عودة الدفء للعلاقات السورية السعودية.. رحلة محفوفة بالتحديات والآمال
تقرير: علي الجابري
يمثل استئناف الرحلات الجوية التجارية المباشرة بين دمشق والرياض بعد انقطاع دام أكثر من عقد، علامة فارقة في مسار عودة العلاقات الدبلوماسية بين سوريا والسعودية، والتي شهدت تحسنًا ملحوظًا خلال العام الماضي.
هذه الخطوة تُعد إشارة إيجابية وملموسة نحو تعزيز التواصل وتقوية الروابط بين البلدين على كافة المستويات، سواء اقتصاديًا من خلال تنشيط التجارة والسياحة، أو سياسيًا من خلال تطوير العلاقات الثنائية، ومع ذلك، تبقى التحديات الكبيرة مثل استمرار الحرب في سوريا والخلافات السياسية المستمرة بين البلدين والعقوبات الدولية التي تفرضها على سوريا عوائق رئيسية أمام عودة التعاون الكامل.
لكن ما هي دلالات هذا الحدث؟ وما هي الجذور التاريخية للتوتر بين البلدين؟ وكيف تطورت مسار عودة العلاقات خلال الفترة الماضية؟ وما هي المكاسب المحتملة لهذه الخطوة؟ وما هي التحديات والعقبات التي تواجهها؟
دلالات الحدث:
• خطوة ملموسة: تُعد عودة الرحلات الجوية بمثابة خطوة عملية ملموسة على طريق تعزيز التواصل بين البلدين، وتسهيل حركة التجارة والسفر بينهما.
• دعم اقتصادي: من المتوقع أن تُساهم الرحلات الجوية في تنشيط حركة التجارة والسياحة، ممّا يُعزز الاقتصاد السوري ويُساهم في تحسين معيشة المواطنين.
• تقارب سياسي: تُشير عودة الرحلات الجوية إلى رغبة البلدين في تعزيز التقارب السياسي وتطوير العلاقات الثنائية على مختلف المستويات.
جذور التوتر:
• الحرب الأهلية السورية: أدت الحرب الأهلية السورية التي اندلعت عام 2011 إلى انقطاع العلاقات الدبلوماسية بين سوريا والسعودية، ودول عربية أخرى.
• اختلافات سياسية: اتخذت السعودية موقفًا معارضًا للنظام السوري خلال الحرب، بينما دعمت إيران وروسيا النظام.
مسار عودة العلاقات:
• استئناف العلاقات الدبلوماسية: في مايو 2023، أعلنت كل من سوريا والسعودية عن عودة العلاقات الدبلوماسية بينهما.
• تبادل السفراء: تم تعيين سفراء من كلا البلدين في عواصم بعضهما البعض.
• مشاركة سورية في القمة العربية: حضر الرئيس السوري بشار الأسد القمة العربية التي عقدت في الرياض في مايو 2023.
• عودة التمثيل الدبلوماسي: أعادت كل من سوريا والسعودية فتح سفارتيهما في عواصم بعضهما البعض.
مكاسب محتملة:
• تعزيز الاقتصاد: من المتوقع أن تُساهم عودة العلاقات في تعزيز الاقتصاد السوري من خلال زيادة الاستثمارات والتجارة.
• تحسين معيشة المواطنين: قد تُساهم عودة العلاقات في تحسين معيشة المواطنين السوريين من خلال توفير فرص العمل وخفض الأسعار.
• عودة اللاجئين: قد تُشجع عودة العلاقات على عودة بعض اللاجئين السوريين إلى بلادهم.
تحديات وعقبات:
• الاستمرار في الحرب: لا تزال الحرب في سوريا مستمرة، ممّا يُشكل عقبة أمام عودة التعاون الكامل بين البلدين.
• الاختلافات السياسية: لا تزال هناك خلافات سياسية بين سوريا والسعودية، قد تُعيق مسار عودة العلاقات.
• العقوبات الدولية: تخضع سوريا لعقوبات دولية، ممّا قد يُعيق عودة العلاقات الاقتصادية والتجارية مع السعودية.
يبقى أن عودة العلاقات الدبلوماسية بين سوريا والسعودية واستئناف الرحلات الجوية المباشرة، خطوات إيجابية نحو تعزيز التقارب وتطوير العلاقات بين البلدين، ومع ذلك، لا تزال هناك العديد من التحديات والعقبات التي يجب التغلب عليها، خاصةً مع استمرار الحرب في سوريا.
وتبقى الآمال معلقة على إمكانية أن تُساهم هذه الخطوات في تحقيق السلام والاستقرار في سوريا، وتحسين معيشة المواطنين السوريين.
إنّ مستقبل العلاقات السورية السعودية يعتمد على العديد من العوامل، بما في ذلك التطورات السياسية في سوريا والمنطقة، ومسار الحرب الأهلية السورية، وجهود الوساطة الدولية.
ومع ذلك، فإنّ الخطوات الأخيرة تُشير إلى وجود رغبة من كلا البلدين في تجاوز الخلافات والعمل نحو مستقبل أفضل.
وإلى أن تتحقق هذه الغاية، تظلّ رحلة عودة العلاقات السورية السعودية محفوفة بالتحديات والآمال.
لمزيد من الأخبار زوروا موقعنا: الوسط العربي وللتواصل الاجتماعي تابعنا على فيسبوك الوسط العربي