تصاعدت الخلافات.. المفوضية الأوروبية تُقرر مقاطعة رئاسة المجر الدورية للكتلة
تقرير: محمد علاء
اتخذت المفوضية الأوروبية، قرارًا بمقاطعة رئاسة المجر الدورية لمجلس الاتحاد الأوروبي، التي بدأت في الأول من يوليو الجاري، وتستمر لمدة 6 شهور، خلفًا لبلجيكا.
أرجع كبير المتحدثين باسم المفوضية، إريك مامر، القرار إلى رحلات فيكتور أوربان رئيس الوزراء المجري، إلى روسيا والصين، والتي يُنظر إليها على أنها إهانة للوحدة السياسية للكتلة، وفقًا لما أوردته يورو نيوز.
كيف سيكون الوضع؟
قال “مامر”، إنه في ظل التطورات الأخيرة عند بداية الرئاسة المجرية للكتلة، قررت رئيسة المفوضية أورسولا فون دير لاين، أن يتم تمثيل المفوضية على مستوى كبار الموظفين الحكوميين فقط، خلال الاجتماعات غير الرسمية للمجلس.
ماذا فعل “أوربان”؟
بعد تولي الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي، توجه رئيس الوزراء المجري، إلى أوكرانيا، للمرة الأولى منذ بدء الحرب في فبراير 2022، والتقى مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.
وخلال مؤتمر صحفي مشترك، اقترح “أوربان”، وقف لإطلاق النار لترك الفرصة للمحادثات بين الجانبين، وصولًا للسلام، وهو اقتراح رفضه الرئيس الأوكراني فيما بعد؛ بسبب عدم وجودة خطة واضحة للأمر.
وبعدها، توجه “أوربان” إلى موسكو، والتقى بالرئيس فلاديمير بوتين؛ لمناقشة الحرب في أوكرانيا، مؤكدًا أن بدء حوار هو أقصر طريق إلى السلام، ولكن الزيارة أغضبت زعماء الكتلة، وأكدوا أن الرئاسة المجرية ليس لديها تفويضًا للحديث باسمها.
زيارة إلى الصين
في بكين، أشاد رئيس الوزراء المجري، بخطة السلام الصينية التي طرحها الرئيس شي جين بينج، وهي خطة رفضها الاتحاد الأوروبي في وقت سابق، مرجعًا ذلك إلى أنها قدمت تفسيرًا انتقائيًا للقانون الدولي، وطمس الخط الفاصل بين المعتدي والمعتدي عليه، بحسب يورو نيوز.
وقال “أوربان”، إن الصين هي القوة العالمية الوحيدة التي التزمت بوضوح بالسلام منذ البداية، ليناقض المواقف الغربية الرسمية التي تتهم بكين بدعم اقتصاد الحرب الروسي، وهو ما ظهر جليًا في بيان حلف شمال الأطلسي “الناتو”، عن القمة 75 التي انعقدت في واشنطن، من 9 إلى 11 يوليو الجاري.
مهمة سلام
تقول المجر، إن رحلتي “أوربان” إلى روسيا والصين، ضمن “مهمة سلام” تم إجراؤهما بشكل صارم في ظل الدبلوماسية الثنائية.
لكن توقيت الجولة، واختيار الدول، واستخدام الشعار الرسمي للرئاسة المجرية، أثار اتهامات قاسية بإساءة استخدام السلطة.
تنتقد الكثير من دول الكتلة، مواقف المجر الرسمية منذ بدء الحرب، ويتم اتهامها بعرقلة القرارات الداعمة لأوكرانيا، مثل حزم العقوبات المفروضة على روسيا، والمساعدات العسكرية المقدمة لكييف.
اجتماعات بودابست
بحسب قرار المفوضية، لن تشارك بروكسل على أعلى مستوى في العديد من الأحداث التي تخطط بودابست لاستضافتها خلال فترة رئاستها الدورية للكتلة، التي تستمر حتى نهاية العام.
ولكن القرار، لن يؤثر على الاجتماعات الوزارية الرسمية، والتي تعقد في بروكسل ولوكسمبورغ؛ لأن تنظيمها بعيد عن الرئاسة الدورية.
كما أن الزيارة التقليدية لهيئة المفوضية، التي تتم بمناسبة بداية الرئاسة الدورية الجديدة لكل دولة، لن تتم في أي وقت خلال فترة الرئاسة المجرية، بجانب احتمالية عدم حضور “فون دير لاين”، للقمة غير الرسمية لزعماء الكتلة، المقرر إقامتها في بودابست خلال نوفمبر المقبل.
رد المجر
صرح وزير شؤون الاتحاد الأوروبي المجري، يانوس بوكا، إن الرئاسة الدورية للكتلة ملتزمة بالتعاون الصادق من أجل مواجهة التحديات المشتركة.
وقال “بوكا”، عبر وسائل التواصل الاجتماعي، إن الاتحاد الأوروبي منظمة تشكلها الدول الأعضاء الـ27، والمفوضية هي أحد مؤسسات الكتلة، وليس بإمكانها انتقاء المؤسسات أو الدول الأعضاء التي تتعاون معها.
وتساءل: “هل تستند كل قرارات المفوضية الأوروبية الآن، إلى اعتبارات سياسية؟”.
مطالبة بتجريد المجر من حقوقها
جاءت المقاطعة، بالتزامن مع إرسال 63 عضوًا في البرلمان الأوروبي، رسالة تطالب بتجريد المجر من حقوق التصويت بموجب المادة 7؛ ردًا على إساءة رئيس وزرائها للسلطة، على حد زعمهم.
وقال النواب، في رسالتهم لقيادة مؤسسات الكتلة، إن سلوك “أوربان” يرقى إلى اغتصاب صلاحيات الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي في مجال السياسة الخارجية، وتلك الممارسات تظهر أن الإدانة اللفظية لن يكون لها أي تأثير، ولكن يجب اتخاذ إجراءات حاسمة قريبًا لمنع مزيد من الضرر.
وبدأت رئاسة المجر، في الأول من يوليو الجاري، خلفًا لبلجيكا، وتستمر حتى 31 ديسمبر المقبل.
لمزيد من الأخبار زوروا موقعنا: الوسط العربي وللتواصل الاجتماعي تابعنا على فيسبوك الوسط العربي