العراق يستورد الكهرباء من تركيا.. تعاون أم خضوع؟
تقرير: علي الجابري
بينما تعاني من نقص حاد في الطاقة، لجأت حكومة محمد شياع السوداني إلى استيراد الكهرباء من تركيا، التي تواصل احتلال أراضيها الشمالية.
وفي خطوة مثيرة للجدل، أعلنت حكومة “السوداني” عن تشغيل خط الربط الكهربائي بين العراق وتركيا لتغذية المنطقة الشمالية التتي تتوغل فيها القوات التركية كل يوم وعلى مدار الساعة.
وإمعانًا في الإذلال التركي لحكومة “السوداني”، ففي الوقت الذي قالت فيه وسائل إعلام عراقية أن هذه الخطوة تأتي ضمن مساعي بغداد لتنويع مصادر الطاقة والحد من الانقطاع المزمن في التيار الكهربائي، أشارت وسائل الإعلام التركية إلى أن العراق، على الرغم من امتلاكه احتياطيات نفطية كبيرة، يعاني من نقص شديد في إمدادات الطاقة، ما دفعه للبدء في استيراد الكهرباء من تركيا.
الربط الكهربائي
خط الكهرباء بين تركيا والعراق، المشروع الذي استغرق التخطيط له 20 عامًا، وتتوقع بغداد بأنه سيوفر 300 ميجاواط من الكهرباء تغذي ثلاث محافظات في شمال العراق، يأتي في وقت تعاني فيه البنية التحتية العراقية من حالة سيئة للغاية، ما تسبب في انقطاعات متكررة للتيار الكهربائي، خاصة في الصيف حيث تصل درجات الحرارة إلى 50 درجة مئوية، مما يؤدي إلى مشاكل كبيرة في الحياة اليومية.
صمت حكومي وتوسع عسكري
في الوقت الذي تتعاون فيه بغداد مع تركيا في مجال الطاقة، تواصل القوات التركية عملياتها العسكرية في شمال العراق، حيث توسعت رقعة سيطرتها وتوغلت في مناطق جديدة بمحافظة دهوك.
المراقبون يرون في صمت الحكومة العراقية الاتحادية والمحلية في إقليم كردستان تجاه هذه التحركات قبولاً ضمنياً وعجزاً عن وقف التوغل التركي.
تناقض في المواقف
يبدو أن هناك تناقضاً واضحاً في مواقف الحكومة العراقية. فمن جهة، تسعى بغداد إلى تحسين إمدادات الطاقة من خلال التعاون مع تركيا، ومن جهة أخرى، تظل عاجزة عن التصدي للتوغل العسكري التركي في شمال البلاد.
وهذا التناقض يثير تساؤلات حول مدى جدية الحكومة العراقية في حماية سيادة البلاد ومصالحها الوطنية.
نتائج التوغل التركي
أسفرت العمليات العسكرية التركية في شمال العراق عن تهجير سكان 9 قرى ونزوح أكثر من 184 عائلة، بالإضافة إلى تدمير 68 ألف دونم من الأراضي الزراعية.
تتواجد القوات التركية في مدن كردستان العراق ومناطق أخرى خارج سيطرة الإقليم، حيث يوجد 14 مقراً عسكرياً في أربيل، و12 في سيدكان، واثنان في ميركسور، و41 مقراً عسكرياً في دهوك.
وبين الحاجة إلى تحسين إمدادات الطاقة والتعاون مع تركيا، والتحديات الأمنية الناتجة عن التوغل التركي في شمال العراق، تجد الحكومة العراقية نفسها في موقف معقد.
ويبقى السؤال.. هل يكون هذا التعاون خطوة استراتيجية لتحسين الوضع الداخلي أم خضوعاً للعدو؟ هذا ما ستكشفه الأيام القادمة.
لمزيد من الأخبار زوروا موقعنا: الوسط العربي وللتواصل الاجتماعي تابعنا على فيسبوك الوسط العربي