أخبارحول الخليجعاجل

هجوم إيراني على مصداقية الإعلام الغربي إثر تقرير رويترز عن الانتخابات الرئاسية الإيرانية

 

تقرير: علي الجابري

شنت وسائل الإعلام الإيرانية هجومًا لاذعًا على وكالة الأنباء الغربية رويترز بعد نشرها تقريرًا مثيرًا للجدل حول الانتخابات الرئاسية الإيرانية 2024.
في هذا السياق، قام الإعلام الإيراني بتفنيد سجل رويترز، مشيرًا إلى تاريخ الوكالة في تقديم معلومات مضللة وتقارير غير دقيقة.
ووجهت هذه الوسائل انتقادات حادة لتوجهات الإعلام الغربي، مشيرة إلى ميله لتبسيط الأمور وتشويه الحكومات والأنظمة السياسية في أجزاء أخرى من العالم، وخاصة في إيران.
وهذا الاتجاه، وفقًا للإعلام الإيراني، متجذر في المفاهيم الغربية الخاطئة التي ترسخت منذ فترة طويلة حول الثقافات غير الغربية، والتي تُستخدم لتبرير الهيمنة الغربية عبر تصوير الحكومات غير الغربية على أنها معيبة وغير قادرة بطبيعتها.

تقرير مثير للجدل:

في تقريرٍ مثير للجدل، زعمت وكالة رويترز الغربية للأنباء في مقالٍ بعنوان “كيف نجح خامنئي في ترقية شخصية معتدلة غير معروفة إلى الرئاسة” أن خمسة أشخاص “على علم بالأمر” قد أبلغوا الوكالة بتفاصيل كيفية تمكن زعيم الثورة الإسلامية آية الله السيد علي خامنئي من رفع نسبة المشاركة في الانتخابات الرئاسية المبكرة من “13%” المتوقعة إلى نسبة 50% المسجلة في الجولة الثانية التي جرت في الخامس من يوليو.
وهذا التقرير يعكس مجددًا توجهات وسائل الإعلام الغربية في تناول الأحداث السياسية الإيرانية، معتمدًا على معلومات من مصادر غير معلنة.

ملخص تقرير رويترز حول الانتخابات الرئاسية الإيرانية:

1. في مايو أفاد تقرير استخباراتي للمرشد الأعلى الإيراني، آية الله خامنئي، بأن نسبة المشاركة في الانتخابات قد تكون منخفضة إلى 13% بسبب الغضب من الصعوبات الاقتصادية والحملات القمعية.
2. قرر خامنئي تنظيم الانتخابات بدقة لزيادة نسبة المشاركة، مما أتاح للشخصية المعتدلة غير المعروفة، مسعود بزشكيان، فرصة الصعود إلى الرئاسة بدلاً من المتشددين.

خامنئي
خامنئي

3. اجتمع خامنئي مع عدد محدود من مستشاريه في أواخر مايو لمناقشة خطته وتوجيه الانتخابات بشكل يضمن الاستقرار الداخلي ويساهم في الحفاظ على مصداقية المؤسسة الدينية.
4. أجريت الانتخابات بعد وفاة الرئيس إبراهيم رئيسي، وتمت الدعوة إلى انتخابات مبكرة، فاز بزشكيان في الجولة الأولى بدعم من الطبقة الوسطى الحضرية والشباب، متفوقاً على المتشددين.
5. في الجولة الثانية من الانتخابات، رفع نسبة التصويت إلى نحو 50%. فاز بزشكيان بنسبة 54% من الأصوات، وأشاد بدعم المرشد الأعلى، مشيراً إلى أن هذا النجاح كان نتيجة توجيه خامنئي.
6. تعهد بزشكيان باتباع سياسة خارجية براجماتية، وتخفيف التوترات بشأن الاتفاق النووي، وتحسين حقوق المرأة والأقليات. رغم ذلك، يشكك بعض المحللين في قدرته على الوفاء بكل وعوده، خاصة في مواجهة رجال الدين وصقور الأمن.

خامنئي والرئيس الايراني الجديد بزشكيان
خامنئي والرئيس الايراني الجديد بزشكيان

سجل وكالة رويترز في تقديم معلومات مضللة

فندت وسائل إعلام إيرانية سجل وكالة رويترز في تقديم معلومات مضللة، مشيرة إلى أن الوكالة لم تكن بعيدة عن الأخطاء والتقارير غير الدقيقة في الماضي.
وقالت إن لدى رويترز تاريخ من نشر تقارير مضللة. على سبيل المثال، في عام 2020، نفت التقرير الأولي الهجوم الإيراني على قاعدة عين الأسد الأمريكية. وفي مارس 2022، زعمت أن منشآت الطاقة السعودية تعرضت للهجوم من الأراضي الإيرانية، بينما في 2023، أفادت بأن خامنئي كان مستاءً من حماس الفلسطينية. جميع هذه التقارير استندت إلى معلومات من مصادر مجهولة.

النظرة الغربية لإيران:

تسعى وسائل الإعلام الغربية إلى تبسيط الأمور وتشويه الحكومات والأنظمة السياسية في أجزاء أخرى من العالم، فبعد الاضطرابات التي شهدتها إيران في عام 2022، اعتبرت بعض السلطات الغربية أن الجمهورية الإسلامية في طريقها إلى الانهيار.
ومع ذلك، عندما عادت الأمور إلى الاستقرار وانتخابات رئاسية مبكرة جرت، اختارت وسائل الإعلام الغربية تقليل أهمية العملية الانتخابية والحديث عن مؤامرات شخصية بدلاً من تسليط الضوء على العملية الديمقراطية.
في النهاية، تستمر وسائل الإعلام الغربية في تبسيط وتعميم الأحداث في إيران، مما يعزز الصور النمطية ويشوه الحقائق.
هذه الروايات لا تعكس التعقيدات الحقيقية للأحداث والسياسات الإيرانية، بل تعزز الأجندات الغربية عبر تقديم روايات مضللة ومبنية على مصادر مشكوك في صحتها.

 

لمزيد من الأخبار زوروا موقعنا: الوسط العربي وللتواصل الاجتماعي تابعنا على فيسبوك الوسط العربي

زر الذهاب إلى الأعلى