وثائق مسربة تسلط الضوء على تورط الإمارات في الحرب السودانية
تقرير: علي الجابري
تشهد الساحة السودانية منذ اندلاع الحرب الأهلية في منتصف أبريل 2023 تطورات متسارعة، حيث تتقاطع المصالح الإقليمية والدولية مع الأزمات الداخلية. وفي هذا السياق، أثار تقرير لصحف غربية زوبعة من الجدل والنقاش حول دور الإمارات العربية المتحدة في هذا الصراع الدامي.
وتستند مزاعم التقرير إلى وثائق مسربة تفيد بوجود أدلة على نشر قوات إماراتية على الأرض السودانية، وتزويد قوات الدعم السريع بأسلحة متطورة.
وهذه الادعاءات، التي نفتها الإمارات جملة وتفصيلاً، تثير تساؤلات جوهرية حول أبعاد الصراع في السودان، وتداعيات التدخلات الخارجية على مستقبل هذا البلد المضطرب.
فهل تتجاوز الإمارات حدود الدعم الدبلوماسي التقليدي لتدخل في صلب المعركة السودانية؟
الادعاءات الرئيسية
• وجود قوات إماراتية على الأرض: تشير الوثائق المسربة إلى العثور على جوازات سفر إماراتية في مناطق القتال، مما يدل على وجود قوات إماراتية تعمل بشكل سري لدعم قوات الدعم السريع.
• تزويد قوات الدعم السريع بالأسلحة: تزعم الوثائق أن الإمارات زودت قوات الدعم السريع بطائرات مسيرة وأسلحة متطورة.
• الدعم اللوجستي: تشير التقارير إلى أن الإمارات قدمت دعماً لوجستياً لقوات الدعم السريع.
• نفي الإمارات: نفت الإمارات بشكل قاطع جميع هذه الاتهامات، مؤكدة أن وجود الجوازات في السودان يعود إلى مهمات إنسانية سابقة.
تحليل الأدلة
تُعد الوثائق المسربة دليلاً مادياً مهماً، ولكن صحتها ومصدرها بحاجة للتحقق الدقيق، تتضمن الوثائق صوراً لجوازات سفر إماراتية تُزعم أنها تم العثور عليها في أم درمان، وهو موقع استراتيجي في السودان تسيطر عليه قوات الدعم السريع.
فيما تشير شهادات الشهود إلى أن جوازات السفر تم العثور عليها بين حطام سيارة، ويُعتقد أن الأفراد المعنيين قد يكونون ضباط مخابرات إماراتيين.
ومع ذلك، يتعين التأكد من مصداقية هذه الشهادات والتحقق من عدم وجود تحيزات.
كما تلعب التحليلات الاستخباراتية دوراً أساسياً في تقييم صحة هذه المزاعم. ولكن، يجب التعامل مع هذه التحليلات بحذر نظرًا لطبيعتها السرية وإمكانية تحيزها.
وقد يكون هناك أسباب سياسية وراء نفي الإمارات، ويجب النظر بعين الاعتبار إلى دوافع هذا النفي قبل الجزم بصحة المزاعم.
الآثار المترتبة
• إذا ثبت صحة هذه المزاعم، فإنها ستؤدي إلى تصعيد الصراع في السودان، وقد تجذب قوى إقليمية ودولية أخرى إلى الصراع.
• تورط أي دولة في الصراع السوداني يعني مشاركتها في انتهاكات حقوق الإنسان الواسعة النطاق التي تشهدها البلاد.
• سيؤدي استمرار الصراع وتصعيده إلى تفاقم الأزمة الإنسانية في السودان.
• قد تؤثر هذه الأزمة على الاستقرار الإقليمي في منطقة القرن الأفريقي.
وتعتبر قضية تورط الإمارات في الحرب السودانية قضية معقدة تتطلب مزيداً من التحقيق والتحقق، وعلى الرغم من الأدلة المتاحة، إلا أنه لا يمكن الجزم بصحة هذه المزاعم بشكل قاطع.
ومع ذلك، فإن هذه المزاعم تثير تساؤلات مهمة حول الدور الذي تلعبه الإمارات في الصراعات الداخلية في السودان، وتداعيات هذه التدخلات على الدولة السودانية.
لمزيد من الأخبار زوروا موقعنا: الوسط العربي وللتواصل الاجتماعي تابعنا على فيسبوك الوسط العربي