مخاوف أمنية تدفع دول الخليج لرفض استضافة طائرات F-22A الأمريكية
تقرير: علي الجابري
في خطوة مفاجئة تعكس التوترات الإقليمية والمخاوف الأمنية في منطقة الخليج، رفضت كل من قطر والإمارات العربية المتحدة استضافة 12 طائرة من طراز F-22A التابعة لسلاح الجو الأمريكي، كان من المقرر نشرها في الشرق الأوسط لتعزيز القدرات الدفاعية للولايات المتحدة وحلفائها في المنطقة.
مخاوف أمنية واستراتيجية
مصادر مطلعة أفادت بأن قطر والإمارات أبدتا مخاوف كبيرة من احتمال استخدام هذه الطائرات في عمليات هجومية ضد الحرس الثوري الإيراني، وهو ما قد يزيد من تعقيد الوضع الأمني الهش في المنطقة.
وتعود هذه المخاوف إلى القلق المتزايد من أن تصبح الدولتان جزءاً من صراع إقليمي أوسع قد ينشب بين الولايات المتحدة وإيران، مما يجعلهما هدفاً محتملاً لهجمات انتقامية.
موافقة أردنية
على النقيض، أعطى الأردن الضوء الأخضر للقيادة المركزية الأمريكية لاستضافة الطائرات على أراضيه، في خطوة تُظهر تمايزاً في المواقف الإقليمية تجاه السياسة الأمريكية في الشرق الأوسط.
ردود فعل دولية
ردود الفعل الدولية على هذه التطورات كانت متباينة. ففي حين رحبت الولايات المتحدة بموافقة الأردن، فإنها أعربت عن أسفها لرفض قطر والإمارات. يُنظر إلى هذا الرفض على أنه مؤشر على تزايد القلق الإقليمي من سياسات الولايات المتحدة تجاه إيران، وكذلك على تباين المصالح والأولويات الأمنية بين دول الخليج.
تداعيات مستقبلية
يرى الخبراء أن رفض قطر والإمارات استضافة طائرات F-22A قد يعكس تحولاً في مواقف الدولتين من التحالفات الأمنية التقليدية مع الولايات المتحدة.
أن هذا القرار قد يدفع واشنطن إلى إعادة تقييم استراتيجياتها العسكرية في المنطقة، وربما البحث عن شركاء جدد أو تعزيز العلاقات مع الحلفاء الحاليين مثل الأردن.
في الوقت نفسه، قد يؤدي هذا الرفض إلى تعميق الشكوك بين دول الخليج حول نوايا بعضها البعض، مما قد يفاقم من التوترات الإقليمية من ناحية، ومن ناحية ثانية يضع تحديات كبرى أمام الولايات المتحدة الأمريكية والتي تحاول بناء جبهة موحدة لمواجهة النفوذ الإيراني المتزايد، خاصة في ظل العداون الإسرائيلي على غزة وتداعياته على المنطقة ككل.
تراجع النفوذ الأمريكي في الشرق الأوسط
رفض قطر والإمارات استضافة طائرات F-22A الأمريكية، مقابل موافقة الأردن، يعكس تحولاً استراتيجياً في ميزان القوى والنفوذ في الشرق الأوسط.
هذه الخطوة تبرز تزايد التحديات التي تواجه الولايات المتحدة في تعزيز نفوذها والحفاظ على تحالفاتها التقليدية في المنطقة. فبينما تسعى واشنطن لمواجهة التهديدات الإيرانية، تواجه صعوبات متزايدة في الحصول على الدعم الكامل من شركائها الخليجيين الذين يفضلون الابتعاد عن النزاعات الإقليمية المحتملة.
هذا التباين في المواقف يشير إلى تناقص الثقة في السياسات الأمريكية ويعكس رغبة متزايدة لدى الدول الخليجية في انتهاج سياسات مستقلة تراعي مصالحها الأمنية والاقتصادية.
وبالنظر إلى تزايد النفوذ الإقليمي لقوى أخرى مثل روسيا والصين، فإن قدرة الولايات المتحدة على التأثير في مجريات الأحداث في الشرق الأوسط تبدو أكثر تراجعاً من أي وقت مضى. في ظل هذه التطورات، تبقى المنطقة أمام مفترق طرق تاريخي قد يعيد تشكيل التحالفات ويغير من موازين القوى لسنوات قادمة.
لمزيد من الأخبار زوروا موقعنا: الوسط العربي وللتواصل الاجتماعي تابعنا على فيسبوك الوسط العربي