سميحة خليل “أم خليل” .. رائدة الحركة النسائية في فلسطين
كتبت: نجوى إبراهيم
المناضلة “سميحة خليل” واحدة من رواد ورموز الحركة الوطنية الفلسطينية الإنسانية والنسوية، لعبت دورا واضحا فى عملية النضال الوطنى عام 1977من خلال عضويتها في الجبهة الوطنية الفلسطينية، تصدت بأساليب متعددة لسياسات الاحتلال العنصرية وقمعه الجائر، كان لها دورا بارزا فى مواجهة الظلم الاجتماعى الواقع على النساءالفلسطينيات من خلال تقديم دعم لهن عبر مؤسسات وجمعيات.. ورغم القيود والموانع واعتقالها إلا أن هذا لم يمنعها عن نشر قضية بلادها فى المحافل الدولية , و تمثيل المرأة الفلسطينية في أكثر من 20 مؤتمرا في بلدان العالم. أما دورها القيادي البارز، فكان من خلال رئاستها للاتحاد العام للمرأة الفلسطينية في الأراضي المحتلة ورئاستها لجمعية إنعاش الأسرة..خاضت “سميحة خليل ” معركة الانتخابات الرئاسية الفلسطينية عام 1996، كمنافسة وحيدة للزعيم الراحل ياسر عرفات إلا أن الحظ لم يحالفها.
دورها كرائدة نسوية
فى عام 1952 أسست “سميحة خليل” جمعية الاتحاد النسائي العربي في البيرة، وكانت رئيسة لها . وفي سنة 1965 أسست مع مجموعة من السيدات جمعية إنعاش الأسرة وبقيت رئيسة لها حتى وفاتها… وهدفت من خلال تأسيس الجمعية تحقيق مجموعة من الأهداف تتضمن: تعليم الأطفال، وتشغيل الأمهات، وإرساء أسس العمل التطوعي، والحفاظ على التراث.
كان “سميحة خليل” تهتم بالتراث الشعبي الفلسطيني وتضعه على رأس اهتماماتها، فقامت من خلال جمعيتها “إنعاش الأسرة” بتأسيس “لجنة الأبحاث الاجتماعية والتراث” في سنة 1972، التى حملت أولى دراساتها عنوان: “قرية ترمسعيا: دراسة في التراث الشعبي” في سنة 1973، كما أصدرت اللجنة في العام التالي مجلة “التراث والمجتمع”.
ساهمت “سميحة خليل ” فى تأسيس فرع الاتحاد العام للمرأة الفلسطينية في البيرة، وحضرت المؤتمر العام الذي دعا إليه الاتحاد في القدس في سنة 1965، ثم انتخبت أمينة سر اللجنة التنفيذية للاتحاد العام للمرأة، كما أصبحت عضواً في المجلس الوطني الفلسطيني.
مشوارها النضالي
قادها مشوارها النضالى إلى خوض التظاهرات ضد الاحتلال الصهيونى وأيضا ضد حلف بغداد عام 1956 حيث قادة تظاهرة نسائية ضخمة من رامالله إلى القدس.. انضم إلى صفوفها طالبات دار المعلمات ونساء البيرة، وفي القدس انضمت إليها نساء القدس وطالباتها، وفي اليوم التالي قادت تظاهرة ضمت نساء 27 قرية من الضفة الغربية، ويروى عنها قولها: “قتلناه لحلف بغداد. ضللينا ننزل مسيرات لانتهى.” ولذلك اعتقلتها سلطات الاحتلال مرات متعددة، وحققت معها وسجنتها مرتين، وفرضت عليها الإقامة الجبرية في مطلع الثمانينيات لمدة سنتين ونصف السنة، ومنعتها بعد ذلك من السفر لمدة 12 عاما. ..وخلال هذه الفترة فقدت المناضلة “سميحة خليل ” أختها حفيدها وتعرض ابنها وعائلته إلى حادث خطير ومع ذلك لم يسمح لها بمشاركة عائلتها في مصابها.
تأثرت المناضلة “سميحة خليل ” باحداث نكسة 1967 ..تغيرت حياتها تغييرا جذريا فسارعت إلى إغاثة النازحين، وخاصة أبناء قرى اللطرون الذين دمرت إسرائيل قراهم مباشرة بعد احتلالها الضفة الغربية.
أصبحت عضواً في قيادة “الجبهة الوطنية الفلسطينية” في الضفة الغربية في سنة 1973، و كانت المرأة الوحيدة في قيادة “الجبهة الوطنية في الضفة الغربية” إلى جانب 42 رجلا، واختيرت في سنة 1979 عضواً في “لجنة التوجيه الوطني”، وهي الهيئة القيادية العليا للشعب الفلسطيني في الداخل، وكانت المرأة الوحيدة في اللجنة.
انتخبت سميحة خليل ممثلة وحيدة لكل النساء في الضفة حين أقيمت لجنة التوجيه الوطني في مبنى النقابات المهنية في القدس الشرقية، وصُنفت اللجنة فيما بعد خارجةً عن القانون، واعتقلت سلطات الاحتلال الإسرائيلي أعضاءها، وأبعدت بعضهم، وفرضت الإقامة الجبرية على البعض الآخر.
لمزيد من الأخبار زوروا موقعنا: الوسط العربي وللتواصل الاجتماعي تابعنا على فيسبوك الوسط العربي