شخصيات عربيةعاجل

القائد “أبو إياد” .. فلسطيني بلا هوية.. أيقونة الكفاح المسلح ورمز المقاومة الباسلة

 

كتبت: نجوى إبراهيم

القائد الفلسطيني “صلاح خلف” المعروف ب “أبو إياد ” مسيرته النضالية مثالا يحتذى فى الكفاح ونكران الذات والتضحية من أجل الوطن ..التزم طوال حياته بفلسطين فكانت هدفه ووجهته النضالية ..كان رمزا للمقاومة الباسلة..وأحد مؤسسى حركة فتح .. والرجل الثانى بها ..ناضل إلى جانب قادتها لسنوات طويلة من أجل تحرير فلسطين .. وتبوأ العديد من المناصب القيادية الهامة فى الحركة ,فكان عضوا فى لجنتها المركزية ,وترأس جهاز الأمن الموحد للثورة الفلسطينية أو ما يعرف بأمن منظمة التحرير الفلسطينية.. وهذا ما جعله يتعرض للعديد من محاولات الاغتيال من قبل اسرائيل وجهاز الموساد الصهيونى ولكن استطاع النجاة منها بفضل يقظته ودرايته.

السفر إلى الكويت

بعد أن أنهى أبو إياد تعليمه فى مصر حصل على الإجازة العالمية في تدريس اللغة العربية من جامعة الأزهر سنة 1956، انتقل إلى غزة وعمل هناك مدرسا لفترة وسرعان ما استكمل دراساته العليا بالقاهرة، حيث حصل على دبلوم تربية وعلم نفس من جامعة عين شمس عا 1958.

فى العالم التالي عام 1959 انتقل إلى الكويت ليعمل فيها مدرسا ..وهناك التقى مرة أخرى بصديقه ياسر عرفات وآخرين أصدقاء الكفاح والنضال أمثال “خالد الحسن” و”سليم الزعنون” ، “فاروق القدومي” و”خليل الوزير”.

أجرى اتصالات بمناضلين آخرين أمثال أبو يوسف النجار وكمال عدوان ومحمود عباس (ابومازن)، كان هؤلاء هؤلاء تم نفيهم إلى الكويت وكان قد التقى بهم فى مصر .. و اتفقوا على استكمال النضال من أجل تحرير وطنهم فلسطين وشرعوا فى تأسيس تنظيم سرى لتحرير فلسطين”حركة فتح”وذلك عبر العمليات العسكرية المسلحة.

الإعلان عن تأسيس حركة فتح

تم الاعلان عن تأسيس حركة التحرير الوطنى الفلسطينى “فتح “فى نوفمبر عام 1959، حيث عقد عرفات وأبو إياد ومعهم خليل الوزير اجتماعا في شقة بالكويت، بحضور عدد من الشبان الفلسطينيين الذين قدموا من عدة بلدان عربية، وتم أعلات تأسيس الحركة بشكل رسمى ..وتم اختيار”أبو إياد ” عضوا فى اللجنة المركزية الأولى للحركة ..واستمر عضوا بها حتى تم اغتياله.


كان “أبو إياد” أبرز أعضاء اللجنة المركزية لحركة فتح , وأكثرهم قدرة على اتخاذ القرارات الجريئة، ومن أبرز قراراته التي اتخذها باسم اللجنة المركزية لحركة فتح قرار تعيين” ياسر عرفات” ناطقاً رسمياً باسم فتح ,وكان هدفه من ذلك قطع الطريق أمام طامعين في قيادة فتح مع غياب أبو عمار,وقام وقتها بنشر القرار فى وسائل الاعلام وخاصة مجلة “فلسطيننا ” الناطقة باسم الحركة وأيد زملاؤه هذا القرار بعد الاقتناع بحجته.
وأصبحت حركة فتح فى سنوات معدودة الفصيل السياسى الكفاحى الأول للفلسطينيين ورائدة النضال اوطنى التحررى ..
تفرغ “أبو إياد “للعمل النضالى والكفاح المسلح من خلال حركة فتح وتولى مواقع مهمة.

معركة الكرامة

استطاع “أبو إياد ” أداء الكثير من المهام الصعبة خلال الثورة الفلسطينية التى قادتها حركة فتح ..ومنها معركة الكرامة عام 1968 التى أستمرت لمدة 15 ساعة فقط ..فبعد حرب 1967
كانت قرية الكرامة الاردنية التى يقام فيها معسكرات للاجئيين الفلسطيين هدفا للعديد من الهجمات الاسرائيلية وأصبحت أيضا هدفا لحركة فتح والتنظيمات المسلحة للرد على الهجمات الصاروخية التي تقوم بها إسرائيل ,ورغم التحذيرات التى وجهت لقادة حركة فتح من قيام اسرائيل بهجوم على المدينة بشكل موسع إلا أنهم رفضوا ترك المدينة و استمر فى تدريب العديد من الشباب الفلسطيني على عمليات المقاومة ضد الاحتلال الاسرائيلي وبالفعل وجهت مجموعات المقاومة ضربات موجعة للعدو الإسرائيلي مما دفع الحكومة الاسرائيلية لشن هجوم ضخم على بلدة الكرامة الأردنية، بهدف القضاء على المقاومة، وتدمير قواعد المقاومة الفلسطينية، وكان ذلك في 21 مارس سنة 1968م.

معركة الكرامة
معركة الكرامة

تفاجأ الإسرائيليون من ثبات مقاتلي فتح. وعندما وسعت القوات الإسرائيلية حركتها، تدخل الجيش الأردني في المعركة، أسفرت المعركة عن مقتل 150 مقاتل من حركة فتح و20 جندي أردني، و28 جندي اسرئيلي..ورغم استشهاد عدد كبير من المقاتلين العرب إلا أن حركة فتح اعتبرت نفسها منتصرة لانسحاب الجانب الاسرائيلى من المعركة..وكانت هذه أول معركة انتصر فيها الفلسطينيون على الجيش الذى لا يقهر كما كانوا يطلقون على أنفسهم “جيش اسرائيل”.
ويقول “صلاح خلف” المعروف بـ “أبو إياد” عن هذه المعركة في كتابه “فلسطيني بلا هوية”: “إن قيادة فتح تلقت نصيحة من رئيس هيئة الأركان الأردني اللواء عامر خماش بإخلاء بلدة الكرامة، نظرًا لعدم قدرة “الفدائيين” على مواجهة القوة الضاربة لجيش نظامي، ورغم منطقية النصيحة إلا أن الاعتبارات السياسية دفعت فتح لمخالفة خماش والعسكرة هناك.

 

لمزيد من الأخبار زوروا موقعنا: الوسط العربي وللتواصل الاجتماعي تابعنا على فيسبوك الوسط العربي

 

زر الذهاب إلى الأعلى