الفصائل الفلسطينية توقع إعلان بكين لإنهاء الانقسام.. والصين تطرح مبادرة لإنهاء الصراع مع إسرائيل
تقرير: محمد الحكيم
وقع 14 فصيلًا فلسطينيًا، في مقدمتهم حركتي فتح وحماس، إعلان بكين لإنهاء الانقسام وتعزيز الوحدة، عقب إجراء حوارًا للمصالحة في العاصمة الصينية خلال الفترة من 21 إلى 23 يوليو الجاري.
وجاء الاجتماع الذي رعته الصين، في الوقت الذي تواصل فيه إسرائيل حربها المستمر منذ 7 أكتوبر وحتى الآن، على الفلسطينيين في قطاع غزة والضفة الغربية.
وقالت شبكة تلفزيون الصين الدولية CGTN، إنها المرة الأولى التي يجتمع فيها 14 فصيلًا فلسطينيًا في بكين؛ من أجل إجراء حوار للمصالحة، وتلك الخطوة تمنح أملًا ثمينًا للشعب الفلسطيني الذي يعاني.
وحضر الحفل الختامي، مبعوثون دبلوماسيون لدى الصين أو ممثلوهم عنهم من: مصر والجزائر والسعودية وقطر والأردن وسوريا ولبنان وتركيا وروسيا.
الاستعداد لتشكيل حكومة وحدة وطنية
جدد إعلان بكين، التأكيد على الالتزام بإقامة دولة فلسطين المستقلة، وعاصمتها القدس، بناء على قرارات الأمم المتحدة، وضمان سلامة الأراضي الفلسطينية بما فيها الضفة الغربية والقدس وغزة.
وأعرب الأطراف، عن استعدادها بما يتماشى مع إجماع الفصائل الفلسطينية، والقانون الأساسي القائم بالبلاد، لتشكيل حكومة مصالحة وطنية مؤقتة، وتنفيذ عملية إعادة الإعمار في غزة، والتحضير لإجراء انتخابات عامة في أقرب وقت ممكن.
وأكدت الفصائل المشاركة في الحوار، ضرورة اتخاذ خطوات عملية لتشكيل مجلس وطني فلسطيني جديد يتوافق مع قوانين الانتخابات المعتمدة.
واتفقت الأطراف أيضًا، على تفعيل إطار القيادة الموحدة المؤقت، وفقًا لشكل مؤسسي ينفذ عملية صنع القرار السياسي، بجانب الاتفاق على إنشاء آلية جماعية للتنفيذ الكامل لبنود الإعلان ووضع جدول زمني لعملية التنفيذ.
وأكد الإعلان على ضرورة عقد مؤتمر دولي، تحت رعاية الأمم المتحدة، بتفويض كامل ومشاركة واسعة النطاق من المنطقة وخارجها.
مشاركة وزير الخارجية الصيني
شارك وزير الخارجية الصيني وانغ يي، أمس الثلاثاء، في الحفل الختامي لمحادثات المصالحة، وشهد التوقيع على إعلان بكين حول إنهاء الانقسام وتعزيز وحدة الشعب الفلسطيني.
قال “بي” إن الرئيس الصيني شي جين بينغ طرح مقترحات ومقترحات لمعالجة القضية الفلسطينية، خلال المدة الماضية؛ مما ساهم بالحكمة والحل الصيني لمعالجة القضية، مضيفًا: “الآن تجتمع الفصائل الفلسطينية ببكين، آخذين في الاعتبار الصالح العام لشعبهم”.
لحظة تاريخية
وصف وزير الخارجية الصيني، توقيع إعلان بكين، بالحظة التاريخية المهمة في قضية التحرير الفلسطينية، مشيدًا بجهود المصالحة التي بذلتها جميع الفصائل، وتهنئها على نجاح الحوار والتوقيع على إعلان بكين.
أكد الوزير، أن المصالحة هي شأن داخلي فلسطيني، ولكن لا يمكن أن تتم دون دعم دولي، وتشترك الصين في نفس الاتجاه والمقصد مع الدول العربية والإسلامية.
منظمة التحرير الممثل الشرعي الوحيد
صرح وزير الخارجية الصيني، بأن النتيجة الأساسية لحوار المصالحة، هو تحديد أن منظمة التحرير الفلسطينية، هي الممثل الشرعي الوحيد للشعب الفلسطيني.
وأفاد الوزير، خلال مؤتمر صحفي، بأن أهم توافق تم التوصل إليه، هو تحقيق المصالحة الكبرى والوحدة بين الفصائل الأربعة عشر، والاتفاق على تشكيل حكومة مصالحة وطنية مؤقتة، تركز على حكم ما بعد الحرب في غزة، وإنشاء دولة فلسطينية مستقلة حقًا، وفقًا لقرارات الأمم المتحدة.
وأكد “بي”، أن مفتاح عملية المصالحة الفلسطينية هو تعزيز الثقة، والحفاظ على الاتجاه الصحيح، وإحراز تقدم تدريجي.
مبادرة من ثلاث خطوات
قال وزير الخارجية الصيني، إن الصراع في غزة لا يزال مستمرًا، وتأثيراته غير المباشرة تنتشر؛ وللمساعدة في الخروج من المأزق الحالي، تقترح بكين مبادرة من 3 خطوات، وفقًا لوكالة الأنباء الصينية “شينغوا”.
ولفت الوزير، على أن الخطوة الأولى تتمثل في تعزيز وقف إطلاق النار الشامل والدائم والمستدام في قطاع غزة، وضمان وصول المساعدات الإنسانية والإغاثية، ويجب على المجتمع الدولي توحيد صفوفه بشكل أكبر بشأن مسألة وقف إطلاق النار.
أشار “بي”، إلى أن الخطوة الثانية تتمثل في التمسك بمبدأ “الفلسطينيون يحكمون فلسطين”، والعمل معًا لتعزيز الحكم في مرحلة ما بعد الحرب في غزة، حيث إنها جزء لا يتجزأ من فلسطين، وتشكل إعادة الإعمار أولوية ملحة.
أما الخطوة الثالثة، فهي تتمثل في تشجيع فلسطين لتصبح عضوًا كامل العضوية في الأمم المتحدة، والبدء في تنفيذ حل الدولتين، لذا؛ من المهم عقد مؤتمر سلام دولي واسع النطاق وفعال؛ من أجل وضع جدول زمني وخريطة طريق للحل الصراع على أساس حل الدولتين؛ حسبما صرح وزير الخارجية الصيني.
إشادة بدور بكين
ألقى رئيسي وفد فتح وحماس، محمود العالول وموسى أبو مرزوق، كلمة عن الفصائل الفلسطينية الأربعة عشر، المشاركة في الحوار.
أعربت الفصائل، عن تقديرهم الصادق للرئيس الصيني وبلاده لدعمها الثابت ومساعدتها المتفانية لفلسطين طوال السنوات الماضية، مثمنين بتصرف الصين كدولة كبرى، ودعمها للعدالة لفلسطين في المحافل الدولية.
وأكدت الفصائل، تقديرها العميق لدعم الصين القوي للحوار والمصالحة بين الفلسطينيين، معربين عن استعدادهم لتعزيز الوحدة، ودفع عملية المصالحة، فضلًا عن العمل على إيجاد حل مبكر لقضية فلسطين.
التوحد ضد الاحتلال
قال مصطفى البرغوثي رئيس المبادرة الوطنية الفلسطينية، إن الحرب في غزة، دفعت الفصائل الفلسطينية إلى التوحد كجبهة مشتركة ضد الاحتلال الإسرائيلي، حيث إن هناك شعور بأن ما تفعله تل أبيب يشكل تهديدًا حقيقيًا للجميع.
ذكر “البرغوثي”، الذي حضر محادثات بكين، في تصريحات لشبكة CNN، إن الحكومة الجديدة ستضمن وحدة الضفة الغربية المحتلة وغزة، وتحكم المنطقتين بعد الحرب، وتعرقل الجهود الإسرائيلية؛ لمواصلة احتلالها لغزة.
وأكد أن جميع الأطراف اتفقت على ضرورة الانضمام إلى منظمة التحرير الفلسطينية، وعلى أنها الممثل الشرعي الوحيد للفلسطينيين، بجانب أن تلك المحادثات ذهبت إلى أبعد بكثير من الجهود السابقة، وتضمنت خطوات محددة لتشكيل حكومة توافقية.
خطوة إيجابية
أكد عضو المكتب السياسي لحركة حماس حسام بدران، أن إعلان بكين خطوة إيجابية إضافية على طريق تحقيق الوحدة الوطنية، وتأتي أهميته من حيث المكان والدولة المضيفة، فنحن نتحدث عن الصين بوزنها الدولي، وموقفها الثابت الداعم للقضية الفلسطينية.
أعرب “بدران”، في بيان له، عن تقديره ا للجهود الكبيرة التي بذلتها الصين للوصول إلى هذا الإعلان، حيث إنهم يتحركون في هذا المسار للمرة الأولى بثقلهم، وهو أمر نحتاجه كفلسطينيين لمواجهة سياسة التفرد التي تنتهجها الولايات المتحدة، فيما يخص القضية الفلسطينية.
وأشار القيادي بحماس، إلى أن الإدارة الأمريكية تقف ضد أي توافق وطني فلسطيني داخلي، ومنحازة تمامًا بل وشركاء للاحتلال في جرائمه ضد الشعب الفلسطيني.
محاولة لفرض الوصاية
صرح المتحدث باسم وزارة الخارجية ماثيو ميلر، بأن واشنطن لا تدعم أن يكون لحماس دور في حكم غزة بعد الحرب.
ذكر “ميلر”، خلال مؤتمر صحفي، أنه عندما يتعلق الأمر بحكم غزة بعد نهاية الصراع، فلا يمكن أن يكون هناك دور لمنظمة إرهابية، مضيفًا: “حماس ملطخة بدماء المدنيين الأبرياء، الإسرائيليين والفلسطينيين على حد سواء”، وفقًا لقوله.
ويرى “ميلر”، أنه الاتفاق لن يكون له بأي شكل من الأشكال تأثير على المناقشات الجارية للتوصل إلى وقف لإطلاق النار، لافتًا إلى أن بلاده تريد أن ترى السلطة الفلسطينية تحكم غزة موحدة والضفة الغربية بعد الحرب، ولكن نحن لا ندعم دورًا لحماس، بحسب CNN.
ومن المؤكد، أن إعلان بكين خطوة في الطريق الصحيح، فتحرير فلسطين يبدأ أولًا بتوحد أبنائها، وإنهاء سنوات طويلة من النزاع الداخلي، حتى تتمكن الفصائل الفلسطينية من التوحد ضد الاحتلال، وتشكيل موقف فلسطيني موحد وصولًا لحق تقرير المصير، والاستقرار.
وعندما يتوحد الداخل الفلسطيني، عندها نستطيع الحديث عن دعم عربي إسلامي للرؤية الفلسطينية لإنهاء الصراع، وتشكيل مزيد من الضغط على المجتمع الدولي بمساعدة القوى الفاعلة والمؤيدة للحق الفلسطيني، لاستقلال فلسطين على أساس قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة.
لمزيد من الأخبار زوروا موقعنا: الوسط العربي وللتواصل الاجتماعي تابعنا على فيسبوك الوسط العربي