استنكار جزائري على إقرار باريس بسيادة المغرب على إقليم الصحراء الغربية
تقرير: ألفت مدكور
استقبلت الجزائر قرار الحكومة الفرنسية حول الاعتراف بخطة الحكم الذاتي لإقليم الصحراء الغربية كجزء من السيادة المغربية باستنكار بالغ، وفق لبيان صادر عن وزارة الخارجية الجزائرية الخميس.
وحملت الجزائر الحكومة الفرنسية كافة النتائج والعواقب التي تنتج عن هذا القرار وألقت بالمسؤولية الكاملة علي عاتق باريس في الانجرار في أي أحداث قد تنتج عن هذا الموقف.
تلقت الجزائرية القرار غير المتوقع بأسف شديد ، ووصفته بغير الموفق وغير المجدي أن تقوم الحكومة الفرنسية بتقديم دعم صريح للانفصاليين لتمرير مخطط الحكم الذاتي لإقليم الصحراء الغربية .
أبلغت السلطات الجزائرية بمضمون القرار من قبل نظيرتها الفرنسية وعلقت الجزائر في بيان رسمي علي القرار واصفة الموقف بأنه تعاون بين قوى استعمارية قديمة وحديثة جاء في البيان : “على ما يبدو، فإن القوى الاستعمارية، القديمة منها والحديثة، تعرف كيف تتماهى مع بعضها البعض وكيف تتفاهم مع بعضها البعض وكيف تمد يد العون لبعضها البعض”.
حسابات سياسية مشبوهة تقف خلف القرار
وذكر البيان أن تلك الخطوات جاءت “نتيجة حسابات سياسية مشبوهة وممارسات غير أخلاقية وقراءات قانونية لا تستند علي أي أسس سليمة تدعمها أو تبررها”.
واعتبرت الجزائر قرار باريس متعسف ولا يوفر الظروف ملائمة لتسوية صحيحة لقضية الصحراء الغربية، بل قد يساهم بصفة مباشرة في تفاقم حالة الجمود والانسداد التي أوجدتها حالة الدعم الكامل من المغرب لخطة الحكم الذاتي للإقليم.
واتهمت الجزائر قرار الحكومة الفرنسية بالسعى إلى “تشويه وتزييف الحقائق عبر خلق واقع استعماري جديد وتقديم دعم غير مبرر لسيادة وصفتها الجزائر بأنها مزعومة ووهمية على إقليم الصحراء الغربية.
وتشهد العلاقات بين البلدين أزمة دبلوماسية وتوترًا في سياق النزاع حول الصحراء الغربية، وقد قطعت الجزائر علاقاتها مع الرباط منذ العام 2021، متهمة المغرب بارتكاب “أعمال عدائية” ضدها.
أسباب النزاع علي الإقليم
تسيطر المغرب على مساحة 80% من الإقليم، تعتبر أراضي الصحراء الغربية جزء لا يتجزأ من أراضيها ولا تمانع في حصول الإقليم على حكم ذاتي على أن يظل تحت السيادة المغربية، فيما تصر جبهة البوليساريو بدعم من الجزائر المجاورة على استفتاء لتقرير المصير، كما ينص اتفاق وقف إطلاق النار الموقع عام 1991.
وإقليم والصحراء الغربية مستعمرة إسبانية سابقة وتعتبرها الأمم المتحدة من بين الأقاليم غير المتمتعة بالحكم الذاتي نشب الصراع حوله في عام 1975، عندما وقعت إسبانيا قبل جلائها من الصحراء الغربية، اتفاق مع كل من المغرب وموريتانيا، يقضي بان يقتسم البلدين الجارتين الإقليم لكن جبهة البوليساريو رفضت الاتفاقية وواصلت مطالبتها بالانفصال عبر القتال المسلح.
وبدأ النشاط العسكري للبوليساريو أثناء الاستعمار الإسباني للمنطقة وقد تلقت مساعدات من ليبيا والجزائر وصعدت الجبهة من عملياتها ضد المغرب بالتحريض على المظاهرات المطالبة بالاستقلال، بينما اتجه الرباط وموريتانيا إلى محكمة العدل الدولية.
وفي شهر أكتوبر/تشرين الأول من نفس العام أعلن المغرب تنظيمه “المسيرة الخضراء” باتجاه منطقة الصحراء، وردت الجبهة في شهر يناير/كانون الثاني 1976 بإعلان قيام “الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية” بدعم من الجزائر.
في بداية ثمانينيات بدأت المغرب ببناء جدار رملي حول مدن السمار وبوجدور والعيون لعزل المناطق الصحراوية الغنية بالفوسفات والمدن الصحراوية الأساسية، وتأمين هذه المناطق من هجمات مسلحي الجبهة، ودعم موقف المغرب تخلي ليبيا منذ عام 1984 عن دعم البوليساريو وانشغال الجزائر بأزمتها الداخلية.
علي الجانب الأخر تحظى الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية التي أعلنت جبهة البوليساريو عن قيامها عام 1976 باعتراف حكومات عديدة، كما أنها عضو في الاتحاد الأفريقي ، يلجأ إلي الإقليم الكثير من الصحراويين عبر الجزائر حيث يقيمون في مخيمات منذ عقود، وتشير بعض وكالات الأمم المتحدة إلى أن العدد اللاجئين المتواجد داخل المخيمات الخمسة بالصحراء يتراوح بين 90 و125 ألف لاجئ.
تتميز الصحراء الغربية بمناطق غنية باحتياطي الفوسفات و للصيد علي المحيط الأطلنطي كما أنها موطن لمخزونات نفطية بحرية غير مستغلة.
لمزيد من الأخبار زوروا موقعنا: الوسط العربي وللتواصل الاجتماعي تابعنا على فيسبوك الوسط العربي