القائد الثوري “مصطفى بن أبو لعيد”.. العقل المدبر لثورة التحرير الجزائرية
كتبت: نجوى إبراهيم
الشهيد “مصطلفى بن أبو لعيد “.. الملقب ب”أسد الاوراس”، قائد عسكرى وثورى وسياسى بارع، يتحلى بالإنسانية فى القيادة العسكرية والسياسية، كان المحرك الأساسي للثورة الجزائرية نظرا لدوره الإستراتيجي في التخطيط والتنظيم والتعبئة، تبرع بأمواله إلى ثورة التحرير، وتكفل بجلب أولى شحنات السلاح من ليبيا، وتخزينه بالجبال في عهد المنظمة السرية الخاصة, وعند اندلاع الثورة المسلحة فى الاول من نوفمبر عام 1954 حاول الاحتلال الفرنسي القبض على العقل المدبر مصطفى بن بولعيد هدفه الأول، مهما كلفه من ثمن، حاولوا اغتياله عدة مرات من أجل وأد الثورة.
محاولات اغتياله ومكائد ضده:
فى عام 1948 تم الهجوم عليه من قبل عصابة بمنزله ليلا لاغتياله لكنه رد عليهم بالرصاص فلاذوا بالفرار وتكررت نفس العملية في 1951 لكنها فشلت أيضا ,وفى نفس العام
تعرض أخوه عمر نهارا في طريق عودته لمنزله للاعتداء من قبل شخصين في جسر آريس فأخرج مسدسه ورماهما فجرح واحدا وسقط الثانى قتيلا ,لم تتوقف مكائد الاستعمار عند هذا الحد بل توالت المخططات من أجل إضعافه ماديا حيث كان يتم بوضع عدة مسدسات في حافلته وحجزها من الحين إلى الآخر، وإعطاء إحدى عملائهم ويدعى “بوهالي “رخصة نقل لمزاحمة بن بولعيد.
وتم زرع الفتن كمحاولة لتفريق وحدة الأعراش وكادت بالفعل أن يتم التفرقة بين أكبر عرشين في آريس عرش بوسليمان وعرش بن بولعيد التوابة وهذا بعد أن قام أحد أذناب الاستعمار بقتل رجل من عرش التوابة لكن بن بولعيد كان يقظا ودعا إلى اجتماع صلح فى أوخر عام 1952 أسفر عن إنهاء الأزمة وخابت آمال العدو الفرنسي في توسيع الهوة بين الأعراش.
دوره في الثورة الجزائرية
شارك “أبو لعيد ” في تأسيس “اللجنة الثورية للوحدة والعمل” ونظراً للثقة التي كان يحظى بها من طرف الجميع فقد أدى دوراً كبيراً في الوساطة وإصلاح ذات البين أثناء الخلافات الحزبية بين المركزيين والمصاليين، كما ترأس الاجتماع التاريخي الذي انعقد في كلوصلومباي (المدنية حالياً) بالجزائر العاصمة فى عام 1954م، وكلّف من طرف الحاضرين بفرز الأصوات، وكما كان له الفضل الكبير في انضمام القبائل إلى لجنة الستة.
برز دور بن بولعيد بقوة عقب اكتشاف السلطات الفرنسية المنظمة السرية عام 1950، حيث أعقب اكتشاف المنظمة حملة واسعة من عمليات التمشيط والاعتقال والاستنطاق الوحشي بمنطقة الأوراس على غرار باقي مناطق الوطن. ..وفر الكثير من قادة المنظمة المناضلين والذين تم مطاردتهم ..ولم يجد هؤلاء ملجأ لهم إلا ” لدى القائد “مصطفى ابن بولعيد “فقد أخذ على عاتقه التكفل بايوائهم وإخفائهم عن أعين العدو وأجهزته الأمنية..ورغم المطاردات والمضايقات وحملات التفتيش والمداهمة تمكن بن بولعيد بفضل حنكته وتجربته من الإبقاء على المنظمة الخاصة واستمرارها في النشاط فى منطقته..رغم قرار الحزب بتصفية المنظمة إلا إنه بذل كل ما في وسعه من أجل احتواء الأزمة بصفته عضو قيادي في اللجنة المركزية للحزب.
فى عام 1953 كلف “أبولعيد ” بالاتصال بزعيم الحزب “مصالي الحاج” الذي كان قد نُفي في 14 مايو 1954 إلى فرنسا ووضع تحت الإقامة الجبرية، وذلك في محاولة لإيجاد حل وسطي يرضي المركزيين والمصاليين ,وبعد ذلك توصل أنصار العمل الثوري المسلح وعلى رأسهم بن بولعيد إلى فكرة إنشاء «اللجنة الثورية للوحدة والعمل» والإعلان عنها في أوائل مارس 1954 لتضييق الهوة التي تفصل بين المصاليين والمركزيين ,وتوحيد العمل والالتفاف حول فكرة العمل الثورى.
وفى 24 يونيو 1954 تم عقد لقاء تاريخى لمجموعة ال 22 بمنزل المناضل “ألياس دريش” بحى المدينة ..وتم الاتفاق على تفجير الثورة المسلحة لاسترجاع السيادة الوطنية المغتصبة منذ أكثر من قرن مضى، لأن “مصطفى ابن بولعيد كان وقتها يتمتع بمكانة عالية أسند اليه رئاسة اللقاء الذي صدرعنه تقسيم البلاد إلى مناطق خمس وعُيّن على كل منطقة مسؤول وقد عين مصطفى بن بولعيد على رأس المنطقة الأولى: الأوراس ..وكان أعضاء لجنة الستة الذين شاركوا فى الاجتماع هم ” رابح بيطاط “,” ديدوش مراد”,”محمد بوضياف “,”كريم بلقاسم “العربى بن مهيدى”ومصطفى بولعيد “..انتقل بعد الاجتماع “ابن أبو لعيد برفقة عدد من زملاء النضال إلى سويسرا للاتصال بأعضاء الوفد الخارجى ..وتبليغهم بنتائج الاجتماع ..وتكليفهم بالاشراف بالاشراف على الدعاية للثورة .
وتكثف نشاط “أبو لعيد ” لضبط صغائر الامور قبل تفجير الثورة المسلحة فى الوقت المحدد لها فى الأول من نوفمبر 1954 ,فكان دائما يتنقل من مكان لاخر لدراسة احتياجات كل منطقة من عتاد الحرب كأسلحة والذخيرة.
وفى 10 أكتوبر 1954 التقى أبو لعيد ب”كريم بلقاسم “,و”رابح بيطاط “وتم الاتفاق على إعلان الثورة المسلحة باسم “جبهة التحرير الوطنى”..واجتمعت لجنة الستة مرة أخرى فى 22 أكتوبر 1954 لمراجعة مشروع بيان أول نوفمبر واقراره موعد انطلاق الثورة المسلحة.
لمزيد من الأخبار زوروا موقعنا: الوسط العربي وللتواصل الاجتماعي تابعنا على فيسبوك الوسط العربي