شخصيات عربيةعاجل

القائد الشهيد “أبو إياد” .. الرجل الثاني والعقل المدبر لحركة فتح

 

كتبت: نجوى إبراهيم

كانت المسيرة النضالية للقائد الفلسطيني “صلاح خلف” المعروف بأبو إياد، سببا فى نهايته ووضع الخطط والمؤامرات لاغتياله، فهو الرجل الثاني والعقل المدبر لحركة فتح القادر على صياغة التوجهات والاستراتيجيات وبناء التحالفات وإدارة التفاوض بشكل فائق الحكمة، فكان يطلق عليه الرجل الخطير و”جارنج فلسطين” نسبة للدبلوماسي السويدي المشهور جارنج, كما أنه استطاع تأسيس جهاز الرصد الثوري الذى فاق جهاز الموساد، كل ذلك كان يؤرق الجانب الإسرائيلي.

لذلك قررت إسرائيل وضع نهاية لذلك الرجل الخطير بحركة فتح ومنظمة التحرير الفلسطينية “أبو إياد”  حيث نجحت فى اغتياله في 14 يناير عام 1991 بتونس.

انتقاله إلى لبنان

بعد أحداث أيلول الاسود انتقل أبو إياد مع رفاقه فى القيادة والثورة الفلسطينية إلى لبنان فشارك فى قيادة العمليات طوال سنوات الحرب اللبنانية.
كرس نشاطه أثناء وجوده فى لبنان منذ عام 1971 على بناء وتعزيز جهاز أمنى قوى للثورة الفلسطينية ونشط فى جمع المعلومات الأمنية والإستخبارية، أقام شبكة علاقات مهمة مع عدة جهات استخبارية في العالم في إطار النضال الذي تقوده منظمة التحرير الفلسطينية، كما شارك “أبو أياد ” في قيادة عمليات الدفاع عن الثورة الفلسطينية خلال الحرب الأهلية اللبنانية عام 1975 وحتى عام 1982، شارك هو وقادة فتح ومنهم “ياسر عرفات “و”خليل الوزير “و”سعد صايل” في قيادة قوات الثورة أثناء الحصار الإسرائيلي لبيروت الذى استمر قرابة 90 يوما عام 1982، وغادر بيروت في أغسطس 1982.

صلاح خلف برفقة ياسر عرفات
صلاح خلف برفقة ياسر عرفات

انتقل “أبو إياد مع بعض المقاتلين والقادة الفلسطينيين من بيروت إلى تونس، واصل هناك نشاطه النضالى وتحمل مسئولية الجهاد من أجل تحرير وطنه فلسطين، فكان مشرفا على جهاز الرصد الثوري، وصل الجهاز فى عهده لأعلى درجات المهنية، كما واصل دوره السياسى البارز فى الثورة الفلسطينية.

موقفه من التفاوض مع إسرائيل 

رغم مشاركته فى الانتفاضة الفلسطينية الأولى عام 1987 إلا إنه كان داعما لمبدأ التفاوض مع إسرائيل شأنه شأن التيار السائد داخل فى حركة فتح، وقبل الاعتراف بدولة اسرائيل من أجل قيام دولة فلسطين في المناطق التي يمكن أن تحرّر.

موقفه من حزب البعث السوري ونظام صدام حسين

كان “أبو إياد” رافضا لمحاولات حزب البحث الثوري للتدخل في منظمة التحرير عبر الجناح الموالي له، وكذلك التدخل السوري في لبنان، كان من أشد المعارضين لحافظ الأسد وكذلك سياسات الرئيس العراقى “صدام حسين”.

رغم ذلك إلا أنه احتفظ بعلاقات وطيدة مع السلطة المحلية فى تونس خاصة مع قيادات الأمن والمخابرات والحزب الحاكم، كما كانت له علاقات طيبة مع الصحفيين فى تونس.
وفى مذكراته روى الصحفى التونسى “ماهر عبد الرحمن :” كانا الشهيدان خليل الوزير (أبو جهاد)، نائب القائد العام لقوات الثورة ومهندس الانتفاضة الفلسطينية الأولى، وصلاح خلف (أبو إياد) رئيس جهاز المخابرات من أنظف القياديين الفلسطينيين ممن لا تراهم في أيّ سهرات خارج بيوتهم..وأكد أن القائد أبو إياد كان يشعر بالغربة فى تونس.

موقفه من المفاوضات

روى الصحفى “ماهر عبد الرحمن ” عن موقف “أبو إياد” حول المفاوضات مع إسرائيل بدايةً من 1988 بقوله: “كانت منظمة التحرير، قد بدأت باحتشام أولى المفاوضات السرية غير المباشرة مع إسرائيل.

انعقد مجلسها الوطني في الجزائر، الذي أعلن قيام الدولة الفلسطينية، كانت هناك لتغطية الحدث للتلفزيون التونسي. 

ظل صلاح خلف، رغم تشدده، يتحدث عن السلام وضرورة التفاوض لكن في إحدى المرات كان غاضباً جداً لمقتل فلسطينيين في الضفة الغربية على أيدي جنود الاحتلال، فضرب بيده آلة التسجيل التي أمامه لإيقافها وقال: “والله لا يستأهل هؤلاء الجنود الصهاينة إلا الذبح لما يفعلونه في أهلنا. لا سلام ولا مفاوضات ولا بطيخ ثم تمالك نفسه وطلب الاستمرار في التسجيل”.

محاولات اغتيال فاشلة

فشل جهاز الموساد الإسرائيلي في محاولاته العديدة لاغتيال “أبو إياد” لسنوات طويلة، لكنه نجح في يوم 14 يناير1991 على يد أحد عملاء جماعة تابعة لجهاز “الموساد” واغتيل معه هايل عبد الحميد “أبو الهول” عضو اللجنة المركزية لـ”فتح”، والمناضل فخري العمري، وجاء الاغتيال فى ظل ظروف صعبة تعيشها الأمة العربية بسبب الغزو العراقى للكويت.

 

 

 

لمزيد من الأخبار زوروا موقعنا: الوسط العربي وللتواصل الاجتماعي تابعنا على فيسبوك الوسط العربي

زر الذهاب إلى الأعلى