القائد الثوري “مصطفى بن بولعيد”.. بطل الثورة الجزائرية
كتبت: نجوى إبراهيم
القائد “مصطفى بن بولعيد”…. بطل ثورى يمثل أيقونة الثورة الجزائرية وأبرز مفجريها الآوائل الذين ضحوا بأنفسهم في سبيل استقلال البلاد.. كان قائدا عسكريا بجبهة التحرير الوطنى الجزائرى …كان له دورا هاما فى مواجهة الاحتلال الفرنسى ..تميز برؤيته الواضحة لأهدافه ولابعاد قضيته ..اتصف بحسن التخطيط والتنظيم والتعبئة .. لاحظ منذ نعومة أظافره سياسة التفريق والتمييز التى تمارسها الادارة الاستعمارية بين الأطفال الجزائريين وأقرانهم من أبناء المعمرين ..ومن هنا تبلور موقفه الرافض للاستعمار ..وكانت يتردد على ذهنه كثيرا طرد هؤلاء الذين اغتصبوا أرضه وينعمون بخيراتها.
نشأته وتعليمه
ولد “مصطفى بن أمحمد بن عمار بن بولعيد ” الملقب ب “أسد الأوراس”و”أب الثورة ” فى 5 فبراير عام 1917 بقرية اينركَب، المعروفة باسم الدشرة ببلدية بأريس إحدى المناطق التابعة لمدينة باتنة، ينتمي إلى عائلة أماويعية شاوية ..وهى عائلة ريفية ميسورة الحال ..وينتمي إلى قبيلة أولاد تخريبت من عرش التوابة ,والده “محمد بن عمار بن بولعيد”كان يعمل بمهنة التجارة.
اشتهر والده بالورع والتقوى ..بدأ مصطفى تعليمه بدراسة القرآن الكريم حيث قدمه أبيه.
للشيخ شيخ يدعى خذير ليعلمه القرأن الكريم و كتب السيرة النبوية وسيرة الخلفاء الراشدين وكان “مصطفى ” شغوفا بذلك ومهتما بتلك المثل العليا، الشيء الذي جعله يتشبع بالأخلاق الحميدة وتعاليم دينه السمحة , ثم وجهه إبيه إلى الدراسة في مدينة” باتنة” والتحق بمدرسة الأمير عبد القادر حاليا والمعروفة بالأهالي سابقا ودرس بها لمدة 7 سنوات ..حتى حصل على شهادة التعليم المتوسط باللغتين العربية والفرنسية.
سفره إلى فرنسا
فى عام 1935 مات والده ومعلمه الأول فتدهورت أحوال أسرته المادية ولذلك اضطر “مصطفى “أن يتخلى عن استكمال تعليمه والسفر إلى فرنسا فى نهاية عام 1936 للبحث عن عمل هو وأخيه حتى يساعد أسرته فى تحمل أعباء الحياة واستقر فى مدينة “فلرى” وعمل فى التجارة وهناك اندمج مع إخوانه المهاجرين الذين انتخبوه رئيسا لنقابة العمال،..لكنه لم يمكث هناك وقتا طويلا وسرعان ما عاد إلى إلى مسقط رأسه واشتغل فى مهنة التجارة مثل أبيه..
وتزوج من عائلة بن مناع وأنجب على بمرور السنوات ستة ذكور وبنتا.
تجنيده
فى عام 1938 تم استدعاء” ابن بولعيد ” لاداء الخدمة العسكرية.فى صفوف الجيش الفرنسى .وأظهر تفوقا عسكريا ومجهودا كبيرا وأنهى الخدمة العسكرية بشهادة شرفية كمقاتل مقدام بالثكنة العسكرية لسطيف سنة 1942..ثم تم استدعاءه مجددا للخدمة العسكرية عند اندلاع الحرب العالمية الثانية عام 1943 برتبة مساعد وذلك بعد دخول القوات الأمريكية للجزائر، حيث لقي أنواع التنكيل والتعذيب لأنه قام بحركة تمرد داخل الثكنة..عندما علم أخيه بأمر تعذيبه
أعد ملفا تبريريا واستعان بالبشاغا الذي زوده بمبلغ قدره 7000 فرنك فرنسي ليتم العفو بعدها عن”ابن بولعيد”.
واصل “مصطفى ” نشاطه التجاري وعمله كرئيس لنقابة التجار، و بنى منزلا بآريس كما حصل على رخصة نقل المسافرين بين آريس وباتنة واشترى حافلتين.
بداية نشاطه الثوري
عندما كان فى مدرسة الأمير عبد القادر كان يبغض الاستعمار ويدور فى ذهنه فكرة طرد المستعمريين ولذلك انضم إلى نادي آريس وظل يناضل به حتى سفره إلى فرنسا في أواخر 1936 حيث تم انتخابه هناك رئيسا لنقابة العمال الجزائريين، وبمرور الوقت أدرك أن معاملة الفرد الجزائري وقيمته سواء في فرنسا أو الجزائر معاملة استغلال وازدراء، فعاد إلى الجزائر بعد عام وكان محله في أحد أحياء آريس مركز حوار وحديث حول الإصلاح والقضية الوطنية مع رفاقه في النادي: “مسعود بلعقون”،و” اسمايحي الحاج ازراري”،و “بن حابة بومعراف”، كما إنه انتخب عندما رجع من الجزائر وعمل بالتجارة رئيسا لنقابة التجار.
وفى عام 1945 عاش”مصطفى” أحداث 8 مايو 1945 والتي حزت في نفسه كثيراً وأكسبته قناعة كبيرة، وكان ذلك بداية التفكير الفعلي في العنف الثوري كوسيلة لتخلص البلاد من براثن الاستعمار,انخرط “ابن بولعيد “فى صفوف حزب الشعب الجزائرى بتزكية من المناضل “اسمايحي الحاج أزراري” مسؤول خلية حزب الشعب الجزائري بأريس.
لمزيد من الأخبار زوروا موقعنا: الوسط العربي وللتواصل الاجتماعي تابعنا على فيسبوك الوسط العربي