السعودية تنفي تهديد بيع السندات الأوروبية وتؤكد على احترامها لمجموعة السبع
تقرير: علي الجابري
تناقلت وسائل الإعلام مؤخرًا تقارير عن تهديدات سعودية ببيع سندات أوروبية، خاصةً الفرنسية، في حال قررت مجموعة السبع مصادرة الأصول الروسية المجمدة. أثارت هذه التقارير قلق العديد من الجهات، ودفعت وزارة المالية السعودية إلى إصدار بيان رسمي تنفي فيه هذه التهديدات وتؤكد على احترامها لمجموعة السبع واستمرارها في التعاون البناء.
تفاصيل الأحداث:
• تقارير بلومبيرغ: نشرت وكالة بلومبيرغ تقريرًا نقلاً عن مصادر “مطلعة” يفيد بأن السعودية ألمحت خلال وقت سابق من هذا العام إلى أنها قد تبيع بعض حيازاتها من الديون الأوروبية، إذا قررت مجموعة السبع مصادرة الأصول الروسية المجمدة.
• رد وزارة المالية السعودية: نفت وزارة المالية السعودية بشكل قاطع أي تهديدات من هذا القبيل، وأكدت على أن علاقتها مع مجموعة السبع وغيرها تحظى باحترام متبادل، وأنها تواصل مناقشة جميع القضايا التي تعزز النمو العالمي ومرونة النظام المالي الدولي.
• دوافع محتملة: رجحت بعض التحليلات أن دافع السعودية قد يكون إيضاح العواقب السلبية المحتملة لمصادرة الأصول الروسية على الاقتصاد العالمي، خاصةً بالنظر إلى نفوذها المتزايد في الأسواق المالية.
• تأثير موقف السعودية: أشارت بعض التقارير إلى أن موقف السعودية قد يكون قد أثر على إحجام بعض الدول الأعضاء في مجموعة السبع عن دعم خيار مصادرة الأصول الروسية بشكل مباشر.
• العلاقات السعودية مع روسيا وأوكرانيا: حافظت السعودية على علاقات وثيقة مع كل من روسيا وأوكرانيا، وقادت مع روسيا تحالف “أوبك بلس” لمنتجي النفط، بينما استقبلت أيضًا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في المملكة الشهر الماضي.
تحركات مجموعة السبع
في مايو ويونيو الماضيين، استكشفت مجموعة السبع خيارات مختلفة بخصوص أموال البنك المركزي الروسي المجمدة بسبب الحرب الروسية على أوكرانيا.
في النهاية، وافقت المجموعة على الاستفادة من الأرباح الناتجة عن هذه الأصول، وترك الأصول نفسها، رغم الضغوط التي مارستها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة على الحلفاء للنظر في خيارات أكثر جرأة، بما في ذلك الاستيلاء المباشر عليها، وقد عارضت بعض الدول الأعضاء في منطقة اليورو هذه الفكرة.
وفي قمة انعقدت في إيطاليا في يونيو، وبعد أشهر من المناقشات، اتفق زعماء مجموعة السبع على هيكل مالي من شأنه تزويد أوكرانيا بنحو 50 مليار دولار من المساعدات الجديدة.
اتفقت الدول الأعضاء السبع والاتحاد الأوروبي على منح القروض التي سيتم سدادها باستخدام الأرباح الناتجة عن الأموال الروسية المجمدة التي تبلغ قيمتها حوالي 260 مليار يورو (280 مليار دولار)، ومعظمها في أوروبا. من المتوقع أن تدر هذه الأموال ما بين 3 و5 مليارات يورو سنوياً.
التطورات الأخيرة:
• اتفاق مجموعة السبع: في نهاية المطاف، اتفقت مجموعة السبع على الاستفادة من الأرباح المتراكمة من الأموال النقدية الروسية المجمدة بدلاً من مصادرة الأصول نفسها.
• دعم أوكرانيا: وافق الاتحاد الأوروبي على المباشرة بدفع شريحة أولى من الأموال المجمدة لمساعدة أوكرانيا، بينما تعمل الدول الأعضاء على إيجاد سبل قانونية لتحرير المزيد من الأموال دون الحاجة إلى موافقة المجر.
أظهرت التطورات الأخيرة حرص السعودية على التمسك بموقفها الدبلوماسي المتوازن، مع التأكيد على احترامها لمجموعة السبع وتعهداتها الدولية.
كما تدل الأحداث على تعقيدات المشهد الجيوسياسي الحالي، والتحديات التي تواجهها الدول في معالجة تداعيات الحرب في أوكرانيا.
يبقى أن نرى كيف ستتطور هذه المسألة في المستقبل، مع استمرار المناقشات بين مجموعة السبع والدول الأخرى حول أفضل السبل لاستخدام الأصول المجمدة لدعم أوكرانيا، بينما تظل المملكة العربية السعودية ملتزمة بموقفها بعدم توجيه أي تهديدات، مع التركيز على التعاون الدولي والاحترام المتبادل لتعزيز النمو العالمي واستقرار النظام المالي الدولي.
لمزيد من الأخبار زوروا موقعنا: الوسط العربي وللتواصل الاجتماعي تابعنا على فيسبوك الوسط العربي