شخصيات عربيةعاجل

القائد الفلسطيني “صلاح خلف” .. حمل عبء النضال الوطني وسقط شهيدًا برصاص تجار القضية

 

كتبت: نجوى إبراهيم

القائد الفلسطيني “صلاح خلف” الذي اشتهر باسمه الحركي “أبو إياد” واحدًا من الرموز، الذين حملوا عبء القضية الفلسطينية، حملوا لواء الشجاعة، كان الهم الأكبر لديهم تحرير الشعب الفلسطينى وحصوله على أبسط حقوقه وهو أرضه وتحطيم مقولة شعب بلا وطن.
لم يكن القائد صلاح خلف باحثا عن منصب بل جاءت له الزعامة منقادة إليه دون سعى منه، كانت قدرته الخطابية تلهب حماس المقاتلين وتحثهم على المقاومة، كان صادقا فى القول لا يخاف فى الحق لومة لائم يقول الحقيقة فى وجه الزعماء والوزراء ولا يخشى من العواقب ..تمنى السلام المتوازن الذى يضمن حق شعبه وقيام دولته ..كان مدرك تماما عمق الهوة بين الفلسطيني و”أرض إسرائيل الكاملة”
سقط أبو إياد شهيدا عام 1991 برصاص تجار القضية الفلسطينية بعد أن ترك إرثاً حافلاً بالنضال يجعله خالدا في ذهن الفلسطينيين الأحرار.

فلسطيني بلا هوية

ترك لنا أبو إياد أيضا كتاب “فلسطيني بلا هوية” الذى صدر عام 1978، الكتاب عبارة عن مجموعة من اللقاءات التي قام بها المؤلف الفرنسي أريك رولو مع صلاح خلف، وفيها نقاش ساخن حول التاريخ الفلسطيني، وفترة الكفاح المسلح، ويسلط الضوء على تعامل الأنظمة العربية مع القضية الفلسطينية، وكيف تعاملوا مع “الفلسطيني” الذي ترك بلده مهجرًا..كما إنه يتضمن تحليل سيكولوجية الشعب الفلسطيني، وطرق المقاومة الفلسطينية عبر التاريخ.

كتاب فلسطيني بلا هوية
كتاب فلسطيني بلا هوية

يناقش الكتاب هوية المواطن الفلسطيني ويجيب عن عدة تساؤلات منها :هل أخطأ المواطن الفلسطيني حينما وثق في الأنظمة العربية؟ وهل يخطئ الآن حينما يطالب العرب بالنهوض والدفاع عن فلسطين؟ ..ظلت هذه الإشكالية مستمرة منذ بداية احتلال فلسطين، وظهرت بشكل جلي بعد نكبة عام 48 ونكسة عام 67، حيث شُرّد الفلسطينيون وصاروا بلا أرض ولا هوية..

اغتيال الرجل الأخطر في فتح

تقلد القائد “أبو إياد” العديد من المناصب القيادية فى حركة فتح ..كان أبرزها رئاسة جهاز الأمن الموحد للثورة الفلسطينية أو ما يعرف بأمن منظمة التحرير الفلسطينية..وكان ذلك سببا لتعرضه لمحاولات اغتيال عديدة على أيدي الموساد الإسرائيلي وباءت هذه المحاولات بالفشل إلى أن طالته يد الغدر فى 14 يناير 1991 مع القادة القادة هايل عبد الحميد (أبو الهول) عضو لجنة مركزية، وفخري العمري مدير مكتبه وذلك في قرطاج/ تونس.
تمت عملية الاغتيال في ظل الظروف الصعبة التي تعيشها الأمة العربية بسبب الغزو العراقي للكويت، توافد قوات حلف الأطلنطي على منطقة الخليج العربي بدعوى الاستعداد لتحرير الكويت من الاحتلال العراقي.
كانت إسرائيل تريد التخلص من هؤلاء القادة الفلسطينيين فى ظل تلك الأزمة خوفا من استغلال هؤلاء القادة تلك الاحداث لصالح القضية الفلسطينية ..نظرا لما عرف عنهم من قدرتهم على التخطيط السليم لاستغلال الأحداث والظروف لصالح قضيتهم.

كان صلاح خلف وزملاؤه من أبرز القادة الفلسطينيين الذين من يتمتعون برؤية استشرافية للمستقبل، ويجيدون قراءة الأحداث وتداعياتها وتوظيفها لصالح القضية الفلسطينية في مواجهة المطامع اليهودية، كما أحست إسرائيل بالخطر الذي يهددها أثناء تلك تلك الحرب باضافة إلى تخوفها من العمليات الانتقامية التي تنفذها المقاومة الفلسطينية ضد قوات الاحتلال ، ولذلك أرادت أن تقضي على تلك الشخصيات القيادية قبل أن تخرج أفكارها للنور وتكون ضد مصالح إسرائيل.

موقفه من الأزمة العراقية الكويتية

تنقل الروايات عن “أبو إياد” قوله إبان الأزمة العراقية الكويتية، إنه دائماً يقف مع الأحداث التي تؤدي في النهاية لتحرير فلسطين المحتلة، وتخدم مصالح الشعب الفلسطيني الذي يعيش في أرضه المحتلة أو يعيش متفرقاً بين الشعوب العربية المجاورة، ولكنه لا يؤيد الأحداث الخاصة التي تؤثر على الأسرة العربية الموحدة، وتحطم تضامنها”.

منفذ العملية

اغتيل “أبو إياد” فى تونس وحملت اإسرائيل مسئولية الحادث ..وكان المنفذ العميل “حمزة أبو زيد أحد التابعين “لصبرى البنا “المعروف باسم “أبو نضال” .


اقتحم “حمزة أبو زيد” المنزل وكان معه القيادي هايل عبد الحميد المعروف بأبو الهول والقيادى أبو محمد العمرى الملقب ب “فخرى العمرى”وكان الثلاثة يعقدون اجتماعا في منزل أبو الهول، كان “حمزة” أحد أفراد طاقم الحراسة للشهيد أبو الهول وفتح عليهم النيران إلى أن سقطوا شهداء.

من يقف وراء مخطط عملية الاغتيال؟

خسرت وقتها الثورة الفلسطينية ثلاثةً من كبار قادتها برصاص فلسطيني وتخطيط مازالت الأيام تأبى كشف تفاصيله كلها، لكن انطلقت التحليلات والتخمينات في توزيع الاتهامات بين الموساد وأجهزة المخابرات العربية حول مَن يقف خلف إنهاء حياة الرجل الثاني في منظمة التحرير ورئيس جهاز أمن الثورة الموحّد…تحدثت مصادر أن عملية الاغتيال كانت بتوجيه من الرئيس العراقى صدام حسين وذلك بسبب مشادات عنيفة حصلت بينهما عندما طلب منه عدم زج اسم القضية الفلسطينية فى حربه مع الكويت حيث عمل أبو إياد جاهداً في آخر أيامه على النأي بالملف الفلسطيني عن التناقضات العربية.

لكن فى النهاية أيا كان المخطط ومن يقف وراءه فقد رحل الرجل الأخطر فى حركة فتح بعدما وجه ضربات أوجعت العدو كثيرا فى كل مكان ينزل فيه يوجه ضربانه لاسرائيل فى الارض المحتلة والاردن وميونخ وتونس وأيضا بيروت ..
تمت محاكمة منفذ العملية واعدامه بعد اعترافه بالقيام بالعملية أمام سلطات التحقيق التونسية ومحكمة الثورة الفلسطينية ونفّذ الحكم فيه بعرض البحر قبالة السواحل اليمنية لتستقر جثته في القاع، فيما رقد القادة الثلاثة، أبو إياد وأبو الهول وفخري العمري، في مقبرة الشهداء بتونس.

تكريمه

تم تكريم الشهيد أبو إياد من قبل السلطة الفلسطينية حيث أطلقت اسم خلف على مدرسة في طولكرم فى سبتمبر عام 2016.

قال محافظ طولكرم وقتها إن المدرسة سميت باسم “الشهيد صلاح خلف تخليدا لذكرى هذا المناضل الوطني الكبير”.

 

 

 

 

لمزيد من الأخبار زوروا موقعنا: الوسط العربي وللتواصل الاجتماعي تابعنا على فيسبوك الوسط العربي

زر الذهاب إلى الأعلى