تقييم قدرات الطيران والدفاع الجوي الإيراني في مواجهة التهديدات الإسرائيلية
تقرير: علي الجابري
تترقب إسرائيل ردًا محتملاً من إيران بعد اغتيال إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، في طهران الأسبوع الماضي. إذا ما تصاعدت الأوضاع إلى حرب جوية طويلة الأمد بين الطرفين، فإن قدرات إيران العسكرية ستكون محورًا رئيسيًا في أي مواجهة محتملة.
تمتلك إيران قدرات عسكرية متنوعة تشمل القوات الجوية وأنظمة الدفاع الجوي، لكن هذه القدرات تتفاوت من حيث الفعالية والتطور. على الرغم من أن إيران تملك قوات جوية كبيرة نسبيًا، تتكون من حوالي 37 ألف فرد، إلا أن العقوبات الدولية المستمرة قد أثرت على تحديث هذه القوات. تعتمد إيران بشكل كبير على طائرات قديمة مثل سوخوي-24 وطائرات أميركية روسية الصنع من فترة ما قبل الثورة الإسلامية، بالإضافة إلى طائرات مقاتلة من طرازات مختلفة مثل ميج-29 وإف-14.
على صعيد الدفاع الجوي، تعتمد إيران على مجموعة من الأنظمة التي تشمل صواريخ سطح-جو روسية ومحلية الصنع، مثل منظومة إس-300 التي تلقتها من روسيا في عام 2016، بالإضافة إلى منصات صواريخ باور-373 ومنظومتي صياد ورعد. هذا المزيج يعزز قدرة إيران على حماية مجالها الجوي ضد الهجمات المحتملة، لكنه يعكس أيضًا الاعتماد على تقنيات قد تكون أقل تطورًا مقارنة بتلك التي تستخدمها دول أخرى.
إذا ما حدث تصعيد عسكري مع إسرائيل، فإن التحديات التي تواجه إيران تشمل ليس فقط المعدات العسكرية القديمة ولكن أيضًا التهديدات المحتملة من التقنيات المتقدمة التي قد تستخدمها إسرائيل. لذا، فإن استعداد إيران للتعامل مع هذا النوع من التهديدات يعتمد على قدرتها على التكيف مع الظروف المتغيرة وتطوير استراتيجيات فعالة لمواجهة أي تصعيد محتمل.
القوات الجوية الإيرانية
تتألف القوات الجوية الإيرانية من حوالي 37 ألف فرد، مما يجعلها قوة جوية ذات حجم كبير. ومع ذلك، يشير المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية في لندن إلى أن العقوبات الدولية المستمرة منذ عقود قد فرضت قيودًا كبيرة على تحديث هذه القوات. هذه العقوبات منعت إيران من الحصول على أحدث المعدات العسكرية عالية التقنية، مما أثر على فعالية قواتها الجوية.
حاليًا، لا تمتلك القوات الجوية الإيرانية سوى بضع عشرات من الطائرات الهجومية العاملة. تتضمن هذه الطائرات طرازات روسية وأمريكية قديمة حصلت عليها إيران قبل الثورة الإسلامية عام 1979.
وفقًا للمعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية، تمتلك طهران سربًا من تسع طائرات مقاتلة من طرازي إف-4 وإف-5، بالإضافة إلى سرب آخر من طائرات سوخوي-24 روسية الصنع، إلى جانب عدد من طائرات ميج-29 وإف-7 وإف-14. هذه الطائرات، رغم تعددها، تعتبر قديمة نسبيًا مقارنة بالمعدات الحديثة المستخدمة من قبل دول أخرى.
في الوقت نفسه، يمتلك الإيرانيون طائرات مسيرة مصممة للتحليق نحو الأهداف والانفجار عند الوصول. يعتقد المحللون أن عدد هذه الطائرات المسيرة قد يصل إلى حوالي 10 آلاف طائرة، مما يعكس التوجه الإيراني نحو تطوير هذه التكنولوجيا كبديل لتعويض نقص الطائرات الحربية التقليدية.
و تواجه القوات الجوية الإيرانية تحديات كبيرة نتيجة للقيود المفروضة عليها من العقوبات الدولية. وعلى الرغم من امتلاكها لتنوع في الأسلحة الجوية والطائرات المسيرة، فإن عدم تحديث المعدات وتقدّم التكنولوجيا في المجال الجوي يظل أحد أبرز التحديات التي تؤثر على فعالية هذه القوات في مواجهة التهديدات المحتملة.
أنظمة الدفاع الجوي الإيرانية
تعتمد إيران على مزيج متنوع من أنظمة الدفاع الجوي التي تشمل صواريخ سطح-جو وأنظمة دفاع جوي روسية ومحلية الصنع لتعزيز قدرتها على حماية مجالها الجوي.
تلقت طهران شحنات من منظومة إس-300 المضادة للطائرات من روسيا في عام 2016، وهي أنظمة صواريخ سطح-جو بعيدة المدى قادرة على التعامل مع أهداف متعددة في آن واحد، بما في ذلك الطائرات والصواريخ الباليستية. تعتبر منظومة إس-300 واحدة من أبرز أنظمة الدفاع الجوي التي تستخدمها إيران لتعزيز قدرتها على التصدي لأي تهديدات جوية.
بالإضافة إلى ذلك، طورت إيران منصة صواريخ سطح-جو من طراز باور-373، التي تعكس الجهود الإيرانية في مجال التكنولوجيا الدفاعية المحلية. هذه المنصة مصممة لتعزيز قدرة إيران على التصدي للهجمات الجوية من خلال توفير دفاع قوي ضد الطائرات والصواريخ. كما تشمل أنظمة الدفاع الإيرانية منظومتي صياد ورعد، اللتين توفران تغطية إضافية وتكملان فعالية الأنظمة الدفاعية الأخرى.
هذا المزيج من الأنظمة الدفاعية يعزز قدرة إيران على حماية مجالها الجوي ضد أي تهديدات محتملة. من خلال الجمع بين التكنولوجيا الروسية الحديثة والتطويرات المحلية، تسعى إيران إلى تعزيز قدرتها على التصدي للهجمات الجوية وضمان استقرار الأوضاع الأمنية في المنطقة.
ويمثل هذا التنوع في أنظمة الدفاع الجوي انعكاسًا للجهود الإيرانية المستمرة لتحسين قدرتها على مواجهة التهديدات. ومع تطور الأوضاع الإقليمية، ستظل إيران تسعى إلى تعزيز دفاعاتها الجوية للحفاظ على قدرتها على التصدي لأي محاولات اعتداء وضمان أمنها القومي.
التحديات والضعف في القدرات الجوية الإيرانية
على الرغم من القدرات المتعددة التي تمتلكها إيران في مجال الدفاع الجوي، إلا أن سلاح الجو الإيراني يواجه تحديات ملحوظة. أحد أبرز هذه التحديات هو الاعتماد الكبير على طائرات سوخوي-24، التي تم تطويرها لأول مرة في الستينيات. هذا الاعتماد يظهر الضعف النسبي للقوات الجوية الإيرانية مقارنة بنظيراتها في المنطقة، حيث تعتمد على طائرات قديمة نسبيًا في مواجهة تهديدات حديثة ومتطورة.
تعاني القوات الجوية الإيرانية أيضًا من عقوبات دولية فرضت عليها منذ عقود، مما حجب عنها الوصول إلى أحدث المعدات العسكرية عالية التقنية. هذا الحجب أثر بشكل كبير على تحديث وتطوير القوات الجوية الإيرانية، مما جعلها تعتمد على ترسانة قديمة من الطائرات الروسية والأمريكية الصنع التي حصلت عليها قبل الثورة الإسلامية عام 1979. ورغم ذلك، تسعى إيران لتعويض هذا النقص من خلال تطوير منصات محلية وأنظمة دفاعية متقدمة.
ورغم التحديات، أكد قائد القوات الجوية الإيرانية في أبريل أن طائرات سوخوي-24 “على أهبة الاستعداد” لمواجهة أي هجوم إسرائيلي محتمل. هذا التصريح يعكس الجاهزية والإصرار الإيراني على مواجهة التهديدات، على الرغم من الاعتماد على معدات قديمة. كما يشير إلى استعداد القوات الجوية الإيرانية لاستخدام كل ما هو متاح للدفاع عن السيادة الإيرانية.
في الختام، تبقى المنطقة في حالة ترقب وحذر، حيث يواصل الطرفان الإيراني والإسرائيلي تعزيز قدراتهما الدفاعية والهجومية تحسبًا لأي تصعيد محتمل. التوترات المستمرة تدفع كل طرف إلى تعزيز جهوزيته واستعداداته، مما يزيد من تعقيد المشهد الإقليمي ويجعل أي خطوة خاطئة قد تؤدي إلى تصعيد خطير.
لمزيد من الأخبار زوروا موقعنا: الوسط العربي وللتواصل الاجتماعي تابعنا على فيسبوك الوسط العربي