أخبارحول الخليجعاجل

تنصيب مسعود بزشكيان رئيسًا لإيران.. خطوة تاريخية نحو مستقبل إصلاحي

 

تقرير: علي الجابري

في خطوة تاريخية تمثل تحولاً محوريًا في السياسة الإيرانية، أعلن المرشد الأعلى علي خامنئي، الأحد، تنصيب الإصلاحي مسعود بزشكيان رئيسًا جديدًا لجمهورية إيران الإسلامية. جاء هذا التنصيب بعد فوزه في انتخابات مبكرة، شهدت تنافسًا حادًا عقب مصرع الرئيس السابق إبراهيم رئيسي في حادث تحطم مروحية.
وفي مراسم رسمية جرت في حسينية الإمام الخميني في طهران، تعهد بزشكيان بقيادة البلاد نحو مستقبل أكثر إشراقًا وسط تحديات داخلية وخارجية جسيمة. هذا التقرير يقدم نظرة شاملة على هذا الحدث البارز، تفاصيل الانتخابات، وتطلعات الرئيس الجديد لإحداث تغيير ملموس في السياسة الإيرانية.

تنصيب مسعود بزشكيان رئيسًا لجمهورية إيران

أعلن المرشد الأعلى علي خامنئي، الأحد، تنصيب الإصلاحي مسعود بزشكيان رئيسًا جديدًا لجمهورية إيران، بعد فوزه بالانتخابات التي أُجريت في أعقاب مصرع إبراهيم رئيسي في حادث تحطم مروحية.
جاء هذا الإعلان عبر بيان رسمي تلاه مدير مكتب المرشد، مؤكدًا إرادة الشعب في اختيار الشخصية الحكيمة والصادقة والشعبية والعالمة، والتي تقلدت منصب الرئاسة لتقود البلاد نحو المستقبل.

تنصيب بزشكيان رئيسًا جديدًا لإيران
تنصيب بزشكيان رئيسًا جديدًا لإيران

مراسم التنصيب وتفاصيل الانتخابات

أُقيمت مراسم تنصيب بزشكيان في حسينية الإمام الخميني في طهران، بحضور مسؤولين إيرانيين ودبلوماسيين أجانب. وأعلن خلالها خامنئي تنصيب الرئيس التاسع للجمهورية الإسلامية منذ تأسيسها عام 1979. وسيؤدي الرئيس الجديد اليمين الدستورية أمام مجلس الشورى (البرلمان) الثلاثاء.
تفوق بزشكيان في الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية التي أُجريت في الخامس من يوليو، على المحافظ المتشدد سعيد جليلي. وكانت الانتخابات الرئاسية مقررة عام 2025، إلا أنها أُجريت بشكل مبكر بعد وفاة رئيسي في حادث تحطم مروحية في مايو الماضي.

نتائج الانتخابات والمشاركة الشعبية

حصل بزشكيان (69 عامًا) على أكثر من 16 مليون صوت، أي ما نسبته نحو 54 بالمئة من إجمالي عدد المقترعين الذي ناهز الثلاثين مليونًا. وبلغت نسبة المشاركة في الدورة الثانية 49.8 بالمئة، في حين كانت المشاركة بحدود 40 بالمئة في الدورة الأولى، وهي الأدنى في تاريخ الانتخابات الرئاسية في إيران.

خلفية الرئيس الجديد وصلاحياته

بزشكيان هو أول الإصلاحيين يتولى رئاسة الجمهورية في إيران منذ نهاية عهد محمد خاتمي في العام 2005. وعلى الرغم من أن الكلمة الفصل في السياسات العليا للدولة تبقى في يد المرشد الأعلى، إلا أن الرئيس الجديد يلعب دورًا هامًا في توجيه الحكومة وسياساتها الخارجية والداخلية.
شغل بزشكيان منصب وزير الصحة في عهد الرئيس الإصلاحي محمد خاتمي بين أغسطس 2001 وأغسطس 2005، ويمثل تبريز، كبرى مدن شمال غرب إيران، في مجلس الشورى منذ 2008. وكان الإصلاحي الوحيد الذي منحه مجلس صيانة الدستور الأهلية لخوض الانتخابات الرئاسية، وتنافس مع خمسة من المحسوبين على التيار المحافظ، أبرزهم سعيد جليلي ورئيس مجلس الشورى محمد باقر قاليباف.

تحديات أمام الرئيس الجديد

تأتي الانتخابات الرئاسية في مرحلة حساسة من التحديات الداخلية والخارجية، تشمل التوتر الإقليمي على خلفية الحرب المستمرة منذ أشهر في قطاع غزة بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) الحليفة لطهران، والتجاذب مع الغرب بشأن البرنامج النووي، والصعوبات الاقتصادية الداخلية في ظل العقوبات الأميركية.

تنصيب بزشكيان رئيسًا جديدًا لإيران
تنصيب بزشكيان رئيسًا جديدًا لإيران

تعهد بزشكيان خلال حملته الانتخابية بالسعي لإحياء الاتفاق الدولي لعام 2015 الذي أتاح رفع عقوبات اقتصادية عن طهران لقاء تقييد أنشطتها النووية. وانسحبت الولايات المتحدة أحاديًا من الاتفاق في 2018 معيدة فرض العقوبات القاسية خصوصًا على صادرات النفط. وأبدى بزشكيان استعداده للدخول في “حوار بنّاء” مع الدول الأوروبية لتخفيف تأثير العقوبات الأميركية.

رؤية بزشكيان وإصلاحاته المستقبلية

يدعو بزشكيان إلى إيجاد حل دائم لقضية إلزامية الحجاب، أحد أسباب حركة الاحتجاج الواسعة التي هزت البلاد في نهاية العام 2022 إثر وفاة الشابة مهسا أميني. وقال بزشكيان خلال حملته الانتخابية: “الناس غير راضين عنا”، خصوصًا بسبب عدم تمثيل المرأة والأقليات الدينية والعرقية في السياسة. وأضاف: “حين لا يشارك 60 بالمئة من السكان في الانتخابات، فهذا يعني أن هناك مشكلة مع الحكومة”.

تنصيب بزشكيان رئيسًا جديدًا لإيران
تنصيب بزشكيان رئيسًا جديدًا لإيران

وتقدم بزشكيان خلال مراسم التنصيب بالشكر لخامنئي والشعب الإيراني على الثقة التي أولاه إياها، متعهدًا بتحمل “العبء الثقيل” المرتبط بمنصبه الجديد. وعلى الرغم من أن تأثير الرئيس الجديد سيكون محدودًا على توجه البلاد، إلا أن بزشكيان يواجه تحديات كبيرة في محاولة تحقيق إصلاحات داخلية والتعامل مع التوترات الإقليمية والدولية.
وتتجه الأنظار في الأوساط الإقليمية والدولية نحو مرحلة جديدة في إيران، مع تولي بزشكيان الرئاسة، وتوقعات بإجراء تغييرات وإصلاحات في السياسة الداخلية والخارجية للجمهورية الإسلامية.

 

 

 

لمزيد من الأخبار زوروا موقعنا: الوسط العربي وللتواصل الاجتماعي تابعنا على فيسبوك الوسط العربي

زر الذهاب إلى الأعلى