أخبارحول الخليجعاجل

اختلالات أمنية واستخباراتية.. كيف اخترقت إسرائيل حصون الأمن الإيراني؟

 

تقرير: علي الجابري

لم تكن عملية اغتيال الشهيد إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية حماس في قلب العاصمة الإيرانية طهران مجرد ضربة أمنية عابرة، بل كانت تجسيدًا لاختلالات كبيرة في النظام الأمني والاستخباراتي الإيراني، حيث تمكن الموساد من اختراق النظام الأمني في طهران، المدينة التي يفترض أن تكون واحدة من أكثر المدن حماية في العالم، وهذا الاختراق الأمني الكبير يشير إلى وجود ضعف في الإجراءات الأمنية المتبعة، وعدم كفاءة التنسيق بين الأجهزة المختلفة المسؤولة عن حماية الشخصيات الهامة في إيران.
وتعكس عملية الاغتيال نفسها مستوى عاليًا من التخطيط والتنفيذ للكيان المحتل، الذي استطاع الوصول إلى هدفه داخل العاصمة الإيرانية دون أن يتم منعه من تنفيذ مهمته، وهو ما يدلل على قدرته على جمع المعلومات الاستخباراتية وتنفيذ العمليات المعقدة.

تداعيات ممتدة:

تداعيات هذه العملية لا تقتصر فقط على الجانب الأمني، بل تمتد إلى الجانب السياسي أيضًا، حيث كانت طهران تستضيف وفودًا خارجية وكبار المسؤولين الإيرانيين، ما يعكس تأثيرًا كبيرًا على صورة النظام الإيراني داخليًا وخارجيًا.
ويعتبر هذا الاغتيال رسالة من الكيان الغاصب إلى النظام الإيراني بأن قدرتهم على تنفيذ العمليات الاستخباراتية المعقدة لا تزال قوية، وأن الأمان في العاصمة الإيرانية لم يعد مضمونًا كما كان يعتقد سابقًا، وهو ما يضع القيادة الإيرانية في موقف حرج، ويزيد من الضغوط الداخلية والخارجية على النظام الإيراني لتعزيز تدابيرها الأمنية وتحسين كفاءتها الاستخباراتية.

رسائل مختلفة:

لقد حملت عملية مقتل البطل الشهيد، في طياتها العديد من الرسائل والتحديات للنظام الإيراني، فهذا الاغتيال لم يكن مجرد حادث عابر، بل كشف عن ثغرات واختلالات عميقة في الوضع الأمني والاستخباراتي للجمهورية الإسلامية.
ومع انتشار الأخبار والتعليقات حول هذا الحدث، تبرز العديد من الجوانب التي تستدعي التوقف والتحليل، بدءًا من هشاشة النظام الأمني الإيراني وصولًا إلى قدرة الموساد على تنفيذ عمليات دقيقة في أكثر الأماكن حراسة.

المنزل الذي اغتيل فيه إسماعيل هنية
المنزل الذي اغتيل فيه إسماعيل هنية في إيران

ثغرات عديدة:

كشف مقتل هنية في طهران عن عدد من الثغرات والاختلالات في الوضع الأمني والاستخباراتي الإيراني:
1. هشاشة النظام الأمني: عملية اغتيال هنية داخل العاصمة الإيرانية طهران، وفي وقت كانت فيه العاصمة تغص بكبار المسؤولين الإيرانيين ووفود خارجية، أظهرت ضعف الإجراءات الأمنية المتخذة لحماية الشخصيات البارزة.
2. اختراق الموساد: العملية أشارت إلى قدرة الموساد على اختراق العمق الإيراني وتنفيذ عمليات معقدة في أماكن من المفترض أنها مؤمنة بشكل عالي. هذا يثير تساؤلات حول مدى فعالية الأجهزة الأمنية والاستخباراتية الإيرانية في رصد ومنع التهديدات الداخلية والخارجية.
3. ضعف التنسيق الاستخباراتي: العملية بينت ضعف التنسيق بين مختلف الأجهزة الأمنية والاستخباراتية الإيرانية، وعدم قدرتها على منع وقوع مثل هذه العمليات أو حتى التنبؤ بها مسبقًا.
4. تقصير أمني: تصريحات المحلل والدبلوماسي الإيراني السابق صباح زنكنة بأن هنية كان يتنقل بشكل مكشوف دون أن يحاول التخفي، تعكس تقصيرًا في تقديم الحماية اللازمة له، مما يشير إلى فشل في اتخاذ الإجراءات الاحترازية اللازمة.

صباح زنكنة
صباح زنكنة

5. رسالة قوية من إسرائيل: تنفيذ العملية في قلب طهران وعلى شخص بوزن هنية بعث برسالة قوية من إسرائيل تفيد بأن لا أحد آمِن حتى في العاصمة الإيرانية، مما يزيد من الضغط على النظام الإيراني داخليًا وخارجيًا.
6. إحراج للنظام الإيراني: الاغتيال في وقت حساس من مراسم تنصيب الرئيس الجديد مسعود بزشكيان، ووصفه بأنه “عملية إحراج مكتملة الأركان” للجمهورية الإسلامية، يعكس تأثيرًا كبيرًا على صورة النظام الإيراني أمام المجتمع الدولي وأمام شعبه.
7. تساؤلات حول أنظمة الدفاع الجوي: مقتل هنية في العاصمة طهران أثار تساؤلات حول فعالية أنظمة الدفاع الجوي الروسية المتطورة التي تمتلكها إيران، ومدى قدرتها على التصدي لمثل هذه التهديدات.
بالمجمل، كشف اغتيال هنية في طهران عن ضعف وتراخي في الإجراءات الأمنية والاستخباراتية الإيرانية، وعن قدرة أعداء إيران على تنفيذ عمليات معقدة ومحرجة داخل أراضيها، مما يشكل تحديًا كبيرًا للنظام الإيراني على الصعيدين الأمني والسياسي.

 

 

 

لمزيد من الأخبار زوروا موقعنا: الوسط العربي وللتواصل الاجتماعي تابعنا على فيسبوك الوسط العربي

زر الذهاب إلى الأعلى