إيران تحذر من “مجازفة” إسرائيلية في لبنان
تقرير: علي الجابري
في خضم تصاعد التوترات الإقليمية والتحذيرات المتبادلة، شهدت المنطقة تحذيراً صارماً من الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان يوم الإثنين، الذي توعد بعواقب وخيمة لأي هجوم إسرائيلي محتمل على لبنان.
جاء هذا التحذير في أعقاب اتهامات إسرائيلية لحزب الله اللبناني بتنفيذ ضربة صاروخية في الجولان المحتلة، وهو ما يضع المنطقة على حافة مواجهة جديدة قد تشعل نيران صراع إقليمي واسع النطاق.
وفي ظل هذه الأجواء المتوترة، تتجه الأنظار إلى التصعيد المستمر بين القوى المتنازعة، وما قد يحمله المستقبل من تداعيات على الاستقرار والأمن في الشرق الأوسط.
تحذير إيراني
حذر الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، الإثنين، من العواقب الوخيمة لأي هجوم إسرائيلي محتمل على لبنان. جاء هذا التحذير في أعقاب توعد تل أبيب بالرد القوي على حزب الله اللبناني بعد الضربة الصاروخية التي اتهمت إسرائيل الحزب بتنفيذها في الجولان المحتلة.
تفاصيل الاتصال مع الرئيس الفرنسي
أفادت وسائل الإعلام الرسمية الإيرانية بأن بزشكيان أبلغ نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، في اتصال هاتفي، بأن أي هجوم إسرائيلي محتمل على لبنان سيكون له عواقب وخيمة.
وجاء هذا التحذير بينما تدرس إسرائيل رداً على حزب الله المدعوم من إيران على هجوم صاروخي من لبنان خلال عطلة نهاية الأسبوع أدى إلى مقتل 12 شاباً في مرتفعات الجولان المحتلة.
الاتهامات والردود
اتهم الكيان المحتل السبت حزب الله بالوقوف خلف الضربة الصاروخية التي طالت بلدة مجدل شمس الدرزية في هضبة الجولان السورية المحتلة.
وزاد الهجوم من المخاوف بشأن صراع إقليمي أوسع نطاقاً، على الرغم من نفي حزب الله أي علاقة له بالهجوم.
التصعيد والتحذيرات الإضافية
يتبادل حزب الله والكيان الغاضب الهجمات الصاروخية بالتوازي مع العداون الإسرائيلي على غزة، مما يمثل أسوأ صراع عبر الحدود الجنوبية للبنان منذ عام 2006.
ويشكل حزب الله وحركة حماس جزءاً من مجموعة من الفصائل المتحالفة مع إيران في المنطقة، والتي تسمى بـ “محور المقاومة”.
تصريحات مستشار خامنئي
أعلن مستشار المرشد الأعلى في إيران، رئيس المجلس الاستراتيجي للعلاقات الخارجية، كمال خرازي، أن إسرائيل ستواجه ردًا قاسيًا في حال شنت هجوماً على لبنان.
قال خرازي، وفقاً لما نقلته وكالة “إرنا”، إن إسرائيل إذا أقدمت على هذه المخاطرة فإنها ستواجه رداً قاسياً.
وأضاف: “أفضل حل لنتنياهو هو إنهاء الحرب الوحشية في غزة، لأنه إذا استمر في الحرب فلن يحصل على شيء سوى الخسائر البشرية والدمار”.
تصريحات وزارة الخارجية الإيرانية
من جانبه صرح المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، ناصر كنعاني، بأن بلاده تحذر إسرائيل من أي “مجازفة جديدة” في لبنان، مشيراً إلى أن التصعيد قد يؤدي إلى “توسيع عدم الاستقرار وعدم الأمن والحرب في المنطقة”.
الرد الإسرائيلي المتوقع
أعلن رئيس أركان جيش الكيان الصهيوني، هرتسي هاليفي، أن الجيش رفع جاهزيته إلى “المرحلة التالية” من القتال في شمال البلاد، متعهداً بضرب جماعة حزب الله اللبنانية بـ”صورة قاسية” وإعادة الأمن إلى المنطقة.
لقاءات إيرانية مع الحوثيين وحماس
في سياق متصل، أشاد الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان بهجمات الحوثيين ضد إسرائيل والملاحة البحرية خلال لقاء مع محمد عبد السلام، المتحدث باسم الجماعة في اليمن.
كما التقى بزشكيان برئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية، وأشاد بمواقف إيران الداعمة للشعب الفلسطيني.
وفي ظل هذه الأجواء المتوترة والمشاحنات المتصاعدة، تبدو المنطقة على شفا انفجار جديد يمكن أن يعيد تشكيل خريطة الصراع في الشرق الأوسط، فالتحذيرات الإيرانية القاسية والتصريحات المتشددة من الكيان الصهيوني تعكس حجم الاحتقان والخطر المتزايد الذي يهدد الأمن والاستقرار في المنطقة.
ومع تبادل التهديدات والاتهامات، يظل السؤال: هل سيتحول هذا التصعيد إلى مواجهة عسكرية شاملة؟ الأيام القادمة تحمل في طياتها إجابات قد تكون حاسمة لمستقبل المنطقة بأسرها.
لمزيد من الأخبار زوروا موقعنا: الوسط العربي وللتواصل الاجتماعي تابعنا على فيسبوك الوسط العربي