الشهيد “يحيى عياش” .. مهندس العمليات الاستشهادية الذي أرعب إسرائيل
كتبت: نجوى إبراهيم
سطع نجم المهندس الشاب “يحيى عياش” فى التسعينيات بعد أن نجح ابتكار المتفجرات والعبوات الناسفة من مواد أولية متوفرة فى الاراضى الفلسطينية…كان وراء أغلب العمليات الاستشهادية التى تمت فى اسرائيل .كان المطلوب رقم واحد فى الأرض المحتلة .. لم تترك أجهزة الأمن الاسرائيلية فرصة لملاحقة المهندس “يحيى عياش”.
كان ذلك بأمر مباشر من رئيس الوزراء الاسرائيلى وقتها إسحاق رابين ..ورغم رحلة التخفي الشاقة التى خاضها المهندس الشاب إلا أن العمليات الاستهادية ضد الاحتلال الاسرائيلى كانت مستمرة دون توقف ..وصفته قوات الاحتلال بالمهندس الزئبقى ..لم يكن يعلم أحد مكانه أو تحركاته ولذلك سعت اسرائيل لتضييق الخناق ومطاردة عائلته وكل من كان له علاقة به.
القبض على عياش كان حلما صعب تحقيق بالنسبة لقوات الأمن الاسرائيلى ..وهو ماجعل “يعكفوف بيرس” رئيس المخابرات آنذاك يقول ” لو كنا نعلم أن (المهندس) سيفعل ما فعل لأعطيناه تصريحاً، بالإضافة إلى مليون دولار”..حيث أن عياش حاول الحصول على تصريح خروج للسفر إلى الاردن لاتمام دراسته العليا إلا أن قوات الاحتلال رفضت طلبه.
بداية العمل السياسي
التقى عياش بطلاب “الكتلة الإسلامية” بجامعة بيرزيت وكانت وقتها الجناح الطلابى لحركة حماس قبل تأسيس الحركة بصورة رسمية ..وكان ذلك خلال حفل استقبال أقامته أعضاء الكتلة الاسلامية بالجامعة للطلبة الجدد ..عقد الاحتقال فى مسجد بيرزيت القريب من الحرم الجامعى ..وعرف الشهيد وقتها بنفسه قائلا :”أخوك في الله يحيى عياش من رافات – سنة أولى هندسة”.
انضمامه لجماعة الإخوان
انخرط عياش معهم منذ البداية وشاركهم فى مختلف الاحداث السياسية وشارك أيضا فى الاحتجاجات الطلابية ضد الاحتلال ..وفى العام الدراسى الثانى له انضم إلىجماعة الاخوان المسلمين برام الله .. ووظف المهندس عياش السيارة التي اشتراها والده في خدمة الحركة الإسلامية.ونظرا لدوره الريادى الذى قام به اعتبرته الفصائل الفلسطينية شيخ الاخوان فى قريته رافات.
الانضمام لكتائب القسام
خرج عياش من دائرة الاحتجاجات الطلابية والمظاهرات إلى دائرة المقاومة والنضال المسلح وكان ذلك بسبب التعصب العنصرى من قوات الاحتلال وممارساته تجاة الفلسطينيين ..بالاضافة إلى تاريخه الاسرى النضالى أيام الانتداب البريطانى على فلسطين.
وفى كتابه عن”المهندس يحيى عياش “يقول الكاتب المهندس “غسان دوعر” :”
أنه رغم الانخراط الكبير لحركة “حماس” وأتباعها في الانتفاضة الأولى، فإن السنوات الأربع الأولى من هذه الانتفاضة تُعَدُّ أشد السنوات غموضا في حياة “عياش”، إذ كان يقاوم خلالها بعمليات فردية لا يعلم عنها أحد شيئا. ولم يتخرج “عياش” إلا بعد الانتفاضة، وتحديدا عام 1992، وهو العام نفسه الذي انضم فيه إلى كتائب عز الدين القسام -الذراع العسكري لحركة حماس- وترجم اقتراحاته على رفاقه بالكتلة الإسلامية إلى واقع حي؛ إذ كان “عياش” الطالب دائم الإشارة لاستخدام القوة في النضال لأجل القضية الفلسطينية.
بداية العمل العسكري
كانت الانتفاضة الأولى أو انتفاضة الحجارة كما أطلق عليها هى بوابة عياش لبدء العمل العسكرى والنضال المسلح مع كتائب القسام ففى عام 1987 قامت الانتفاضة الأولى وبدأ عياش عمله العسكرى فى عامى 1990و1991 ..وكانت المشكلة التى تواجهه فى ناعة العبوات الناسفة والمتفجرات هى نقص الامكانات وندرة المواد المتفجرة ..وحاول فى ابتكار حلول للخروج من هذا المأزق ..وبالفعل لتوصل لحل وهو تصنيع هذه المواد من المواد الكيماوية الأولية التى تتوافر بكثرة فى الصيدليات ومحلات بيع الأدوية والمستحضرات الطبية.
فيقول المهندس “عبد الحكيم حنيني” أحد مؤسسي القسام، إن شغف “يحيى عياش ” بالعلم واطلاعه المستمر على محتويات المكتبة الجامعية قاده إلى بحث حول صناعة البارود، حيث أُعجِب بالأمر وتحمَّس له، ووجد في تحضير البارود من عناصره الأولية منفذا للتغلب على شح الإمكانات العسكرية للمقاومة، ثم عرض الفكرة على قادة “القسّام”، ومنهم “زاهر جبارين” عضو المكتب السياسي لحماس حاليا، فنالت استحسانا وتشجيعا.
..وبالفعل كانت العملية الأولى تجهيز سيارة مفخخة فى رامات افعال بتل أبيب ..وكانت هذه العملية هى بداية المطاردة بين عياش واسرائيل وأجهزتها الأمنية والعسكرية ..وتم وقتها اعتقال عدد كبير من أعضاء حركة حماس وبعد التحقيق معهم تم طبع جهاز الأمن العام الإسرائيل (الشاباك (اسم يحيى عبد اللطيف عياش في قائمة المطلوبين لديها للمرة الأولى. ولذلك، داهمت قوات كبيرة من الجيش وحرس الحدود يرافقها ضباط ومحققون
من جهاز الأمن الاسرائيلى بلدات سلفيت وقراوة وبنى حسان بحثاً عن “زاهر جبارين”، و”علي عاصي” اعتقاداً بأن أحدهما قد نجح في التوصل إلى المعادلات الكيمايئية التى ابتكرها عياش لصناعة العبوات الناسفة.
لمزيد من الأخبار زوروا موقعنا: الوسط العربي وللتواصل الاجتماعي تابعنا على فيسبوك الوسط العربي