قطر ترد على اتهامات نجل نتنياهو بالتحريض ودعم الإرهاب
تقرير: علي الجابري
في ظل تصاعد التوترات الإقليمية والسياسية، تشهد منطقة الشرق الأوسط أحداثًا متسارعة تعكس تعقيدات المشهد الأمني والسياسي، بين تصعيد الهجمات والخطاب التحريضي وتداخل المصالح الدولية، باتت الدول والشخصيات المؤثرة في المنطقة محط أنظار العالم. ومن بين تلك الأحداث، شهدت الساحة السياسية الإسرائيلية-الفلسطينية تطورات مثيرة للجدل، لا سيما مع الاتهامات المتبادلة بين المسؤولين الإسرائيليين وقطر.
اتهامات يائير نتنياهو لقطر
مؤخرًا، وجه يائير نتنياهو، نجل رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، اتهامات لقطر بأنها “أكبر دولة راعية وممولة للإرهاب بعد إيران”، مما أثار ردود فعل قوية من الجانب القطري. هذه الاتهامات جاءت في وقت حساس، حيث تلعب قطر دور الوسيط في مفاوضات تهدئة بين إسرائيل وحركة “حماس”. في المقابل، رد دبلوماسي قطري كبير بوصف تلك الاتهامات بأنها “أكاذيب وهراء غير مسؤول”، مشيرًا إلى أن المساعدات الإنسانية التي تقدمها قطر إلى غزة تمر عبر إسرائيل وتخضع لمراقبتها.
الرد القطري
ردت قطر بشدة على الاتهامات التي وجهها يائير نتنياهو، حيث صرح دبلوماسي قطري لمواقع عبرية بأن كلمات يائير نتنياهو هي “أكاذيب وهراء غير مسؤول”، مضيفًا أن هذه التصريحات في هذه المرحلة الحساسة من المفاوضات لن تؤدي إلا إلى تعقيد الأمور.
أكد الدبلوماسي القطري أن المساعدات الإنسانية التي تقدمها قطر إلى غزة تُسلَّم دائمًا عبر إسرائيل وتحت المراقبة، نافياً أي اتهامات بأن قطر تتسبب في الاحتجاجات المناهضة لإسرائيل في الجامعات الأميركية. كما أوضح أن التبرعات التي تقدمها قطر للجامعات الأميركية هي لتغطية نفقات حرم تلك الجامعات في قطر، وليس لها علاقة بالاحتجاجات الأخيرة في الجامعات الأميركية.
وأشار الدبلوماسي إلى أن هذه الادعاءات الكاذبة لن تخفف الضغط عن أولئك الذين يفضلون مواصلة الحرب، مؤكداً على ضرورة التركيز على الجهود الدبلوماسية لحل الأزمات بدلًا من التصعيد بالاتهامات الباطلة.
التحريض ضد نتنياهو
بعد تعرض الرئيس الأميركي السابق، دونالد ترامب، لمحاولة اغتيال، هاجم يائير نتنياهو، نجل رئيس الوزراء الإسرائيلي، المعارضة في إسرائيل، داعيًا إلى وقف التحريض ضد والده خشية تعرضه لمصير مشابه، عبر حسابه الرسمي على منصة “إكس”، شن يائير هجومًا حادًا على المعارضة، مغردًا: “تحريض اليسار والإعلام ضد رئيس الوزراء نتنياهو يجب أن يتوقف هنا والآن”.
مخاوف من الاغتيال
قال المتحدث باسم حزب “الليكود”، غي ليفي، إن التحريض في الولايات المتحدة الذي أدى إلى محاولة اغتيال ترامب معتدل مقارنة بحملة التحريض الخطيرة ضد رئيس الوزراء نتنياهو.
أشار إلى أن حملة التحريض ضد نتنياهو مستمرة منذ ما يقرب من عامين، يقودها جنرالات سابقون وأعضاء من النخبة العميقة الجذور وقطاعات كبيرة من وسائل الإعلام الإسرائيلية، مضيفًا أن هذا التحريض ممكن بفضل الحصانة التي يتمتع بها المحرضون.
تهديدات وتحذيرات متزايدة
في هذا السياق، عرض سكرتير مجلس الوزراء الإسرائيلي، يوسي فوكس، مقاطع فيديو تظهر منتقدي الحكومة وهم يطلقون شعارات تحريضية ضد نتنياهو خلال الاجتماع الأسبوعي لمجلس الوزراء في القدس. تأتي هذه التطورات في ظل تزايد الغضب ضد نتنياهو، وسط تحذيرات من أن مثل هذه التهديدات في إسرائيل قد تؤدي إلى “اغتيال رئيس الوزراء”.
كما يواجه نتنياهو ضغوطًا داخلية كبيرة من أهالي الأسرى المحتجزين في قطاع غزة لإبرام اتفاق مع حماس، في حين يهدده وزراء اليمين بالانسحاب من حكومته إذا فعل ذلك.
القسام والبحث عن يائير
نشرت كتائب “القسام”، الجناح العسكري لحركة “حماس”، الأسبوع الماضي رسالة من قناص في صفوفها، تضمنت مشاهد لقنص جندي إسرائيلي في منطقة الصناعة بحي تل الهوى بمدينة غزة. وقد عرض الإعلام العسكري في “القسام” مقطع فيديو يظهر فيه رصد الجنود الإسرائيليين، ثم يظهر القناص وهو يقول: “أبحث عن يائير، ابن نتنياهو (رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو) منذ مدة لأضع طلقة في رأسه تفجر جمجمته، لكن البحث يبدو دون جدوى. بالتأكيد لم يرسل نتنياهو ولده إلى الجحيم وأرسل هؤلاء الأغبياء لحتفهم، لذا فهم يستحقونها”.
وأظهر الفيديو تعيين القناص على جنود إسرائيليين بمنظاره، ثم إطلاقه النار على أحدهم، مما أدى إلى سقوط الجندي. هذه التطورات تبرز مدى تعقيد المشهد في الشرق الأوسط، حيث تتشابك القضايا الأمنية والسياسية، وتتصاعد حدة الخطاب والتحريض، مما يضع المنطقة برمتها على حافة تصعيد جديد قد تكون له تداعيات واسعة النطاق.
لمزيد من الأخبار زوروا موقعنا: الوسط العربي وللتواصل الاجتماعي تابعنا على فيسبوك الوسط العربي