أخبارحول الخليجعاجل

كيف ستؤثر نتائج الانتخابات الأمريكية 2024 على التوترات مع إيران؟

 

تقرير: علي الجابري

تترقب إيران عن كثب نتائج الانتخابات الرئاسية الأمريكية المقررة في نوفمبر 2024، حيث يشكل هذا الاستحقاق السياسي نقطة تحول حاسمة في تحديد مستقبل العلاقات بين طهران وواشنطن.
ويشير المشهد السياسي الإيراني إلى وجود تباين واضح في التوقعات بشأن تأثير الانتخابات على السياسات الأمريكية تجاه إيران؛ ففي الوقت الذي يعتبر فيه البعض أن فوز دونالد ترامب، المرشح الجمهوري، قد يعيد فرض سياسة الضغوط القصوى التي كان يتبعها خلال ولايته الأولى، يرى آخرون أن فوز إدارة ديمقراطية قد يفتح آفاقاً جديدة للحوار والتفاوض، مما قد يسهم في تخفيف حدة التوترات.
ومن هنا، تتعدد السيناريوهات المحتملة التي يمكن أن تسهم في تشكيل ملامح العلاقة بين البلدين في المرحلة المقبلة، مما يجعل مراقبة نتائج الانتخابات الأمريكية أمراً بالغ الأهمية بالنسبة لطهران، حيث قد تؤثر بشكل مباشر على استراتيجياتها السياسية والإقليمية.
تتابع إيران باهتمام استعدادات الانتخابات الرئاسية الأمريكية المقررة في نوفمبر 2024، ويظهر تباين في وجهات النظر داخل إيران حول هذه الانتخابات، يمكن تلخيصها كما يلي:

تخوّف من فوز ترامب

يعتبر الداخل الإيراني فوز المرشح الجمهوري دونالد ترامب أمراً غير مرغوب فيه، نظرًا لسياسته الصارمة التي اتبعها خلال ولايته الأولى والمعروفة بسياسة “الضغوط القصوى”. فقد انسحب ترامب من الاتفاق النووي في مايو 2018، وعارض بشدة البرنامج النووي والصاروخي الإيراني، بالإضافة إلى سياسة طهران الإقليمية.

الحزب الجمهوري يعلن عن اختيار "ترامب" رسميًا لسباق الرئاسة.. و"فانس" نائبًا له
تزايدت المخاوف الإيرانية بعد إعلان ترامب تعيين جيمس ديفيد فانس، المعروف بمواقفه المتشددة تجاه إيران، نائباً لحملته الانتخابية.

فانس وصف الاتفاق النووي لعام 2015 بأنه “كارثي”، وأشاد بقرار ترامب بالانسحاب منه. هذه التطورات تعزز من احتمالية استئناف سياسة الضغوط القصوى على إيران في حال فوز ترامب.

تطلع لمجيء إدارة ديمقراطية

في المقابل، يأمل كثيرون في إيران أن تأتي إدارة ديمقراطية إلى البيت الأبيض، حيث يُعتقد أن مثل هذه الإدارة ستكون أقل تشدداً في تعاملها مع طهران. من المتوقع أن تتجنب الإدارة الديمقراطية المحتملة فرض عقوبات صارمة، وبدلاً من ذلك، قد تفضل اتباع نهج التفاوض لحل الأزمة النووية. هذا من شأنه أن يعزز فرص استئناف المفاوضات والتوصل إلى اتفاق يحد من قدرة إيران على تطوير سلاح نووي.
علاوة على ذلك، يُتوقع أن تتبنى الإدارة الديمقراطية سياسة أكثر مرونة تجاه النفوذ الإيراني في الشرق الأوسط، مما قد يجعلها خياراً أكثر قبولاً بالنسبة لإيران.

سيناريوهات مُحتملة

عند النظر في مستقبل العلاقات الإيرانية الأمريكية بعد الانتخابات الرئاسية، يمكن تصور اتجاهين رئيسيين:

في حال فوز ترامب

في حال فوز ترامب بولاية ثانية، من المرجح أن تستمر سياساته المتشددة تجاه إيران وربما تزداد حدتها في ظل الظروف الحالية. السيناريوهات المحتملة تشمل:

1. تراجع احتمالية التوصل لاتفاق نووي: لم تحرز المفاوضات النووية التي أجرتها إدارة بايدن تقدماً ملموساً، ولا تزال إيران تواصل تطوير برنامجها النووي. من المتوقع أن تتبنى إدارة ترامب الثانية سياسات أكثر تشدداً، بما في ذلك فرض عقوبات قاسية والتهديد بعمل عسكري أو استخباراتي بالتعاون مع إسرائيل.
2. تقييد النفوذ الإقليمي: ستحاول إدارة ترامب تقييد أنشطة إيران الإقليمية، بما في ذلك دعم الحوثيين وحزب الله والجماعات المسلحة في العراق وسوريا ولبنان. سيتم ذلك بالتنسيق مع حلفاء الولايات المتحدة في المنطقة، وخاصة إسرائيل ودول الخليج.

في حال فوز الديمقراطيين

إذا فاز الديمقراطيون، من المتوقع أن تكون الإدارة القادمة مقبولة لدى إيران، مما قد يؤدي إلى تحسين العلاقات بين البلدين من خلال:
1. إبرام اتفاق نووي: ستسعى الإدارة الديمقراطية لاستكمال المفاوضات مع إيران بهدف الوصول إلى اتفاق جديد يضمن وقف الأنشطة النووية الإيرانية مقابل رفع العقوبات الاقتصادية.
2. غض الطرف عن الأنشطة الإقليمية: رغم أن الإدارة الديمقراطية ستعمل على مواجهة النفوذ الإيراني في الشرق الأوسط، إلا أنها لن تتبع سياسات صارمة، بل ستتبع سياسة متوازنة تجمع بين فرض عقوبات اقتصادية مخففة ودمج إيران في ملفات إقليمية ودولية.
يعتمد مستقبل العلاقات بين إيران والولايات المتحدة بشكل كبير على نتائج الانتخابات الرئاسية الأمريكية القادمة، إذا فاز دونالد ترامب في الانتخابات، فمن المحتمل أن تتصاعد التوترات بين البلدين، مع استمرار تبني سياسة الضغط القصوى التي اتبعها خلال ولايته الأولى.
على الجانب الآخر، قد يؤدي فوز إدارة ديمقراطية إلى فرص جديدة لتحسين العلاقات بين طهران وواشنطن، من خلال تبني نهج أكثر توازناً يركز على الحوار والتفاوض. هذا التغيير المحتمل قد يفتح أبواباً للتعاون ويساهم في تخفيف حدة النزاعات بين الطرفين.

 

 

 

لمزيد من الأخبار زوروا موقعنا: الوسط العربي وللتواصل الاجتماعي تابعنا على فيسبوك الوسط العربي

زر الذهاب إلى الأعلى