معضلة كبيرة.. بولندا تدرس مقترحًا لكييف بإسقاط الصواريخ الروسية التي تعبر مجالها الجوي
تقرير: محمد الحكيم
تدرس بولندا، اقتراحًا مقدمًا من كييف، بإسقاط الصواريخ الروسية المتجهة نحو الأراضي الأوكرانية لاستهدافها.
وضُمن هذا الاقتراح، في اتفاقية الدفاع المشترك الموقعة خلال زيارة الرئيس فولوديمير زيلينسكي، إلى وارسو، خلال الأسبوع الماضي.
وقال وزير الخارجية البولندي رادوسلاف سيكورسكي، إن الاقتراح الذي قدمته أوكرانيا قيد الدراسة، لا سيما أن بعض الصواريخ الروسية التي أطلقت من منطقة سان بطرسبرج باتجاه أهداف أوكرانية، تجتاز بيلاروسيا وتدخل المجال الجوي البولندي لنحو 40 ثانية قبل أن تتوجه لأهدافها في أوكرانيا.
الصواريخ تخترق مجالنا
صرح “سيكورسكي”، خلال مشاركته بندوة في معهد “أميركان إنتربرايز”، على هامش قمة حلف شمال الأطلسي “الناتو”، في واشنطن يوم الجمعة، بأن هذا الوقت قصير لا يمنح بلاده سوى القليل من الوقت للرد، بحسب BBC.
وأشار وزير الخارجية البولندي، إلى أن الاقتراح سيغطي نظريًا أي صاروخ يعبر غرب أوكرانيا في اتجاه بولندا، موضحًا أن وارسو دولة في خط المواجهة، والصواريخ الروسية تخترق مجالنا الجوي، ونفترض أن هذا عن طريق الخطأ.
معضلة تواجه الاقتراح
أفاد الوزير، بأن هناك معضلة تواجه الاقتراح، وهي أنه حال إسقاطها عندما تدخل المجال الجوي الخاص بنا، فإن الحطام سيشكل تهديدًا على المواطنين والممتلكات.
وذكر وزير الخارجية البولندي، أن حال حدوث ذلك، فهذا دفاع عن النفس، لكننا مازلنا ندرس الفكرة.
وكشف “سيكورسكي”، أن صاروخًا روسيًا سقط بالقرب من منزله في “بيدغوشتش” على بعد حوالي 500 كيلومتر من الحدود البيلاروسية، في ديسمبر 2022، ولكنه لن يحدث أي أضرار.
وتوفى مواطنان بولنديان؛ بسبب الحطام المتساقط عندما أسقطت أوكرانيا صاروخًا روسيًا بالقرب من الحدود البولندية، الشهر الماضي.
التشاور مع الحلفاء
بدوره، صرح وزير الدفاع البولندي فلاديسلاف كاميش، قبل أسبوع، بأن وارسو ستتشاور مع حلفائها في الناتو حول الأمر، وستسعى للحصول على موافقتهم قبل محاولة إسقاط أي صواريخ روسية.
وأكد وزير الدفاع، لقناة “TVN” البولندية، أن القرار لن يكون فرديًا، وبولندا بالتأكيد لن تتخذ مثل هذا القرار بمفردها.
فكرة محفوفة بالمخاطر
وقال محلل شؤون الدفاع في شركة بوليتيكا إنسايت، ماريك سويرتشينسكي، لـBBC، إن الفكرة قد تكون محفوفة بالمخاطر بالنسبة لبولندا.
وأوضح “إنسايت”، أنه دون دعم قوي من الحلفاء في الناتو، وهو غير موجود في الوقت الراهن، فإن هذا الاقتراح سيكون محفوفًا بالمخاطر بكل تأكيد، وقد نتعرض لنوع من الرد الروسي.
ومنذ اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية، في فبراير 2022، زودت بولندا كييف، بـ 44 حزمة من الأسلحة والذخيرة، بما فيها أكثر من 250 دبابة، وطائرات مقاتلة من طراز ميج 29، وأنظمة صواريخ دفاع جوي محمولة، ومروحيات قتالية، وأنظمة مدفعية، وذلك بقيمة أكثر من 4 مليارات يورو.
كما تعتزم وارسو، تقديم مساعدة عسكرية جديدة لأوكرانيا خلال العام الجاري.
لمزيد من الأخبار زوروا موقعنا: الوسط العربي وللتواصل الاجتماعي تابعنا على فيسبوك الوسط العربي