وزيرا الخارجية الصيني والأمريكي يعقدان جلسة محادثات حول العلاقات الثنائية والأزمات العالمية

 

تقرير: محمد الحكيم

التقى وزير الخارجية الصيني وانغ يي، مع نظيره الأمريكي أنتوني بلينكن، أمس السبت، في لاوس، على هامش الاجتماعات الوزارية لرابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان).
وتبادل الوزيران وجهات النظر بشأن العلاقات بين بكين وواشنطن، واتفقا على التواصل على جميع المستويات، ومواصلة تنفيذ التفاهمات المشتركة المهمة التي تم التوصل إليها في قمة سان فرانسيسكو، في نوفمبر الماضي، بين رئيسي البلدين.

زيادة التواصل

قال وزير الخارجية الصيني، إنه خلال الشهور الثلاثة الماضية، عملت الفرق الدبلوماسية وإنفاذ القانون والمالية والمناخ من الجانبين معًا، كما حافظ جيشا البلدين على التواصل، بجانب زيادة التبادلات الشعبية.
وأكد “يي”، أن العلاقات الصينية الأمريكية لا تزال تواجه مخاطر وتحديات متراكمة، وتظل عند منعطف حرج من التهدئة، مما يتطلب بذل جهود أكثر من أجل إعادة ضبط الاتجاه ومعالجة الخلافات، وتعزيز التعاون.

احترام التعايش السلمي

أشار وزير الخارجية الصيني، إلى أن سياسة بلاده تجاه واشنطن، تلتزم بمبادئ التعايش السلمي والاحترام المتبادل والتعاون المربح للجانبين.
وأكد الوزير، أن واشنطن عليها تنفيذ التزامات الرئيس جو بايدن بجدية، والعودة إلى سياسة عقلانية تجاه الصين، داعيًا إلى العمل معًا لتعزيز علاقة ثنائية مستقرة ومستدامة، بحسب وكالة الأنباء الصينية.

تصور خاطئ

أشار “يي”، إلى أن واشنطن تحمل تصورًا خاطئًا للصين، وتعكسها دائمًا بمنطق الهيمنة الخاص بها، ولكن بكين لا تسعى إلى الهيمنة أو ممارسة سياسة القوة، وباعتبارها دولة كبرى، فإنها تتمتع بأفضل سجل في مجال السلام والأمن عالميا.
وتمنى وزير الخارجية الصيني، أن تتمكن الولايات المتحدة من فهم بلاده بشكل أفضل، حيث إنها أمة تركز على تحقيق السعادة لشعبها، وملتزمة بطريق التنمية السلمية.

تايوان والفلبين

أكد “يي”، أن تايوان جزء من الصين، ولم تكن ولن تكون أبدا دولة، واستقلالها يتعارض مع السلام عبر مضيق تايوان، وكل استفزاز تقوم به قوى الاستقلال، سيواجه بإجراءات مضادة.
وعن السفينة الفلبينية المتوقفة في رنآي جياو، قال إن بكين توصلت إلى ترتيب مؤقت مع الفلبين بشأن إدارة الوضع هناك، ويتعين مانيلا أن تفي بكلمتها، وتتوقف عن شحن المزيد من مواد البناء.
وحث “يي”، واشنطن على عدم التحرك لتأجيج النيران وإثارة الاضطرابات، مما يقوض الاستقرار في بحر الصين الجنوبي.
الموقف من الحرب الأوكرانية
وأكد وزير الخارجية الصيني، أن موقف بلاده حول الحرب الأوكرانية عادل وشفاف، وستواصل تعزيز محادثات السلام.
ودعا “يي”، إلى التوقف عن إساءة استخدام العقوبات الأحادية، والولاية القضائية طويلة الذراع، مؤكدًا رفض بكين للاتهامات الباطلة، ونحن لن نخضع للضغوط أو الابتزاز، وسنتخذ إجراءات حازمة لحماية مصالحها الرئيسية وحقوقها المشروعة.

استقرار العلاقات

بدوره، أعرب “بلينكن”، عن التزام بلاده بتحقيق استقرار العلاقات الأمريكية الصينية، ومواصلة اتباع سياسة صين واحدة.
وتطلع وزير الخارجية الأمريكي، إلى الحفاظ على اتصالات منتظمة مع الصين، ومواصلة التعاون في مجالات تشمل الذكاء الاصطناعي ومكافحة المخدرات، مؤكًدا أن واشنطن ترغب في إدارة الخلافات بين الجانبين وتجنب سوء الفهم وسوء التقدير.

 

حماية مصالح واشنطن

أكد “بلينكن”، أن واشنطن ستواصل اتخاذ الخطوات الضرورية لحماية مصالحها وقيمها، وكذا مصالح حلفائها، بما فيها تلك المتعلقة بحقوق الإنسان.

ذكر الوزير الأمريكي، حل قضايا المواطنين الأمريكيين المعتقلين تعسفيًا أو الخاضعين لحظر خروج في الصين يبقى من أهم أولويات بلاده.
العمل مع الحلفاء في المحيطين الهندي والهادئ
وأفاد “بلينكن”، بأن الولايات المتحدة ستواصل مع حلفائها تعزيز رؤيتها لمنطقة حرة في المحيطين الهندي والهادئ، مؤكدًا أهمية الحفاظ على السلام والاستقرار عبر مضيق تايوان.

أعرب عن مخاوفه تجاه أعمال الصين المزعزعة للاستقرار في بحر الصين الجنوبي، بما فيها جزيرة سكند توماس شول، لافتًا إلى دعم بلاده لحرية الملاحة والتحليق وحل النزاعات سلميًا بما يتوافق مع القانون الدولي، بحسب بيان وزارة الخارجية الأمريكية.

دعم موسكو

جدد “بلينكن”، قلقه تجاه دعم بكين للقاعدة الصناعية الدفاعية الروسية، موضحًا أن الصين لا تتخذ أي تدابير لمعالجة هذا التهديد للأمن الأوروبي، والولايات المتحدة ستواصل اتخاذ التدابير المناسبة للقيام بذلك.

وتطرق الوزير الأمريكي، إلى الأعمال الاستفزازية التي تقوم بها كوريا الشمالية -على حد قوله، مؤكدًا ضرورة التعاون مع دول المنطقة للتعامل مع الوضع المتدهور في بورما
وأطلع “بلينكن”، نظيره الصيني على العمل الجاري للتوصل إلى وقف إطلاق نار في غزة، مؤكدًا أهمية التوصل إلى اتفاق دون تأخير.
ومن المؤكد، أن الحوار بين بكين وواشنطن، سيصب في صالح النظام العالمي، والاستقرار والسلم الدوليين، لا سيما أنهما من أبرز اللاعبين على الساحة الدولية، وأصحاب ثقل سياسي واقتصادي وعسكري.

 

 

 

لمزيد من الأخبار زوروا موقعنا: الوسط العربي وللتواصل الاجتماعي تابعنا على فيسبوك الوسط العربي