أخبارعاجلنحن والغرب

الاتحاد الأوروبي يكثف جهوده لتحقيق سلام دائم بين أذربيجان وأرمينيا

 

تقرير: محمد علاء

يسعى الاتحاد الأوروبي، لتكثيف جهوده من أجل تحقيق سلام دائم في جنوب القوقاز، والوصول إلى اتفاق بين أرمينيا وأذربيجان، مع تصاعد التوترات بالمنطقة التي مزقتها الحرب خلال العقود الماضية.
وكشف دبلوماسيان كبيران في الكتلة، لـ”بوليتيكو”، أن رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشيل، عقد اجتماعات ثنائية مع قادة أرمينيا وأذربيجان، خلال قمة المجموعة السياسية الأوروبية، التي انعقدت هذا الشهر في المملكة المتحدة.
ودعا “ميشيل”، الجانبين إلى العودة إلى طاولة المفاوضات؛ لوضع اللمسات النهائية على اتفاق السلام، عبر إحراز تقدم في القضايا العالقة، وفي مقدمتها ترسيم الحدود.

الإحباط يتزايد

يتزايد الإحباط لدى بروكسل، بعد شهور من الجمود السياسي، مما أدى إلى فشل الهدنة التي طال انتظارها.
وفشل الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف، ورئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان، في الجلوس معًا، خلال قمة المجموعة السياسية الأوروبية كما كان مخططًا، بناء على دعوة من رئيس الوزراء البريطاني الجديد كير ستارمر.

كير ستارمر
كير ستارمر

وقال دبلوماسي كبير في الكتلة، مقرب من رئيس المجلس الأوروبي، إن الأمر متروك للجانبين في نهاية الأمر، للتوقف عن المراوغة وإبرام الاتفاق، مضيفًا: “مشيل بذل كل ما في وسع الاتحاد الأوروبي للتوصل إلى اتفاق سلام بين البلدين”.

تصاعد التوترات

جاءت مساعي الاتحاد الأوروبي، بعد 9 شهور من شن هجوم عسكري نفذته أذربيجان؛ بهدف استعادة منطقة ناجورنو كاراباخ الانفصالية، مما أدى إلى نزوح جماعي لسكانها من أصل أرمني، والبالغ عددهم 100 ألف نسمة.
وهذا التصعيد جاء بعد شهور من المحادثات التي استضافها رئيس المجلس الأوروبي، والتأكيد على أن الحل الدبلوماسي هو الذي سيحقق السلام.

اتهامات متبادلة

تتصاعد التوترات من جديد مؤخرًا، حيث اتهمت وزارة الدفاع الأذربيجانية، أرمينيا بارتكاب استفزازات على طول الحدود المشتركة بينهما، تتمثل في استخدام أسلحة ثقيلة وطائرة استطلاع دون طيار في المنطقة.
وهددت الوزارة، الخميس الماضي، باتخاذ إجراء عسكري واسع النطاق ضد أرمينيا ردًا على تلك الاستفزازات، داعية أرمينيا ورعاتها إلى الامتناع عن خلق بؤرة حرب جديدة في جنوب القوقاز، بحسب راديو أوروبا الحرة.
وقالت الوزارة، إنه حال عدم توقف هذه الأعمال الاستفزازية، فسيتم اتخاذ الخطوات المناسبة باستخدام جميع الوسائل المتاحة في ترسانة القوات المسلحة؛ للدفاع عن النفس.

تنديد بالقوى الغربية

نددت وزارة الدفاع الأذربيجانية، بتكثيف القوى الغربية تعاونها العسكري مع يريفان، ومنها التدريبات العسكرية المشتركة التي أجرتها الولايات المتحدة في أرمينيا، خلال الشهر الجاري.
وذكرت الوزارة، أن تلك التصرفات يمكن أن تجعل أرمينيا تلجأ إلى استفزازات جديدة، والاستعداد لحرب أخرى ضد أذربيجان.
كما انتقدت باكو، التي انتصرت في حربين ضد أرمينيا منذ عام 2020، الدعم العسكري الذي قدمته فرنسا لأرمينيا، ومنها صفقة أسلحة، وكذا تخصيص الاتحاد الأوروبي 10 ملايين يورو كمساعدات عسكرية إلى يريفان.

رفض للاتهامات

رفضت وزارة الخارجية الأرمينية، تلك الاتهامات، مؤكدة التزامها بأجندة السلام، وعدم حيادها عن تلك الاستراتيجية.
وأشارت الوزارة، إلى تجاهل أذربيجان للاقتراح الأرمني الأخير، بإجراء تحقيقات مشتركة في انتهاكات وقف إطلاق النار المزعومة من الجانبين، موضحة أنه حصول أرمينيا على الأسلحة من فرنسا ودول أخرى يهدف إلى الدفاع عن أراضيها المعترف بها دوليًا.
وخلال الشهر الجاري، عقدا وزيرا خارجية أذربيجان وأرمينيا، محادثات في واشنطن، استضافها وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، ولكن لم يعلن عن أي تقدم من أجل التوقيع على معاهدة السلام.

وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن (وسط) يلتقي بنظيره الأرميني أرارات ميرزويان (أقصى اليمين) ووزير الخارجية الأذربيجاني جيهون بيراموف (أقصى اليسار)
وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن يلتقي بنظيره الأرميني أرارات ميرزويان ووزير الخارجية الأذربيجاني جيهون بيراموف

استعادت أذربيجان، السيطرة على منطقة ناجورنو كاراباخ في سبتمبر 2023، بعد هجوم خاطف لجيشها، وحملت أرمينيا المسؤولية، لحليفها التقليدي روسيا.
ومنذ حينها، توجهت يريفان، إلى تحسين علاقاتها مع الغرب، وتجميد علاقاتها مع موسكو.

 

 

لمزيد من الأخبار زوروا موقعنا: الوسط العربي وللتواصل الاجتماعي تابعنا على فيسبوك الوسط العربي

زر الذهاب إلى الأعلى