القائد الفلسطيني “صلاح خلف” أبو إياد.. صاحب شخصية مركزية تجاوزت الحدود الفلسطينية 

كتبت: نجوى إبراهيم

المناضل “صلاح خلف “من أشهر القادة الفلسطنيين، كان دائماً يقف مع الأحداث التي تؤدي في النهاية لتحرير فلسطين وتخدم مصالح شعبه الذى يحيا فى الارض المحتلة أو يعيش متفرقا فى البلاد العربية المجاورة، يسعى دائما إلى الوحدة العربية ويرفض تأييد المواقف التى تفرق شعبها وتحطم تضامنها، تمتع “أبو إياد”بمواهب متعددة وذكاء فطرى وقدرة فائقة على إصدار لقرارات واتخاذ مواقف قادرة على إرضاء جميع الاطراف المتنازعة ..كانت مواقفه لصالح الأمة العربية جميعها، ذكاءه الفطرى ساهم كثيرا فى أن يكون صاحب شخصية مركزية تجاوزت الحدود الفلسطينية، تميز بالتخطيط البارع لمواجهة الكيان الصهيونى بكل مهارة وبسالة ,فضلا عن قدرته الفائقة على صياغة التوجهات والاستراتيجيات و بناء التحالفات و إدارة التفاوض بشكل فائق الحكمة وتميزت شخصيتة بالصلابة والقوة والعزيمة، إلى جانب تميزه بالسلاسة والمحبة والمرونة في التعامل مع الكادر التنظيمي، وكان له قدرات خطابية وحوارية بارعة في أسر الجماهير.

يعتبر “صلاح خلف” أهم منظرى الفكر الثورى لحركة فتح حتى إنه لقب “بتروتسكى” فلسطين ..كان أول من طرح فكرة الدولة العلمانية في فلسطين، التي يتعايش فيها الأديان الثلاثة (المسلمون والمسيحيون واليهود) متساوون في الحقوق والواجبات.

تأسيس جهاز الرصد الثوري

كان أبرز مؤسسي “جهاز الرصد الثورى “..فهو الذى أرسل الكادر الأول لهذا الجهاز الأمنى إلى القاهرة ..وطلب من المخابرات العامة المصرية التدريب واعطاء محاضرات على كيفية قيادة الجهاز الأمني, وقواعد الأمن, والمكافحة, وجمع المعلومات وتحليلها, وغيرها من الدروس الأمنية, وتولى التدريس نخبة رائعة في جهاز المخابرات المصرية, وفى هذا السياق تم تشكيل مكتب للمخابرات المصرية في عمان أحد مهامه الأساسية العلاقة الأمنية مع الأمن الفلسطيني وتقديم الخبرات والمشورة.

نجح هذا الجهاز في مد القيادة بأدق وأثمن المعلومات السرية, وأطلقها على تفاصيل المخططات والمؤامرات التي كانت تدبر لها, وكشف العديد من محاولات الاغتيال والتصفيات التي خططت ضد قيادتهم, كما قامت دائرة مكافحة التجسس بحماية الحركة من محاولات الجهاز الأمني الإسرائيلي اختراق صفوف الحركة وقواعد الفدائيين. وحماية الشعب الفلسطيني في الضفة والقطاع من التقارير الكيدية التي كانت نصل إلى الجهاز عن العملاء والمتعاملين مع الموساد ,وكانت مهمة الجهاز فرز التقارير الكيدية واستدراج العملاء إلى الأردن, وكان للجهاز دوراً في تصفية كافة المنظمات الفلسطينية التي أنشأتها أجهزة المخابرات العربية للقيام بأعمال مسيئة للنضال الفلسطيني وضرب العلاقة بين فتح والشعب الأردني.
وبالرغم من الامكانيات المتواضعة للجهاز إلا انه استطاع أن يصل به إلى أرقى المستويات سواء الاقليمى أو العالمي، وذلك باعتراف خبراء الأمن في العالم..كما إنه وصل بالعمل الخارجي مرتبة نافس فيها الموساد الاسرائيلى أو السى آى ايه الامريكية أو الكى جى بى السوفيتي.
بعد اندماج حركة فتح ومنظمة التحرير الفلسطينية برز اسم “صلاح خلف” عضو اللجنة المركزية لفتح، ثم مفوض جهاز الأمن في فتح، ثم تولى قيادة الأجهزة الخاصة التابعة للمنظمة.وسطع اسمه ليصبح الرجل الثانى لحركة فتح وهذا ما جعله يتعرض للعديد من محاولات الاغتيال التي نجا منها بفضل يقظته ودرايته..
أحداث أيلول الاسود.
عندما تمركزت المقاومة الفلسطينية وزادت استخدام السلاح كان هدف الملك حسين ملك الاردن نزع سلاح,وخروج المقاتلين الفلسطينيين الموجودين فى الأردن لشن عمليات ضد إسرائيل..وعندما علم أبو إياد ذلك رد متحمسا على رئيس وزراء الادرن وقتها ” وصفى التل “قائلا : “نعم سنخرج لأننا شرفاء ولا نريد قتل الشعب أو اندلاع حرب أهلية”.
وعندما خرج المقاتلون الفلسطينيون من عمان، طوق الجيش الأردنى جبال جرش التى وجه أيها االقوات وفقا لقرار “أبو إياد ” فجرت مذبحة جديدة للقوات الفلسطينية، و قرر “أبو إياد” الانتقام من العاهل الأردنى الملك حسين وأعوانه.
قاد “أبو إياد” منظمة أيلول الاسود وهى منظمة فلسطينية تشكلت للرد على المذبحة التى لحقت بالقوات الفلسطينية عام 1970 “حين تصادم الجيش الاردنى مع منظمة التحرير الفلسطينية والمقاتلين الفلسطينيين.
قام “أبو إياد ” بالعديد من عمليات أيلول الاسود حيث قاد بنفسه نقل الأسلحة التي استخدمها المنفذون في عملية ميونخ ,وعندما اتخذت اللجنة قراراً بوقف تلك العمليات التزم أبو اياد لهذا القرار، وتم توزيع عناصره وضمها إلى العمل داخل تنظيم فتح.
ورغم ارتباط هذه المنظمة باسمه فكان رئيسها إلا أنه نفى ي علاقة له بها لاعتبارات سياسية .. وجاء ذلك فى كتابه” فلسطينى بلا هوية” الذى أصدره عام 1978 ,وكان عبارة عن سلسلة من اللقاءات مع الصحفي الفرنسي أريك رولو .

لمزيد من الأخبار زوروا موقعنا: الوسط العربي وللتواصل الاجتماعي تابعنا على فيسبوك الوسط العربي