الاتهامات الحوثية للسعودية وتداعياتها في الصراع مع إسرائيل
تقرير: علي الجابري
شهدت الساحة الإقليمية تصعيدًا خطيرًا منذ بدء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، حيث سعت الجماعة الحوثية إلى استغلال الصراع لتوجيه رسائلها ضد الولايات المتحدة وإسرائيل، بهدف تحقيق مكاسب سياسية ضد خصومها الداخليين والإقليميين وتعزيز نفوذها في المنطقة.
وباستخدام التصعيد العسكري كأداة، تهدف الجماعة إلى تهديد المملكة العربية السعودية، في محاولة لثنيها عن اتخاذ أي إجراءات ضد الحوثيين وحثها على إبرام سلام يسمح للحوثيين بالسيطرة على السلطة في اليمن وتخفيف أزمتهم الاقتصادية.
الاتهامات الحوثية للسعودية
• الاتهام بالتصعيد الاقتصادي:
نتهم المملكة بفرض إجراءات اقتصادية ضد الحوثيين من خلال قرارات بنك عدن المركزي، بهدف ثنيهم عن التصعيد ضد إسرائيل وأمريكا.
• دعم إسرائيل اقتصاديًا:
تُتهم المملكة بدعم إسرائيل عبر الجسر البري لإنقاذها من الحصار الحوثي على ميناء إيلات.
• التطبيع مع إسرائيل:
تزعم الاتهامات الحوثية أن المملكة تسعى لتوثيق علاقاتها بإسرائيل على حساب القضية الفلسطينية وقطاع غزة.
• التنسيق الإسرائيلي السعودي:
تُتهم المملكة بالتنسيق مع إسرائيل قبل تنفيذ الضربة على ميناء الحديدة.
• إتاحة معلومات استخباراتية:
تُتهم المملكة بتزويد إسرائيل بمعلومات استخباراتية حول اليمن.
• فتح المجال الجوي للطائرات الإسرائيلية:
تُتهم المملكة بالسماح للطائرات الإسرائيلية باستخدام مجالها الجوي لاستهداف ميناء الحديدة.
دلالات الاتهامات الحوثية للمملكة
• تبرير الهجمات: تُستخدم الاتهامات لتبرير أي هجوم حوثي على المملكة باعتباره دفاعًا عن النفس ضد التعاون السعودي-الإسرائيلي.
• جلب دعم إيراني: تسعى الاتهامات لجلب المزيد من الدعم العسكري والتسليحي الإيراني للحوثيين.
• تشديد القبضة الأمنية : تُستخدم الاتهامات لتصفية الخصوم تحت دعوى التعاون مع إسرائيل.
• إضعاف الشرعية اليمنية : تهدف الاتهامات إلى تصوير الشرعية اليمنية كمشاركة في مؤامرة إسرائيلية أمريكية، مما يضعف موقفها الوطني.
• الضغط على المملكة : تُستخدم الاتهامات للضغط على المملكة للاستجابة لمطالب الحوثيين بشأن السلام وتعويضاتهم الاقتصادية.
• وقف التصعيد الاقتصادي: تستخدم الاتهامات للضغط على المملكة لوقف التصعيد الاقتصادي ضد الحوثيين.
ردود الفعل حول الاتهامات
اتهامات الحوثيين والرد السعودي:
• الحوثيون يتهمون السعودية بالتنسيق مع إسرائيل لشن الهجوم على ميناء الحديدة، مع احتمال عبور الطائرات الإسرائيلية الأجواء السعودية.
• السعودية تنفي هذه الاتهامات، مؤكدةً أن أجواءها آمنة وغير قابلة للاختراق.
وسائل الإعلام الإقليمية:
• تقارير إقليمية مثل “واي نت نيوز” و”جيروزاليم بوست” تناقش احتمالية تنسيق الهجوم مع السعودية.
• بينما “الميادين” تؤكد نفي السعودية لأي تورط في الغارات، و”ملليت” يشير إلى تصريحات متناقضة حول استخدام الأجواء السعودية من قبل الطائرات الإسرائيلية.
منصة (X) والناشرون:
• مناقشات على منصة (X) تتساءل عن فتح السعودية لمجالها الجوي للطائرات الإسرائيلية، مع بعض المنشورات التي تشير إلى إمكانية التنسيق بين السعودية وإسرائيل لشن ضربات على اليمن.
التقارير الإعلامية المتباينة:
• تقارير متعددة من وسائل الإعلام مثل “وكالة أهل البيت للأنباء” و”ملليت” تقدم معلومات متناقضة حول دور السعودية في الهجوم الإسرائيلي، مع بعض التقارير التي تؤكد وجود تنسيق مع السعودية، بينما تنفي السعودية أي تورط.
ردود الفعل العامة:
• هناك انتقادات متنوعة للتقارير الإعلامية والتسريبات حول دور السعودية في الهجمات الإسرائيلية، مع تحذيرات من أن تسهيل مرور الطائرات الإسرائيلية عبر الأجواء السعودية قد يؤدي إلى ردود فعل سلبية على المنشآت النفطية السعودية.
دلالات التصعيد
• استعراض القوة العسكرية : تسعى الجماعة الحوثية إلى عرض قدراتها العسكرية والتسليحية، والتأكيد على تطورها التقني بهدف تهديد المملكة وضرب عمقها إذا أقدمت على التصعيد ضدها عسكريًا.
• إظهار الحوثيين كمقاومين: تستخدم الجماعة الصراع ضد إسرائيل لتعزيز صورتها كقوة مقاومة، في محاولة لكسب الشعبية على حساب المملكة التي تُتهم بالتعاون والتطبيع مع إسرائيل.
• تأليب الرأي العام ضد المملكة: تسعى الاتهامات الحوثية للمملكة بالتعاون مع إسرائيل إلى تأليب الرأي العام الداخلي ضد القيادة السعودية، وتقويض مكانتها في العالمين العربي والإسلامي.
• خلط الأوراق : تحاول الجماعة تصوير أي تصعيد من المملكة ضد الحوثيين كخدمة لمصالح إسرائيل، وخلط الأوراق في الصراع الإقليمي.
• إظهار الصراع كصراع ضد إسرائيل وأمريكا : تدعي الجماعة أن الصراع مع المملكة هو صراع ضد جبهة واحدة تضم إسرائيل وأمريكا، مما يهدف إلى تبرير انتهاكات الحوثيين الداخلية وشرعية استيلائهم على السلطة في اليمن.
سيناريوهات المستقبل:
• صراع طويل الأمد: تشير التقديرات إلى أن الغارات الإسرائيلية على ميناء الحديدة قد تؤدي إلى صراع طويل الأمد بين إسرائيل والحوثيين، مما يعني المزيد من الضربات المتبادلة.
• قواعد الاشتباك: أظهرت الضربة الإسرائيلية التزامًا بقواعد اشتباك معينة، مما يشير إلى صراع محسوب إلى حد كبير.
• حفظ ماء الوجه: تستفيد حكومة نتنياهو من فتح جبهة إقليمية جديدة لتوسيع الحرب بعد الفشل في تحقيق أهدافها المعلنة في غزة.
• استمرار التصعيد الحوثي: قد تستمر الجماعة في تصعيدها تدريجيًا، مع احتمال الإعلان عن المرحلة الخامسة من التصعيد ضد إسرائيل.
• الهجمات البحرية: تشير الهجمات الحوثية ضد إيلات والسفينة الأمريكية إلى استمرار الهجمات البحرية بالتوازي مع الهجمات النوعية ضد إسرائيل.
• توريط المملكة: على الرغم من النفي الرسمي، قد يحاول الطرفان الحوثي والإسرائيلي توريط المملكة في الصراع، مما يتطلب من المملكة صياغة موقف دبلوماسي قوي واستباقي.
استنتاجات
• من المرجح أن تكثف الجماعة الحوثية من استخدام الضربة الإسرائيلية ضدها كوسيلة لزيادة الهجوم الإعلامي على المملكة، وذلك للضغط على المملكة في المفاوضات.
• يمكن أن يؤدي الصراع مع إسرائيل إلى تأزم الموقف الداخلي اليمني، ويزيد من التصعيد المتبادل بين الشرعية والحوثيين.
• من المحتمل أن يعقد الصراع الإقليمي بين الحوثيين وإسرائيل تحقيق التسوية السياسية بين أطراف النزاع اليمني.
الاتهامات الحوثية للسعودية بتنسيق الهجمات الإسرائيلية وفتح المجال الجوي لطائراتها تشكل جزءًا من استراتيجية أوسع تستهدف إضعاف المملكة وتهديد استقرارها.
هذه الاتهامات تتضمن مزاعم بفرض إجراءات اقتصادية ضد الحوثيين، ودعم إسرائيل، والتطبيع معها، فضلاً عن التنسيق العسكري والاستخباراتي.
من الواضح أن الحوثيين يسعون إلى تبرير أي هجوم عليهم، والحصول على دعم إيراني إضافي، وضغط المملكة لتلبية مطالبهم، وتعزيز موقفهم في الصراع اليمني.
ردود الفعل حول هذه الاتهامات تتباين بين النفي الرسمي السعودي والتقارير الإعلامية المتناقضة، مما يعكس عدم وضوح الصورة بشأن دور المملكة. هناك أيضًا تحذيرات من أن أي تسهيلات لطائرات إسرائيلية قد تؤدي إلى عواقب سلبية على المنشآت النفطية السعودية.
تصعيد الحوثيين يعكس محاولة لعرض قوتهم وتعزيز صورتهم كمقاومين، وتأليب الرأي العام ضد المملكة، وخلط الأوراق في الصراع الإقليمي. السيناريوهات المستقبلية تشير إلى صراع طويل الأمد، استمرار التصعيد الحوثي، والهجمات البحرية، مما يتطلب من المملكة صياغة مواقف دبلوماسية قوية واستباقية.
ويبقى أنه من المحتمل أن تؤدي الضربة الإسرائيلية إلى تأزم الموقف الداخلي في اليمن، وقد تؤثر على جهود التسوية السياسية بين الأطراف المتنازعة. ستحتاج المملكة إلى استراتيجيات دبلوماسية متكاملة لمواجهة هذا التصعيد وحماية مصالحها في المنطقة.
لمزيد من الأخبار زوروا موقعنا: الوسط العربي وللتواصل الاجتماعي تابعنا على فيسبوك الوسط العربي