدرالية الروسية لتسجيل الدولة وخدمة رسم الخرائط الوطنية في الهند.

الأوضاع في غزة

أعرب الزعيمان، عن قلقهما إزاء الوضع في الشرق الأوسط، مع إيلاء اهتمام خاص للوضع في قطاع غزة، بحسب بيان مشترك لهما.
ودعا الزعيمان، إلى التنفيذ الفعال لقرارات الجمعية العامة للأمم المتحدة ذات الصلة، وقرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 2720، بجانب توصيل المساعدات الإنسانية بشكل فوري وآمن ودون عوائق إلى السكان المدنيين في جميع أنحاء قطاع غزة.
كما دعا بوتين ومودي، إلى وقف دائم لإطلاق النار، والإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع الرهائن، مؤكدين دعمهما لعضوية فلسطين الكاملة في الأمم المتحدة، بجانب التزامهم الثابت بمبدأ حل الدولتين وفقًا للأسس المقبولة دوليًا.

الأزمة الأوكرانية

وفي سياق آخر، قال رئيس الوزراء الهندي، قبيل المحادثات الرسمية بين الوفدين، إن بلاده تؤيد حل الصراع الأوكراني سلميًا، ومستعدة للمساهمة في تلك العملية.
وأشار “مودي”، إلى اتفاقه مع “بوتين”، خلال لقاء غير رسمي، الإثنين، على ضرورة إحلال السلام في أقرب وقت ممكن، موضحًا أن بلاده تثق في أن أي صراعات على مستوى العالم لا يمكن حلها إلا بالوسائل السلمية ومن خلال الحوار.
وأكد “مودي”، أن الصواريخ والقذائف والمدافع لا يمكن أن تساعد في حل القضايا أو إحلال السلام، ولكن المسار السلمي للحوار وحده يمكن أن يساعد في هذا.
بدوره، شكر الرئيس الروسي، خلال المحادثات، “مودي” لمحاولته المساعدة في إيجاد حل سلمي للأزمة الأوكرانية.
وأعرب “بوتين”، عن امتنانه لرئيس الوزراء الهندي، على الاهتمام الذي يوليه للقضايا الأكثر إلحاحًا، وخاصة محاولة إيجاد حل للأزمة الأوكرانية، عبر الوسائل السلمية في المقام الأول.

دعم لعضوية الهند في مجلس الأمن

دعا الزعيمان، إلى إصلاح مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة؛ ليعكس الحقائق العالمية المعاصرة ولجعله أكثر تمثيلا وفعالية وكفاءة في التعامل مع قضايا السلام والأمن الدوليين.
وفي بيان مشترك بعد المحادثات، أكد “بوتين”، دعم روسيا الثابت لعضوية الهند الدائمة في مجلس الأمن، بعد إصلاحه وتوسيعه.
وشدد الزعيمان، على مستوى التعاون العالي بين البلدين في إطار الأمم المتحدة، واتفقوا على مواصلة تطويره، لافتين إلى أهمية احترام القانون الدولي، والتزامهما بالأهداف والمبادئ المنصوص عليها في ميثاق الأمم المتحدة، بما فيها مبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول.

شراكة استراتيجية

أكد الرئيس الروسي، أن موسكو ونيودلهي تحافظان على شراكة استراتيجية متميزة، وعقود من الصداقة الجيدة.
ولفت الرئيس الروسي، إلى تنامي التجارة بين البلدين، والتي شهدت زيادة بنسبة 66% العام الماضي، وارتفعت بنسبة 20% أخرى في الربع الأول من العام الجاري.
بدوره، قال رئيس الوزراء الهندي، إن البلدين ستواصلان تطوير علاقاتهما وتحقيق أهداف جديدة، مضيفًا: “سنعمل معًا في المستقبل، ونعمق كافة جوانب تعاوننا”.
وذكر “مودي”، أنه خلال السنوات الـ 25 الماضية، تعززت العلاقات في جميع المجالات، وفي كل مرة نلاحظ معالم ونجاحات جديدة نحققها في تطوير العلاقات الاستراتيجية بين موسكو ونيودلهي.

دعوة لحضور قمة البريكس

وفي سياق متصل، دعا الرئيس الروسي، “مودي”، لحضور قمة البريكس المقرر عقدها في مدينة كازان الروسية في أكتوبر المقبل، حيث تتولى موسكو رئاسة المجموعة هذا العام.
ولفت “بوتين”، إلى تعاون البلدين بشكل وثيق على الساحة الدولية، لا سيما داخل الأمم المتحدة ومجموعات مثل منظمة شنغهاي للتعاون وبريكس.
دعوة لزيارة الهند
وودعا رئيس الوزراء الهندي، الرئيس الروسي، لزيارة بلاده في عام 2025؛ للمشاركة في القمة الروسية الهندية الثالثة والعشرين.
وشكر “مودي”، الرئيس الروسي على كرم الضيافة الذي قدمه له والوفد المرافق له في موسكو.

 

 

لمزيد من الأخبار زوروا موقعنا: الوسط العربي وللتواصل الاجتماعي تابعنا على فيسبوك الوسط العربي