شخصيات عربيةعاجل

الأديب والشاعر اللبناني “ميخائيل نعيمة ” ..ناسك الشخروب.. قائد النهضة الفكرية والثقافية في الوطن العربي

 

كتبت: نجوى إبراهيم

الشاعر والمفكر اللبناني “ميخائيل نعيمة” ..واحد من رواد الأدب العربى الذين قادوا النهضة الفكرية والثقافية والتجديد ..كاتب وقاص ومسرحى متأمل فى الحياة والنفس الانسانية ..أحدث اليقظة فى الأدب فى لبنان والعالم العربى .. لقّب بـ (ناسك الشخروب “.. منزل “نعيمة” يحمل ذكرياته حتى الآن فقد حولته قريته إلى متحف يحاكى آخر 20 سنة من حياته بكل تفاصيلها .. ترك العديد من المؤلفات باللغة العربية والإنجليزية والروسية والتي تُعتبر من أفضل الأعمال في الوطن العربي و حفظت له مكانةً رفيعةً في عالم الأدب.

مولده

ولد “ميخائيل نعيمة” فى أكتوبر عام 1889 فى قرية بسكنتا الواقعة فى سفح جبل صنين فى لبنان.. التحق بمدرسة الجمعية الفلسطينية ..ثم انتقل بمنحة لمتابعة دراسته فى الناصرة عام 1902 فى دار المعلمين الروسية ,ثم أكمل دراسته الجامعيّة في مدينة بولتافيا في أوكرانيا وذلك بينَ عامي 1905 و 1911 , خلال هذه الفترة أجاد اللغة الروسية وأطلع على الأدب الروسى الاطلاع على الأدب الروسى وأصبحَ متعمقاً فيه.
وفى عام 1912 انتقل إلى الولايات المتحدة الأمريكية ,والتحق بجامعة واشنطن فى مدينة سياتل .. وتخرج فيها وهو حاملا إجازتين :واحدة فى القانون والثانية فى الآداب.

بداية مسيرته الأدبية

ظهر نبوغه الأدبي في سن مبكرة حيث نشر أول مقالة له بعنوان ” فجر الأمل بعد ليل اليأس” فى يوليو عام 1913 ..
وانضمَّ خلال إقامته بالولايات المتحدة الامريكية إلى شعراء وأدباء المهجر , وفى عام 1920 أسس برفقة الشاعر “جبران خليل جبران” و”نسيب عريضة ” الرابطة القلمية ووضع دستورها وقوانينها ..وانتقل إلى الكتابة بالعربية تأثرا بشعراء المهجر وبهدف نشر شعره فى بلاد المهجر. 
وفى عام 1932 عاد إلى بلدته “بسكنتا ” وتابع مسيرته الأدبية، عاش “ميخائيل نعيمة” حياةً طويلةً امتدّت لمئة عام، قضى أغلبها في قرية الشخروب الجبلية والتي تتمتّع بطبيعة ساحرة ومناظر خلابة، والتي تقع قريباً من البلدة التي ولدَ فيها بلدة بسكنتا؛ حيثُ أحبّ العزلة والتأمّل.
كانت هذه القرية بمثابة الوحى الذى يساعده على الابداع والجمال فكان ينعزل بقرب الشلال ليفكّر في مؤلّفاته وكتاباته وطبيعة الانسجام بينَ الإنسان والطبيعة والله؛ ولذلك لقب ب”ناسك الشخروب”.

أسلوبه الأدبي

تميز “ميخائيل نعيمة” بأسلوب أدبى مميز ومختلف عن أسلوب الأدباء العرب فى تلك الفترة، فهو يبتعد عن الزخرفة والكلام الزائد، يميل إلى وصف الاحداث والسرد ويميل أسلوبه إلى الإيجابية والتفاؤل والبساطة والوضوح والصراحة، ويلاحظ القارئ قدرته على النقاش والإقناع، كما أنّه كان يبتعد بشكلٍ واضح عن الطائفية والعنصرية خلال كتاباته
اهتم “ميخائيل نعيمة ” برصد الحالة الروحانية والأبعاد الفلسفية لشخصياته متأثرا فى ذلك بالاسلوب الغربى , كما إنه ناقش القضايا الاجتماعية بأسلوب القصة القصيرة.
استمر عطاء “ميخائيل نعيمة ” الأدبي ستة عقود، فكتب عدة مجموعاتٍ قصصية بلغت ذروتها مع كتاب «مرداد» الذي وضعه بالإنجليزية عام 1948 رغبةً منه في نشره بلندن ولكنه بسبب دعوته إلى عقيدة جديدة ,قام بترجمة كتابه إلى العربية ولتلاثين لغة من بينها البرتغالية والروسية والاسبانية والهندية والرومانية واليابانية والليتوانيةوالتركية والمجرية .. قدَّم ونسَّق المجموعة الكاملة لمؤلفات جبران خليل جبران وفى عام 1970 نشرت دار العلم للملايين المجموعة الكاملة لأعمال ميخائيل نعيمة.

 

 

لمزيد من الأخبار زوروا موقعنا: الوسط العربي وللتواصل الاجتماعي تابعنا على فيسبوك الوسط العربي

زر الذهاب إلى الأعلى