“يحيى عياش” .. المهندس المعجزة.. رائد صناعة المواد المتفجرة في فلسطين.. زعزع أمن إسرائيل وهدد أفراد جيشها
كتبت: نجوى إبراهيم
المهندس الفلسطينى “يحيى عياش” بدأ مقاومته الأولى بالحجارة فى ظل الانتفاضة الفلسطينية الأولى ..ثم انطلق بعدها للمقاومة المسلحة ..وكانت مهمته الأولى صناعة المواد المتفجرة وتجهيز السيارات المفخخة والعبوات الناسفة ذات الانفجار العنيف لزعزعة أمن إسرائيل .. قدم عياش تجربته الأولى في صناعة المتفجرات والتي باءت بالفشل، ليلحقها بتجربة ثانية حققت نجاحا كبيرا ..ونفذ أول تجربة لتصنيع عبوة مفخخة فى أحد كهوف فى الضفة الغربية ..ومنذ عام 1992 أصبح أول مهندس يقوم بتصنيع المتفجرات فى فلسطين.
نجح فى نقل المعركة إلى قلب المناطق الآمنة داخل إسرائيل …حملت العديد من العمليات الاستشهادية التى تمت داخل إسرائيل بصمته …. اتهمته إسرائيل بأنه وراء مقتل العشرات .كانت بصماته الأولى فى منطقة “رامات أفعال بتل أبيب بعد العثور على سيارة مفخخة ..استمرت إسرائيل فى مطاردتة سنوات منذ ابريل 1993 حتى تم اغتياله فى يناير 1996.
عمليات حملت بصمة عياش
قام عياش هو ورفاقه بالعديد من العمليات الاستشهادية التى كان هدفها الأول زعزعة أمن المحتل الاسرائيلى : ففى 15 مارس 1993 نفذ الفلسطيني “ساهر حمد الله تمام” أول عملية استشهادية تفجيرية في منطقة ميحولا في غور الأردن، بالقرب من مقهى “فيلج إن”، مما أسفر عن مقتل وإصابة عديد من الإسرائيليين.
وفى يوليو 1993 تم تنفيذ عملية أطلق عيلها اسم “عملية التلة الفرنسية”، كانت تهدف لاختطاف حافلة صهيونية وأخذ ركابها رهائن لعقد صفقة تبادل، وعلى الرغم من أن العملية لم تنجح، إلا أنها شكلت نقطة محورية في تاريخ الأمن الإسرائيلي في مواجهة عمليات كتائب القسام.
طور”عياش “أسلوب الهجمات الاستشهادية عقب مذبحة المسجد الابرهيمى فى الخليل فى 15 فبرايرعام 1994 …وقاد المهندس “عياش”سلسلة من العمليات الاستشهادية للثأر من إسرائيل للثار من إسرائيل وكان من ضمنها عملية العفولة فى 6أبريل عا 1994 التى نفذها” رائد زكارنة” في محطة الحافلات بالعفولة، وأسفرت عن مقتل 9 إسرائيليين وإصابة 50 آخرين .
ثم عملية الخضيرة والتى نفذها “عمار عمارنة” في موقف للحافلات، مما أدى إلى مقتل سبعة إسرائيليين وإصابة عشرات..
ثم عملية تل أبيب فى 19 ديسمبر 1994 نفذها المناضل “صالح نزال” أسفرت عن قتل 22 أسرائيلى وإصابة 45 آخرين فضلا عن الخسائر المادية البالغة مليونين و300 ألف دولار.
مطاردة عياش
بسبب الاستنزاف الذى تسببت فيه هذه العمليات للكيان الاسرائيلى، ثار الاسرائيليون و أصيبوا بالذهول وخرجوا فى تظاهرات صاغبة تنادي بالموت للعرب والقضاء على حركة حماس وطالبوا باستقالة رئيس الوزراء الاسرائيلى وقتها “اسحاق رابين “ومحاسبة القيادات العسكرية والأمنية لتقصيرهم .
أما رد فعل “رابين “فقطع زيارته لبريطانيا فور سماعه الحادث وعاد مسرعا لتل أبيب وعقد اجتماعا طارئا مع الاجهزة الأمنية والحكومة لدراسة الاجراءات المضادة لحركة “حماس”وأدلى بتصريحات حاسمة منها قوله: “أقول للخاطفين ومفجري القنابل، إن قوات الأمن سيمسكون بكم عاجلاً أو آجلاً”.
كان عياش “وفريقه هم الذين يخططون لهذه العمليات الاستشهادية ويقومون بتمويلها ..حيث قام عياش وقتها ببيع ذهب زوجته “أم البراء”التى تزوجها عقب تخرجه ..هذه العمليات جعلت المخابرات الاسرائيلية وحكوماتها تتخذ قرار عاجل بتصفية عياش واغتياله.
كثفت دولة الاحتلال جهودها في مطاردته في الضفة الغربية المحتلة، مما اضطره في النهاية إلى الانتقال إلى قطاع غزة.
كابوس إسرائيل
العمليات الاستشهادية التى خطط لها المهندس “يحيى عياش” جعلته كابوس إسرائيل الأول الذى يزعزع أمنها ويهدد أفراد جيشها ..كما أن عجزهم فى القبض على عياش والعثور عليه جعلتهم يصفوه بالمهندس الزئبقى ..ووصفه وزير الأمن الداخلى لاسرائيل وصفه بأنه “معجزة”، إذ لم تتمكن دولة إسرائيل بكل أجهزتها من وضع حد لعملياته. وأعرب أحد كبار القادة العسكريين الإسرائيليين، “شمعون رومح”، عن أسفه لكونه مضطراً إلى الاعتراف بإعجابه وتقديره لهذا الرجل الذي يظهر قدرات وخبرات استثنائية في تنفيذ المهام الموكلة إليه، وقدرة فائقة على البقاء وتجديد النشاط بدون انقطاع.
وعبر الجنرال “جدعون عيزرا” نائب رئيس الشاباك السابق عن إعجابه بيحيى عياش ..وقال الجنرال “عيزرا “فى تصريح له لصحيفة معاريف :” إن نجاح يحيى عياش بالفرار والبقاء حولته إلى هاجس يسيطر على قادة أجهزة الأمن ويتحداهم, فقد أصبح رجال المخابرات يطاردنه كأنه تحد شخصى لكل منهم ..واستكمل قائلا لقد كرهته ولكننى قدرت قدرته وكفاءته.
لمزيد من الأخبار زوروا موقعنا: الوسط العربي وللتواصل الاجتماعي تابعنا على فيسبوك الوسط العربي