أخبارالعرب وافريقياعاجل

من زعيم عصابة بجنوب إفريقيا إلى وزير للعلوم والثقافة والفنون

تقرير: ألفت مدكور

بدأ جايتون ماكنزي الذي عين مؤخرًا وزير للرياضة والثقافة والفنون في جنوب إفريقيا، رجل عصابات وسارق بنوك ثم تحول فيما بعد إلى مالك ملهى ليلي قبل أن يدخل معترك السياسة كمعارض بارز فيما بعد.

يتمتع ماكينزي بخفة الظل، وأحد ابرز رُود السوشال ميديا نشر علي حسابه في موقع اكس عقب تعيينه وزير من قبل الرئيس سيريل رامافوسا، صورة له وهو يرتدي حذاء كرة قدم، و كتب مازحًا: “شكرا لجميع رسائل التهاني، سأرد قريبا فأنا مشغول الآن بالتحضير، لدي عمل لأقوم به”.
بعد ثلاثة أيام من تعينه في المنصب الجديد، وإثناء أدائه اليمن الدستورية أمام الرئيس، أضحك ماكينزي الحضور، بمن فيهم الرئيس، عندما طلب منهة رئيس القضاة الجلوس قال الوزير: “آخر مرة طلب مني قاضٍ الجلوس، جعلني أجلس لمدة 10 سنوات”.
يبلغ ماكينز من العمر 50 عاما وشغل زعيم حزب التحالف الوطني وعين وزير في حكومة ائتلاف وطني بالبلاد بعد خسارة حزب المؤتمر الوطني الإفريقي الأغلبية في البرلمانية في الانتخابات التى اجريت فى 29 مايو/أيار الماضي.
استطاع ماكينزي التغلب على الشدائد لتحقيق النجاح، فكان أول عملية سرقة له لبنك وهو في عمر 16 عاما، ثم أصبح، مجرما متكاملاً وانضم للعصابات المسلحة، قضى سبع سنوات في السجن، وتعهد التغيير بعد الإفراج المبكر عنه.
وشارك، صديقه المقرب من السجن كيني كونيني في العديد من الأعمال التجارية في مجال التعدين بزيمبابويو النوادي الليلية في جنوب أفريقيا .
أُطلق عليه لقب “ملك السوشي” أثناء احتفاله بعيد ميلاده الأربعين بعد أن قدم السوشي على أجساد بعض النساء اللواتي يرتدين ملابس داخلية فقط في حفلة الاحتفال بيوم مولده في ملهى ليلي في ضاحية راقية في جوهانسبرغ، المدينة الرئيسية في جنوب أفريقيا، ما تسبب في غلق الملهي التابع له بحجة عدم دفع تكلفة الإيجار و الكهرباء وأغلقت نوادي أخري تابعة له.

جايتون ماكنزي
جايتون ماكنزي

اهتمامه ماكنيزي بالسياسة

بعد غلق النوادي التابعة له اهتم ماكينزي بالعمل السياسي وعين نائبا لحزب التحالف الوطني عام 2013، وحقق نجاحا ملحوظًا فقد حصل دعم وتأييد مجتمع الملونين، كما يُعرف الأشخاص من العرق المختلط في جنوب أفريقيا، حصد الحزب نسبة 8% من نسبة الأصوات بالانتخابات الوطنية الإقليمية.
وأعلن ماكنيزي أن حزبه هو الوحيد ادخل مختلطو العرق إلي البرلمان من خلال التحالف الوطني، قائلا:” نحن الحزب الوحيد الذي يأخذ جميع الأعراق إلى البرلمان”.
ماكينزي بأسلوب “شجاع”، يجذب الجماهير حيث يرغب الناس ان يحظوا بأشخاص من خلفيتهم الاجتماعية والثقافية يشبههم ، لكنه له موقف مناوئ للمهاجرين الذين يحاولون الدخول إلي جنوب إفريقيا وكان موقفه الرافض للمهاجرين سببًا فى حصوله علي أصوات عالية فى الانتخابات.
عندما بدأ الرئيس فى إجراء مفاوضات حول تشكيل حكومة ائتلافية، أعلن ماكينزي علنا أنه يريد أن يدير نائبه وزارة الشؤون الداخلية، المسؤولة عن الهجرة وطلب حقيبة الشرطة لنفسه، لافتًا حياته السابقة كمجرم تعني أن لديه القدرة علي معالجة معدلات الجريمة المرتفعة في البلاد، قائلا:” لا أحد من السياسيين الآخرين مجهز للتعامل مع العصابات، ومع معدلات القتل التي نراها، لذا جنوب أفريقيا بحاجة لي”.
وعندما لم يتحقق طلبه بالحصول على حقيبة الشرطة لم ييأس وإعادة بمطالبته لكن هذه المرة كانت بحقيبة الرياضة وكتب علي صفحته فيسبوك: “هناك وعد واحد قطعته: سأجعل الدرفت [دوران السيارات] واحدة من أكبر الرياضات في جنوب إفريقيا تتضمن قيادة المركبات في دوائر وصعود السائق للخارج لأداء حركات بهلوانية.

برنامجه الوزاري

وعد ماكينزي بأن يجعل ممارسة الدرفت أكثر أمانا، والسعي في إبعاد الشباب عن العصابات والمخدرات، مبينا أن الشاب الذي لديه اهتمام بالرياضة ليس لديه اهتمام بالمخدرات والعصابات.
ويعد تعيين ماكينزي في الائتلاف الحكومي عمل محفوف بالمخاطر سياسيًا ، حيث يخضع للتحقيق معه من حكومة كيب الغربية، التى تخضع لسيطرة حزب التحالف الديمقراطي، المنافس السياسي الشرس للتحالف الوطني رغم كونهم شركاء في الحكومة الجديدة.
كما اتهم ماكينزي العام الماضي أثناء توليه منصب عمدة كاروي المركزية، بعدم تقديم حسابات لمبلغ 3 ملايين راند (161,000 دولار) تم جمعه في عشاء فاخر في عام 2022 لتحسين الخدمات العامة.
وقبل أسابيع فقط من ترشيحه بالحكومة أمرته محكمة الشهر الماضي بالإفصاح عن سجلات مالية معينة للمحققين ووصف حزبه الحكم بأنه “معيب”، ورحب به التحالف الديمقراطي، قائلاً :”إن ماكينزي “سيتعلم قريبا أن الفساد لا ينفع” ، وحرض ضده بالتظاهر الأسبوع الماضي للضغط عليه، للمطالبة بإجابات حول هذه الأموال.

 

 

لمزيد من الأخبار زوروا موقعنا: الوسط العربي وللتواصل الاجتماعي تابعنا على فيسبوك الوسط العربي

زر الذهاب إلى الأعلى