مستقبل إيران تحت قيادة بزشكيان.. بين الإصلاحات الداخلية والتحديات الدولية
تقرير: علي الجابري
في لحظة تاريخية تعيشها الجمهورية الإسلامية الإيرانية، ومع انتخاب مسعود بزشكيان رئيساً جديداً للبلاد، تتجه الأنظار إلى هذا الرجل الذي يواجه تحديات غير مسبوقة على الصعيدين الداخلي والخارجي.
فبعد سنوات من التوتر والانقسام تحت قيادة الرئيس السابق إبراهيم رئيسي، يأتي بزشكيان ليقود إيران في فترة تتسم بالتعقيد والصراع، حيث تتداخل المشكلات الاقتصادية والسياسية مع التحديات الإقليمية والدولية.
إن كيفية تعامله مع هذه القضايا ستحدد ليس فقط مستقبل إيران، بل أيضاً موقعها على الساحة العالمية ومدى قدرتها على تحقيق التغيير والإصلاح في ظل ضغوط داخلية وخارجية هائلة.
التحديات الداخلية:
صراعٌ سياسي:
يعاني المشهد السياسي الإيراني من انقسامٍ حادٍ بين التيارين المحافظ والإصلاحي، مما يُعيق عملية صنع القرار ويُصعّب تنفيذ الإصلاحات، كما يُواجه الرئيس الجديد، المنتمي للمحافظين، صعوبةً في الحصول على تعاون البرلمان المُهيمن عليه من قبل الأصوليين المتشددين.
أزمةٌ اقتصادية:
تُعاني إيران من أزمةٍ اقتصاديةٍ خانقةٍ منذ سنوات، مع تفاقم معدلات البطالة والفقر والتضخم، وتُعزى الأزمة إلى سوء الإدارة والعقوبات المفروضة على إيران من قبل الولايات المتحدة والدول الغربية.
استياءٌ شعبي:
تُواجه الحكومة الإيرانية استياءً شعبيًا متزايدًا بسبب تردّي الأوضاع الاقتصادية والمعيشية، وتقييد الحريات السياسية والاجتماعية، وشهدت إيران في السنوات الأخيرة موجاتٍ من الاحتجاجات الشعبية التي عبّرت عن رفضها للسياسات الحكومية.
تحدياتٌ ديموغرافية:
تُواجه إيران تحدياتٍ ديموغرافيةً كارتفاع معدلات البطالة بين الشباب ونقص فرص العمل، وهو ما يُشكل عبئًا على كاهل الحكومة ويُهدد الاستقرار الاجتماعي.
التحديات الخارجية:
العلاقات مع الولايات المتحدة:
- تُعدّ العلاقة مع الولايات المتحدة من أهمّ التحديات الخارجية التي تواجهها إيران.
- لا تزال المفاوضات حول الاتفاق النووي معلّقةً، ممّا يُؤثّر سلبًا على الاقتصاد الإيراني والعلاقات الدولية.
- تزداد حدة التوتر بين البلدين بسبب الاختلافات في الملفات الإقليمية وبرامج إيران النووية والصاروخية.
العلاقات مع الدول العربية:
- تُعاني إيران من توترٍ في علاقاتها مع بعض الدول العربية، خاصةً دول الخليج.
- تدعم إيران جماعاتٍ مسلحةٍ في بعض الدول العربية، مما يُهدد الأمن والاستقرار الإقليميين.
المخاوف من التوسع الإيراني:
- تُثير أنشطة إيران الإقليمية مخاوفَ في دول المنطقة والعالم.
- تدعم إيران وكلاءها في المنطقة، مما يُشعل الصراعات ويُهدد الاستقرار الإقليمي.
التحديات الأمنية:
تُواجه إيران تحدياتٍ أمنيةً على حدودها مع بعض الدول مثل العراق وأفغانستان.
تُشكل الجماعات المسلحة في هذه الدول تهديدًا للأمن القومي الإيراني.
يبقى أن التحديات الداخلية في إيران لا تنفصل عن تلك الخارجية، إذ تترابط وتتشابك معاً. ونجاح بزشكيان في التعامل مع التحديات الداخلية سيسهل عليه مواجهة التحديات الخارجية. على سبيل المثال، إذا استطاع بزشكيان التصالح مع الأصوليين في البرلمان الإيراني، ستكون عملية التفاوض النووية والتوصل لاتفاق مع القوى الكبرى أكثر سهولة وأسرع.
لمزيد من الأخبار زوروا موقعنا: الوسط العربي وللتواصل الاجتماعي تابعنا على فيسبوك الوسط العربي