واشنطن تدفع للتطبيع بين السعودية وإسرائيل.. والرياض تفرض 3 شروط
تقرير: علي الجابري
في تصريحاته الأخيرة، كشف الرئيس الأمريكي جو بايدن عن الشروط التي ترغب السعودية في تحقيقها مقابل تطبيع العلاقات مع إسرائيل، وهي شروط تتنوع بين الضمانات الأمنية والطاقة النووية، وحل القضية الفلسطينية.
الإدارة الأمريكية، بقيادة بايدن، تسعى بشكل حثيث إلى تحقيق هذا التطبيع، وتعتبره فرصة لإحداث تغيير جذري في ديناميكيات المنطقة، بالإضافة إلى ذلك، فإن الضغوط السياسية الداخلية في الولايات المتحدة تضغط بقوة لإنجاز هذا التطبيع باعتباره يمثل إنجاز دبلوماسي لإدارة بايدين، يعول على تأثيراته في الساحة الانتخابية المقبلة أمام غريمه الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب.
شروط السعودية للتطبيع مع إسرائيل:
في تصريحاته الأخيرة، كشف الرئيس الأمريكي جو بايدن عن الشروط التي ترغب السعودية في تحقيقها مقابل تطبيع العلاقات مع إسرائيل. هذه الشروط هي:
1. ضمانات أمنية من الولايات المتحدة: تريد السعودية تأكيدات بأن الولايات المتحدة ستزودها بالأسلحة في حال تعرضها لهجوم من دول عربية أخرى مجاورة، مع الإشارة إلى إيران بشكل غير مباشر.
2. إقامة منشأة نووية مدنية: تطلب السعودية من الولايات المتحدة إنشاء منشأة نووية مدنية في أراضيها، بحيث يديرها الجيش الأمريكي، وذلك لدعم السعودية في الابتعاد عن الاعتماد على الوقود الأحفوري.
3. الموقف السعودي المبدئي بشأن القضية الفلسطينية: السعودية ترفض تطبيع العلاقات مع إسرائيل ما لم توافق الأخيرة على اتخاذ خطوات تؤدي إلى قيام دولة فلسطينية مستقبلية، وهو شرط يعارضه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بشدة.
وأشار بايدن إلى أن اعتراف السعودية المحتمل بإسرائيل سيمثل تغييرا كبيرا في قواعد اللعبة في المنطقة، مؤكداً أهمية حل الدولتين وضرورة تطبيقه.
دلائل استعجال أمريكا للتطبيع السعودي الإسرائيلي:
يبدو أن إدارة الرئيس جو بايدن تسعى جاهدة لتحقيق ما تعده إنجاز دبلوماسي كبير يتمثل في تطبيع العلاقات بين السعودية والكيان الإسرائيلي الغاصب، وذلك لأسباب متعددة تتعلق بالسياسة الداخلية والخارجية للولايات المتحدة. فيما يلي بعض الدلائل التي تشير إلى استعجال أمريكا في هذا الصدد:
1. تصريحات وزير الخارجية الأمريكي:
أعلن وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، خلال المنتدى الاقتصادي العالمي في الرياض، الذي انعقد في أبريل الماضي، أن “جهود العمل الثنائي السعودي الأمريكي المرتبط بتطبيع علاقات الرياض مع إسرائيل باتت قريبة جدا من الاكتمال”.
أشار بلينكن إلى ضرورة “خفض التصعيد” في غزة، معترفاً بصعوبة المهمة، وهو ما يعكس حاجة الإدارة الأمريكية لتحقيق تقدم سريع في مسار التطبيع.
2. استحقاقات الانتخابات الرئاسية الأمريكية:
تسعى إدارة بايدن إلى تحقيق إنجاز دبلوماسي كبير يشكل العنوان الرئيسي لحملته الانتخابية، وذلك في ظل اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية في نوفمبر المقبل.
تحقيق التطبيع بين السعودية والكيان الغاصب يمكن أن يُحسب في رصيد بايدن السياسي ويُوظف لمنافسة غريمه الجمهوري دونالد ترامب.
3. تصريحات بلينكن حول وقف إطلاق النار:
أكد بلينكن في تصريحاته بالرياض على أهمية وقف إطلاق النار في غزة وإطلاق سراح المختطفين، مما يدل على رغبة الإدارة الأمريكية في تهدئة الوضع الإقليمي لتمهيد الطريق أمام التطبيع.
وصف بلينكن اتفاق الهدنة المقترح وقتها بأنه “سخي جدا”، مشيراً إلى أن خفض التصعيد سيكون أمراً إيجابياً، وهو ما يعكس مساعي واشنطن لتحقيق الاستقرار كشرط أساسي للتطبيع.
4. التحديات السياسية والدبلوماسية:
تدرك واشنطن أن الظروف الحالية في الشرق الأوسط معقدة، وأن السعودية ليست في عجلة من أمرها لإتمام عملية التطبيع ما لم يتوقف القتال في غزة ويتم وضع معالم لحل سياسي مقبول للقضية الفلسطينية.
بالرغم من ذلك، تبدو الإدارة الأمريكية مصممة على ممارسة ضغوط كافية على الأطراف المعنية لتحقيق هذا الهدف قبل فوات الأوان على المستوى الانتخابي.
من خلال هذه الدلائل، يتضح أن إدارة بايدن تسعى لتحقيق التطبيع السعودي مع الكيان الإسرائيلي الغاصب في أقرب وقت ممكن، مستخدمة كافة الأدوات الدبلوماسية والسياسية المتاحة لضمان تحقيق هذا الإنجاز الذي ترى أنه يعزز موقفها في الانتخابات الرئاسية المقبلة.
لمزيد من الأخبار زوروا موقعنا: الوسط العربي وللتواصل الاجتماعي تابعنا على فيسبوك الوسط العربي