أخبارعاجلنحن والغرب

“ماكرون” يتجاهل ترشيح جبهة اليسار لرئاسة الوزراء ويُبقي على حكومته حتى انتهاء الأولمبياد

 

تقرير: محمد علاء

مازالت أصداء الانتخابات المبكرة، التي دعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، مستمرة، والخلاف السياسي محتدم حول تشكيل الحكومة الجديدة.
وعقدت الجولة الثانية من الانتخابات خلال يوليو الجاري، وأسفرت عن احتلال تحالف الجبهة الوطنية اليسارية المركز الأول بحصوله على 193 مقعدًا، مقابل 164 مقعدًا لتحالف “ماكرون الوسطي”، و143 مقعدًا لحزب التجمع الوطني اليميني المتطرف وحلفائه.
ونتائج الانتخابات لم تمنح الأغلبية المطلقة لأي من الأحزاب، لتشكيل حكومة جديدة، مما يستوجب تشكيل ائتلاف حاكم، بينما يقترح البعض تشكيل حكومة تكنوقراط غير حزبية.

صراع الأحزاب اليسارية

ظلت الأحزاب اليسارية، الذي فاز تحالفها بالمركز الأول، تتصارع منذ أسابيع حول اختيار رئيس وزراء محتمل، ولكنها أعلنت أمس الثلاثاء، عن مرشح توافقي، ولكنه غير معروف نسبيًا.
والخبيرة الاقتصادية والموظفة في الخدمة المدنية لوسي كاستيتس، هي اختيار التحالف اليساري، حيث تعمل في حكومة مدينة باريس مديرة للتمويل والمشتريات، ولكنها غير معروفة تمامًا لعامة الناس، بحسب فرانس 24.

لوسي كاستيتس
لوسي كاستيتس

وصفت الجبهة الشعبية، “كاستيتس” بأنها قائدة النضالات النقابية للدفاع عن الخدمات العامة وتعزيزها، وتشارك في معركة ضد رفع سن التقاعد إلى 64 عامًا.

ماذا قالت بعد ترشيحها؟

قالت المرشحة لمقعد رئيس الوزراء، البالغة من العمر 37 عامًا، إنها قبلت الترشيح بتواضع كبير وباقتناع كبير، معتبرة نفسها مرشحة جدية وذات مصداقية لهذا المنصب.
وذكرت “كاستيتس”، لوكالة فرانس برس، أن إحدى أولوياتها إلغاء إصلاح نظام التقاعد، الذي دفع به الرئيس الفرنسي خلال العام الماضي، مما أثار احتجاجات واسعة النطاق، بجانب الإصلاح الضريبي حتى يدفع الجميع نصيبهم العادل.

تشكيل ائتلاف واسع

رفض الرئيس الفرنسي، أمس الثلاثاء، مساعي تحالف اليسار لتعيين رئيس وزراء جديد، مطالبًا الأحزاب بتشكيل ائتلاف واسع بعد دورة الألعاب الأولمبية في باريس، لضرورة التركيز على تنظيمها حتى منتصف أغسطس.

ماكرون
ماكرون

وقال “ماكرون” في تصريحات لقناة فرنسا 2، مساء الثلاثاء، إن الوضع لا يسمح لنا بتغيير الأمور الآن؛ لأن ذلك قد يؤدي إلى الفوضى، واخترت الاستقرار لحماية الألعاب التي ستجمع حوالي 10500 رياضي وملايين المشجعين.
وأشار إلى أن الحكومة الحالية، التي استقالت خلال الأسبوع الماضي، ستتولى دور تصريف أعمال بحت، والتعامل مع الشؤون الجارية خلال دورة الألعاب الأولمبية.

تسمية رئيس الوزراء بعد الدورة

ذكر الرئيس الفرنسي، أنه بعد الدورة، ستكون مسؤوليته تسمية رئيس للوزراء، وتكليفه بمهمة تشكيل الحكومة بأكبر قدر ممكن من الدعم.
وعن اختيار الائتلاف اليساري، أوضح “ماكرون”، أن المسألة ليست اسما تقدمه مجموعة سياسية، ولكن يجب أن تكون هناك أغلبية برلمانية خلف المرشح؛ من أجل تمرير الإصلاحات وإقرار الميزانية ودفع البلاد إلى الأمام، بحسب يورو نيوز.
وأكد الرئيس الفرنسي الذي تنتهي ولايته الثانية في 2027، أنه يريد تشكيل حكومة في أقرب وقت، ولكن نحتاج إلى التركيز على الألعاب الأولمبية حتى منتصف أغسطس.

من يختار رئيس الوزراء؟

ووفقًا للدستور الفرنسي، يرشح الرئيس، رئيس الوزراء الجديد، ولكن عندما تسيطر المعارضة على البرلمان، فكان الرؤساء يقبلون ترشيح الأغلبية الجديدة، ولكن كما ذكرنا سلفًا لا توجد أغلبية مطلقة داخل التشكيل الجديد للبرلمان الفرنسي.
ويجب أن تكون الحكومة الجديدة، قادرة على النجاة من التصويت على الثقة في المجلس النيابي، أو المخاطرة بالطرد الفوري، مما يترك الوضع غير واضح عندما لا تتمكن أي كتلة بشكل منفرد من السيطرة على المجلس.
ويرى “ماكرون”، أن الأمر متروكًا لكافة الأطراف من أجل الخروج من هذا الوضع، والتوصل إلى حلول وسط، مضيفًا أنها ليست كلمة قذرة.
وسيبقى رئيس الوزراء غابرييل أتال وحكومته، بصفة تصريف أعمال.

اليسار ينتقدون ماكرون

سارع زعماء اليسار، بالتنديد بموقف “ماكرون”، الذي رأوه بأنه يفرض عليهم جبهته الجمهورية بالقوة.
وعقد تحالف اليسار وكتلة “ماكرون” تحالفًا في الجولة الثانية، مما منع حزب التجمع الوطني اليميني المتطرف من تحقيق الأغلبية المطلقة، وتراجع للمركز الثالث، بعدما احتل المركز الأول في الجولة الأولى.
ويخشى الفرنسيون من أن تعاني البلاد من جمود سياسي، حال فشل الأحزاب الرئيسية، في التوصل إلى ائتلاف حكومي ينال ثقة البرلمان، لا سيما أنه لا يمكن إجراء انتخابات جديدة إلا بعد مرور عام.

 

 

لمزيد من الأخبار زوروا موقعنا: الوسط العربي وللتواصل الاجتماعي تابعنا على فيسبوك الوسط العربي

زر الذهاب إلى الأعلى