القائد الشهيد “صلاح خلف” .. الرجل الثاني لحركة فتح.. مسيرة نضال ومقاومة انتهت بالاغتيال
كتبت: نجوى إبراهيم
القائد الشهيد “صلاح خلف “..هو مناضل فلسطينى اشتهر باسمه الحركى “أبو إياد”كان من أوائل مؤسسى حركة التحرير الوطنى الفلسطينى “فتح” , وقائد الأجهزة الأمنية الخاصة للحركة واعتبرته وسائل الاعلام بأنه الرجل الثانى لحركة فتح بعد ياسر عرفات.
كان يعمل على مقاومة الاستعمار البريطاني والأطماع اليهودية في فلسطين.. وتعرض للاعتقال على أيدى قوات الانتدب البريطانى وهو لا يزال فتى صغيرا…كان شاهدا على أحداث النكبة وتهجير الفلسطينيين من أراضيهم وكانت لها تأثير سلبى عليه ..بدأ نشاطه السياسى أثناء وجوده في مصر حيث نشط مع ياسر عرفات وآخرين في العمل الطلابي وقاما بدور بارز في اتحاد طلاب فلسطين..وعندما عاد إلى غزة واصل نشاطه السياسي وبدأ ينحو به منحىً عسكرياً… قاوم الاحتلال الاسرائيلى طوال حياته.. شارك فى معركة الكرامة عام 1968.. وصفه البعض بأنه زعيم منظمة أيلول الأسود وعندما انتقلت المقاومة إلى لبنان سافر معهم و كان له دور قيادي بارزحيث عمل على بناء جهاز أمنى قومى للثورة الفلسطينية.
كان” صلاح خلف” أحد منظرى الفكر الثورى لحركة فتح , وأحد مؤسسى ركائز جهاز الرصد الثورى، وكان يسمى على النطاقات النخبوية في حركة فتح بـ”جارنج فلسطين” نسبة للدبلوماسى السويدى المشهورجارنج، وذلك لقدرته على صياغة التوجهات والاستراتيجيات وبناء التحالفات وإدارة التفاوض بشكل فائق الحكمة .. ..وكان أول من طرح فكرة الدولة العلمانية في فلسطين، التي يتعايش فيها الأديان الثلاثة (المسلمون والمسيحيون واليهود) متساوون في الحقوق والواجبات.
اغتالته اسرائيل فى 14 يناير عام 1991 في تونس..فيما اتهم أخرون صدام حسين بالتحريض على اغتياله بسبب نزاع سابق بينهما.
مولده وتعليمه
ولد “صلاح خلف” 31 أغسطس عام 1933 بمدينة يافا، حيث انتقلت أسرته من غزة إلى يافا واستقرت بها..وكان والده يعمل موظفا فى السجل العقارى بها ..عاش “صلاح خلف “طفولته وصباه بنفس المادينة حيث التحق بمدرسة المارونية وتلقى بها تعليمه الابتدائى والإعدادي.
عاش فى ذلك الوقت الصراع بين الفلسطينيين واليهود الذى كان مشتعل فى تلك الفترة بمدينة يافا ..وانضم منذ نعومة أظافره إلى تنظيم “أشبال النجادة”..وهو تنظيم فلسطينى يسعى لمقاومة الاستعمار البريطاني والأطماع اليهودية في فلسطين، وكان التنظيم يُدرب أعضاءه باستخدام بنادق خشبية نظراً لندرة السلاح.
اعتقلته قوات الانتداب البريطانى وهو مازال فى صغيرا لا يتجاوز عمره 12 عاما فى نوفمبر عام 1945 ووجهت له تهمة الاعتداء على تلميذ يهودي.
سفره إلى غزة والقاهرة
كان شاهدا على أحداث نكبة فلسطين عام 1948 , وتهجير جيرانه من الاسر الفلسطينية ..وكانت أسرته واحدة من الاسر التى اضطرت للهجرة والهروب من بطش القوات الاسرائيلية الصهيونية التى أعلنت قيام دولة إسرائيل ,ذهب هو واسرته ومعهم عدد أخر من الاسر إلى غزة عن طريق البحر الأبيض المتوسط بواسطة مركب صغيرة كاد أن يغرق بهم
وفى غزة عاش ظروفا صعبه ..واضطر للعمل من أجل مساعدة أسرته ..ولم يترك دراسته بل استكمل تعليمه الثانوى بغزة واستمر أيضا فى العمل الوطنى معى زملاءه الطلاب ..
وبعد اتمام تعليمه الثانوى سافر إلى القاهرة عام 1951 لاستكمال دراسته الجامعية والتحق بكلية اللغة العربية بجامعة الأزهر , وأكمل دراسته العليا دار المعلمين,و حصل على الإجازة العالمية في تدريس اللغة العربية من جامعة الأزهر سنة 1956, وحصل على دبلوم تربية وعلم نفس من جامعة عين شمس عا 1958.
نشاطه السياسي
لم ينقطع عن العمل السياسى عندما سافر إلى القاهرة والتحق بجامعة الأزهر بل نشط خلال دراسته الجامعية فى الحركة الطلابية.
وفى عام 1954 تعرف على الزعيم “ياسر عرفات “وكان وقتها رئيسا رئيساً لرابطة الطلاب الفلسطينيين، وجرى بينهما تعاون نضالي من خلال رابطة الطلاب الفلسطينيين، ثم من خلال رابطة الخريجين الفلسطينيين،،انضم “صلاح خلف “إلى تلك الرابطة وأصبح رئيسا لها بعد تخرج ياسر عرفات عام 1955.
وسرعان ما بدأ أعضاء الرابطة على التفكير في تأسيس حركة “فتح”.
عودته إلى غزة
بعد أن أنهى تعليمه عاد “صلاح خلف إلى غزة عام 1957 وعمل مدرسا للغة العربية فى مدرستى الزهراء للبنات وخالد بن الوليد للبنين، لم يكف “صلاح خلف “عن العمل السياسى بعد عودته إلى غزة بل واصل نشاطه ولكنه أخذ منحنى آخر منحى عسكريا وبدأ عمله السري في تجنيد مجموعات من المناضلين وتنظيمهم في غزة.
لمزيد من الأخبار زوروا موقعنا: الوسط العربي وللتواصل الاجتماعي تابعنا على فيسبوك الوسط العربي