أخبارعاجلنحن والغرب

الاستخبارات الأمريكية تتهم روسيا والصين وإيران بمحاولة تقويض نتائج الانتخابات الرئاسية

كتب: محمد علاء

قال مسؤولو استخبارات، إن جهود روسيا للتأثير على الانتخابات الأمريكية المقرر عقدها في نوفمبر المقبل، من خلال حرب المعلومات؛ تهدف إلى تقويض حملة الرئيس جو بايدن والحزب الديمقراطي، وإضعاف ثقة الجمهور في العملية الانتخابية.
وتشمل عمليات التأثير، حسابات سرية على وسائل التواصل الاجتماعي، وقنوات رسائل مباشرة مشفرة؛ لاستغلال الانقسامات السياسية في الولايات المتحدة، وتقويض الدعم لأوكرانيا في أعقاب الغزو الروسي، حسبما ذكر مسؤولون في مكتب التحقيقات الفيدرالي.

لا تحول عن انتخابات 2020

قال مسؤول في مكتب مدير الاستخبارات الوطنية، إنهم لم يلاحظوا تحولًا في تفضيلات روسيا للسباق الرئاسي مقارنة بالانتخابات السابقة، نظرًا للدور الذي تلعبه واشنطن فيما يتعلق بالسياسة الخارجية، وتحديدًا دعم أوكرانيا والسياسة الأوسع تجاه روسيا، بحسب NBC NEWS.
وخلال الانتخابات الماضية، خلصت الاستخبارات، إلى أن نظام الروسي سعى إلى التأثير على الرأي العام الأمريكي لصالح ترشيح دونالد ترامب، وتشويه سمعة الحزب الديمقراطي.

ترامب أكثر تعاطفًا مع روسيا

يرى مسؤولون سابقون في المخابرات الأمريكية، أن الكرملين ينظر منذ فترة طويلة إلى “ترامب”، على أنه أكثر تعاطفًا مع روسيا، بجانب مواقفه التي أعلن عنها مرارًا وتكرارًا تجاه حلف شمال الأطلسي “الناتو”، وإحجامه عن انتقاد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وتصويره المنتقد للحكومة الأوكرانية.

ترامب
ترامب

وقالت وزارة العدل الأمريكية، يوم الثلاثاء، إن الجهات الفاعلة الروسية أنشأت بالذكاء الاصطناعي مزرعة روبوتية لوسائل التواصل الاجتماعي معززة لنشر معلومات مضللة في الولايات المتحدة وخارجها.
أصدرت الولايات المتحدة وكندا وهولندا، تحذيرًا استشاريًا مشتركًا للأمن السيبراني للشركات حول تلك المزرعة، وكيفية التعرف على التكنولوجيا التي تستخدمها.

3 لاعبون رئيسيون

صرح مسؤول بمكتب مدير الاستخبارات، بأن روسيا والصين وإيران هم اللاعبون الثلاثة الكبار، عندما يتعلق الأمر بجهود التأثير على الانتخابات الأمريكية المقبلة.
وذكر المسؤول: “بدأنا نرى روسيا تستهدف مجموعات سكانية محددة من الناخبين، وتشوه سمعة سياسيين محددين، وتروج لخطابات مثيرة للانقسام، حيث إنها تسعى إلى تقويض نزاهة الانتخابات.
وقال المسؤول، إن الصين تتخذ نهجا أكثر حذرًا من روسيا، حيث تعتقد أن كلا الحزبين السياسيين يسعيان لاحتواء بكين، موضحًا أن العمليات الإعلامية التي تقوم بها الصين تهدف إلى التأثير على الرأي العام على نطاق أوسع.

اتهامات لبكين

اتهم المسؤول، بكين بمحاولة توسيع قدرتها على جمع ومراقبة البيانات على منصات وسائل التواصل الاجتماعي الأمريكية؛ لفهم الرأي العام بشكل أفضل والتلاعب به، وتنفذ عملياتها تلك عبر TikTok، ومواقع التواصل الاجتماعي الأخرى.
وقال المسؤول، إن ظهور تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي يعد بمثابة عامل تسريع لجهود التأثير على الانتخابات التي تبذلها الجهات الأجنبية؛ حيث إنها تسمح بالإنتاج السريع لمحتوى كاذب يبدو أصليًا.
ولمواجهة ذلك، ستبحث الوكالات الأمريكية قبل انتخابات نوفمبر، عن جهات فاعلة أجنبية تسعى إلى إنشاء صور مزيفة للسياسيين، لإغراق الساحة بمعلومات كاذبة أو مضللة ولزرع الشك حول ما هو حقيقي.

اتهامات لطهران

من جهتها، قالت مديرة الاستخبارات الأمريكية أفريل هاينز، في بيان لها يوم الثلاثاء، إن إيران سعت إلى تضخيم الانتقادات الداخلية للسياسة الأمريكية بشأن الحرب بين إسرائيل وحماس في غزة، في مثال لحرب المعلومات المصاحبة للانتخابات، على حد قولها.

مديرة الاستخبارات الأمريكية أفريل هاينز
مديرة الاستخبارات الأمريكية أفريل هاينز

وأعلنت “هاينز”، أنه خلال الأسابيع الأخيرة، سعت الجهات الفاعلة في الحكومة الإيرانية، إلى الاستفادة بشكل انتهازي من الاحتجاجات المستمرة بشأن الحرب في غزة، مضيفة: “لاحظنا وجود جهات فاعلة مرتبطة بالحكومة الإيرانية تتظاهر بأنها ناشطة عبر الإنترنت، وتسعى إلى تشجيع الاحتجاجات، وتقديم الدعم المالي للمتظاهرين”.

الأمريكان يشاركون بحسن نية

أكدت مديرة الاستخبارات، أن الأمريكيين يشاركون ففي الاحتجاجات حول غزة بحسن نية، حيث إن حرية التعبير عن الآراء المتنوعة ضرورية لديمقراطية واشنطن، ولكن من المهم التحذير من الجهات الأجنبية التي تسعى إلى استغلال الاختلافات الأمريكية في وجهات النظر لأغراضها الخاصة.
وقال المسؤولون، أن بيان مديرة الاستخبارات، حول الأنشطة الإيرانية، جزء من جهد مبذول من أجل إبقاء الجمهور على علم بالجهود الأجنبية للتأثير على العمليات الديمقراطية الأمريكية، على حد ذكرهم.

طلب من المشرعون

ناشد المشرعون، وكالات الاستخبارات وإنفاذ القانون الأمريكية، على اتباع نهج أكثر استباقية وتنبيه الجمهور بشأن جهود التدخل الأجنبي.
وأشاد رئيس لجنة الاستخبارات بمجلس الشيوخ، مارك وارنر، الديمقراطي، بالجهود الأخيرة التي بذلتها الوكالات.

رئيس لجنة الاستخبارات بمجلس الشيوخ مارك وارنر
رئيس لجنة الاستخبارات بمجلس الشيوخ مارك وارنر

قال “وارنر”، اليوم، إنه دفع منذ فترة طويلة مجتمع الاستخبارات ليكون أكثر انفتاحًا مع الجمهور، حول تهديدات النفوذ الأجنبي المعقدة والخطيرة التي تستهدف الولايات المتحدة، لا سيما فيما يتعلق بالانتخابات الرئاسية، وما أعلن خطوة في هذا الاتجاه.
ويشهد الشارع الأمريكي نقاشًا حادًا حول الانتخابات الرئاسية خلال الأسبوعين الماضيين، منذ المناظرة الأولى التي جمعت بايدن وترامب، وأذيعت عبر قناة CNN.
وظهر الرئيس الأمريكي، بمظهر سيء أثار الشكوك حول صحته، ومدى قدرته على تولي المسئولية لمدة 4 سنوات جديدة، وانطلقت موجة من الانتقادات والمطالبات من النخبة الديمقراطية، بتنحيه عن السباق وترك الفرصة لأحد قيادات الحزب، لكنه رفض مرارًا وتكرارًا تلك المطالبات، مؤكدًا استمراره في السباق حتى النهاية والفوز على ترامب، كما فعل في انتخابات 2020.

 

 

لمزيد من الأخبار زوروا موقعنا: الوسط العربي وللتواصل الاجتماعي تابعنا على فيسبوك الوسط العربي

زر الذهاب إلى الأعلى